حفيد صدّام حسين يكشف معلومات لأوّل مرّة عن جدّه وعائلته

كسرحفيد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حسين ناصري صمته وكشف لصحيفة الموندو الإسبانية العديد من الأسرار حول عملية هروبة وعائلته من العراق مع بداية الغزو الأمريكي.

وقالت الصحيفة إن كل الذى بناه صدام حسين فى 24 عاما انهار فى 9 أبريل 2003، حيث تحركت القوات الأمريكية فى ذلك اليوم على القصور والمباني الوزراية فى بغداد، ومنذ ذلك الحين لم يتحدث أى شخص من عائلة صدام حسين عن أي تفاصيل.

وتجدر الإشارة إلى أن حفيد صدام حسين، البالغ من العمر 24 سنة، يعد من مشجعي فريق ريال مدريد، ومن محبي إنريكيه إيجليسياس.

وقال الناصري “تركت العراق منذ أن كان عمري 9 سنوات، وكنت لا أعلم ولا أدرك ما يحدث، ولجأنا إلى مخبأ فى ذلك اليوم المشؤوم بنية الهروب، وتوجهنا إلى قرية قرب الموصل على الحدود مع سوريا، ثم توجهنا إلى سوريا ومنها إلى الأردن، وغادرت البلاد مع أمي رنا وأخوتي أحمد وسعد ونبأ، وعمتي رغد وأولاد عمي، وذلك عبر سيارات خاصة بعائلتنا، والعائلة الملكية الأردنية استقبلتنا بعد وصولنا إلى البلاد وكانوا فى غاية الكرم معنا ، ووفروا لنا منزلا للإقامة فيه.

وسرد الناصري “كنا فى مرحلة الطفولة نلعب فى الحدائق أمام جدي، وكنا نتسلق شجرة النخيل، ونحضر الاحتفالات ومأدبات الطعام، وكان جدي دائما يقول لنا عبارات طيبة ومواعظ فى لم شمل العائلة، ولم نكن نعرف المصير الذى ينتظرنا الذى قضي على كل هذه الأشياء”.

وأضاف “جدي دائما كان يشدد على الالتزام بمكارم الأخلاق والفكر القومي وذلك أكثر من تركيزه على الدراسة”،وقال إن “اعتقال جدي فشل فى قطع اتصالنا له ، حيث كنا نتقابل فى مزرعة تكريت مسقط رأسه التى كانت تستخدم كمخبأ ، وكان يوجههنا عن طريق المحامين الذين كانوا يزرونه فى السجن”.

وقال “ما زلت أتذكر آخر لقاء جمعني بخالي قصي وخالي عدي قبل أسبوع من الحرب ، فهما كانا على يقين ان الأسوأ قادم، وأن نهايتهما اقتربت، وبعد مقتلهما فإن الشيء الوحيد الذى أتذكره فى تلك الفترة أن خالي قصي كان مكلفا حينها بقيادة الحرس الرئاسي، كان يتفقد أحوالنا باستمرار ليطمئن على سلامتنا، وعلى ما أعتقد كان ذلك اللقاء الأخير الذىى دار بيننا قبل مقتله”.

وتابع “خالي عدي كان معروف بشخصيته العنيفة وغريبة الأطوار وارتكب جريمة قتل بحق طباخ ومرافق والده صدام حسين أثناء عشاء على شرف تكريم زوجة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، سوزان مبارك.

وحول رغبته فى العودة إلى البلاد قال الناصري”أود أن أعود يوما ما إلى بلدي، وما نراه اليوم فى العراق ليس سوى رد فعل طبيعي ومتوقع لسوء الإدارة والتنافس على السلطة ، فهي عانت ولا تزال تعاني من الحروب، كما أن ثرواتها تثير دائما مطامع عدة طوائف مسلحة، فالعراق اليوم عبارة عن الارهاب والموت فالأرض تدمرت ورائحة الدماء انتشرت فى كل ركن فيها “.

واعترف ناصري فى نهاية لقاءه مع الصحيفة الإسبانية ” اعلم أن جدي اقترف فعلا العديد من الأخطاء ، ولكنه مثل أى شخص فليس هناك أى شخص لم يرتكب أخطاء ، فى جميع الأحوال، لا يستطيع أى أحد معاقبته الآن، ولو كنت مكانه لما استطعت القيام بما فام به فى ظل تلك التوترات الإقليمية والتهديدات التى كانت تعيشها البلاد فى هذا الوقت”.

المصدر: اليوم السابع

Exit mobile version