إضطرتني الظروف قبل فترة للذهاب لإجراء معاملة بإحدي سفاراتنا بالخارج ، ما أن جلست لأحد السكرتيرين المنوط بهم إجراء المعاملة حتى بادرني قائلاً :
• والله يا أستاذ أنحنا زعلانين منك !
• (في إندهاش) : في شنووو؟
وهنا إستعدل صاحبنا في جلسته ليخبرني أن (الزعل) مصدره مقال قمت بتسطيره بعنوان (إمتحان تحرش) تعرضت فيه (لزميلهم) الدبلوماسي الذي (قيل) أنه تحرش بإحدى السيدات في (بار) أمريكي في ساعة متأخرة جداً من الليل !
• يعني عاوزني كنتا (أصفق ليهو)؟
هنا أدرك ولدنا (الدبلوماسي) أن (الموضوع) ح (يجر) فقام بإجراء المعاملة دون الدخول في (نقاش) خاصة بعد أن أوضحت له وجهة نظري في (تعيينات) الدبلوماسيين التي صارت في هذا العهد الزاهي النضير لا تعتمد إلى أي نوع من المعايير سوى الواسطة والترضيات والمحاصصات .
تذكرت هذه الواقعة وأنا أقوم بقراءة ما أورده المراجع العام بأن ”18″ دبلوماسياً ومحاسباً وملحقاً مالياً وموظفاً، من بينهم”5″ نساء ببعثات السودان في كمبالا، برلين، جاكرتا، أبوجا والإسكندرية، بالاستيلاء على مبلغ (233.517) دولار، بجانب اعتداءات بعملات مختلفة في سفارات، مدريد، مسقط، القاهرة، صنعاء، جنيف، نيودلهي أكرا، وبانقي.
ولم يكتف (المراجع العام) بذلك بل أورد (تفاصيل) اللهط بحسب ما ذكرت صحيفة الجريدة الصادرة اليوم”الأحد” حيث أورد بالأرقام إسم (كل زول والقروش الشالا) في سابقة لا تعرف (الدغمسة) و (الغتغتة) وللأسف (الأسيف) لم تعرفها (الدبلوماسية السودانية) قبل مجيئ هؤلاء القوم (الما عندهم قشة مرة) !
لقد شملت قائمة (التجاوزات المالية) الملحق المالي بسفارة السودان والمحاسب المالي بقنصلية السودان بالإسكندرية والوزير المفوض والسفير ببعثة السودان بكمبالا والمحاسب بسفارة السودان بجاكرتا والملحق المالي بسفارة السودان بمدريد
والملحقين الماليين بسفارة الخرطوم لدى مسقط والمحاسب المالي لسفارة السودان بالقاهرة والمحاسب بقنصلية أسوان وكذلك الملحق الإداري بصنعاء والمدير المالي لبعثة السودان بجنيف والمحاسبين الماليين بسفارة السودان بنيودلهي وكذلك مسؤول بسفارة السودان بجاكرتا على وآخرين بسفارة السودان بغانا وأخر بسفارة السودان ببانقي بأفريقيا ألوسطي !
هكذا في ظل سياسة (التمكين) تحولت معظم سفاراتنا في الخارج إلى عصابات نهب منظم تقوم بإستباحة ما يقع تحت يدها من أموال دون أن يرمش لها جفن ولو حدث ما حدث من (نهب) في سفارة سفارتين كان من الممكن أن نقول عادي وممكن يحصل في أرقى (العائلات) ولكن أن يتم ذلك في هذا العدد الكبير من (السفارات) فهذا يوضح ما آلت إليه وزارة (الخارجية السودانية) ذات الإرث الأخلاقي والمهني الضخم من (هوان) وأي (هوان) !
ولك عزيزي القارئ أن (تستغرش) ما شاء لك الله إذا علمت (كما ورد في الإنتباهة) بأن بعض دبلوماسيي وسفراء وزارة الخارجية شرعوا في تحريك إجراءات قانونية أمام المحاكم المختصة في الخرطوم ضد المراجع العام، على خلفية الاتهامات التى إحتواها تقريره الآنف حيث اعتبروا أن ما ورد إشانة سمعة وتجريماً لموظفي الدولة دون أدلة مادية قاطعة حيث أكدت مصادر موثوقة لـ (الإنتباهة) أنه بالفعل تم تحريك الإجراءات القانونية وأوضحت أن بعض منسوبي الوزارة خارج السودان سيواصلون ذات الأمر بإرسال توكيلات للقيام بالإجراءات المطلوبة كما أن عدداً كبير من السفراء أفادوا بأن ما تم نشره من تقريريعد حملة مغرضة مستمرة لتشويه سمعة العاملين بالوزارة !
لا ندري ماذا يعني (السادة السفراء) بالحملة المغرضة المستمرة التي تسعى إلى تشويه سمعة (وزارتهم) ؟ وما هي الجهة التي يمكن أن تستفيد من هذا التشوية ؟ ولكننا نعلم تمام العلم بأن تقارير المراجع العام تتناول بمهنية عالية المخالفات المالية والإدارية والهيكلية التي تتم في الجهات الحكومية وبالتفاصيل الكافية التي يعرفها الجميع، مهما كان نوعها ومصدرها ومن ارتكبها .
لمعرفتنا التاامة (هيثرو مثالاً) بان لا أحد تتم محاسبته فلا داعي (للجرسة) و (الفنجطة) فليهدأ بال كل من (إختلس) و (نهب) و(لغف) في كل الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية (الحبة ما بتجيكم الآن) ولكن بالقطع لن يفلت أحدكم إذا أزفت الآزفة من العقاب !
كسرة :
مسؤولين في 17 سفارة … (أيدهم خفيفة؟) يا ساااتر !!
كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة