لم يكن في الماضي القريب من المستحب أن تظهر أي أحاسيس سالبة تجاه أي إنسان في أي ثوب للمشاعر.. ولكن روح العصر وحب الشفافية فتحا الآن باباً من أبواب التعاطي بإمكانية الإفصاح عن المشاعر الإنسانية كونها التي يحسها في لحظة التعبير، وكثير ما يكون لسان الحال في لحظتها أصدق التعابير عن إحساس غير موجب تجاهك أو تجاه الآخر.. وعدت بالذاكرة كون أننا استنكرنا يوماً على صديقتنا كتابتها لقصيدة حملت عنوان «أمرك لا يعنيني».. ذات الشيء الذي يجعلنا الآن نقيف أمام قصيدة المبدعة «نضال الحاج» «أنا بكرهك» بإعجاب التي يود الكثير منّا أن يتجرد في لحظة ما ويسمعها للمعنى أو المقصود في لحظة التشبه والاستدعاء لكلماتها التي أصبحت محلاً لجدل البعض، أو إطلاع البعض عليها بأكثر من زاوية وموضع وفكرة.
فالكراهية إحساس كما الحب، وإن تخالف الإحساسان في الاتجاه والطريقة.. إذن من حق الكراهية علينا أن نحتفي بها كما نحتفي بالحب والمودة.. فلولا هذه الكراهية لما عرفنا أبعاد الحب، ولا أود أن أكون مثالية وأقول «ليس مطلوباً الاحتفاء بالمشاعر السالبة».. ولكنها في النهاية مشاعر إنسانية تتقلب في مدى ما بين الصالح والطالح، ولأن العالم ليس قرية فاضلة ولا مدينة مثالية، فإن الاحتفاء بذات المشاعر المتقلبة أمر يستدعيه واقع الحال.. عليه يا حبيبي.. أنا بكرهك.. أنا زاهدة فيك.. أنا ختيت طوبتك.. أنا مليتك.. أنا زهجت منك.. أنا ما بباريك.. أنا مفارقك.. أنا فايتة منك.. أنا ساربة منك.. أنا جافلة غادي.. أنا ما بدورك.. أنا ما بطيقك.. أنا جد كرهتك.. أنا طاشة منك.. أنا فازة منك.. أنا هاربة منك.. أقول ليك قولة «أنا حبوبتك».
٭ رجل غير
وقفت أمامه وهي تعرف مقدار ما تكنه له من حب طاهر وعفيف.. هو يحب أن يمتحنها بأكثر من طريقة بما يتعمد أن يفعله ببروده الفارط.. تنظر إليه وفي دواخلها دائماً ذلك السؤال «لماذا أحبه؟.. هذا الرجل الكهل البائس الملامح» ثم تعاود معه لغته الاستفزازية التي يتعمد من خلالها القول ضمناً إنه متمنع وأنها هي المندفعة نحوه.. لكنها في لحظة ما أدركت أن ما يفرقها عن فكرة محبته أكثر مما يدفعها لذلك، حسمت أمرها بالبعد عنه خاصة إن كانت مؤشرات ثباته في المستقبل أقل ضمانات وثقة، لأنها ليست في حاجة لرجل يتغنى لها «بعيونك تقول لي تعال وتعال وبقليبك تقول لي لا ما في مجال» فقد خبرت هذا النوع الواهن من الرجال، وتبقى البحث عن «رجل غير».. وهو ليس ذلك الرجل فلماذا المخاطرة واجترار الفشل.. وقفت أمامه وفي عينيها شيء من التحدي «أن لا حب لك في قلبي منذ الآن.. فقد مضى زمن الانبهار بك.. وبأشيائك الصغيرة وتفاصيلها الدقيقة، وتهمس لنفسهاماذا سأجني من ذلك؟.. نظرات واجفة وإشارات لا هي خضراء الضوء ولا هي حمراء مانعة للعبور، كأنك تستبقيني عند شارة الانتظار.. إذن أعطيني شرف اتباع الشارة الضوئية وأعلنها لك حمراء «استوب».. أنت رجل متردد، وأنا امرأة تريد أن تحسم أمرها.. إذن لا جامع بيننا.. أمضي لسبيلك بارد المشاعر وأمضي أنا لمستقبلي منفرجة الأمل متشبثة بعزائم الاحتمال والإمكان والتفاؤل والتقاء رجل غير».
٭ آخر الكلام
لماذا لا نحب واقعنا كما هو.. إن أحببنا إحببنا وإن كرهنا كرهنا.. «حبيبي.. أنا الآن لا أكرهك ولكنني لا أحبك بذات الدهشة الأولى، فقد تحللت دواخلي من سلطانك بعدما استبنت بعض ضعفه وعجزه عن حفظ زمامي.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]