مسلمون يطلقون دوريات لتأمين مساجد نيويورك

في الخامس عشر من مارس/آذار الحالي، أطلق أحد الإرهابيين النار عشوائيًا وبصورة وحشية على مجموعة من المصلين داخل مسجدين بمدينة كرايست تشيريش النيوزيلندية، متسببًا في مجزرة وحشية قتل خلالها 50 شخصًا.

وبعد وقوع هذا الحادث المروع على مسجدي نيوزيلندا، عمل محمد خان، إمام أحد المساجد في نيويورك، ونصر الإسلام، مدير إحدى المدراس القرآنية، على إطلاق مؤسسة مدنية للدوريات بقيادة متطوعين تحت شعار Muslim Community Patrol & Services أو خدمات ودوريات المجتمع المسلم أو (MCPS).

وتهدف هذه الدوريات إلى حماية أعضاء المجتمع المحلي من تفاقم جرائم المضايقات التي تؤثر على جودة الحياة”، حسبما كُتب على الموقع الخاص بـMCPS.

لكن بعد حادث نيوزيلندا الأليم، حملت المؤسسة مهمة أخرى على عاتقها، وهي مساعدة أعضاء المجتمع الإسلامي على التعافي من الصدمة التي سببها لهم هذا الهجوم الإرهابي المتطرف، وذلك عن طريق توفير مستشارين وعلماء دين مدربين.

وتجوب سيارة MCPS الشوارع بهدف التأمين والتوجيه أيضًا وهي من طراز “فورد توروس” التي يميزها اللونين الأبيض والأزرق، فيما يتشابه مع طراز وشكل دوريات إدارة شرطة نيويورك بخلاف إنه كُتب عليها عبارة Assalamu alaikum أو السلام عليكم.

ونقلت إذاعة صوت أمريكا، عن “خان”، مدير الشؤون المجتمعية في MCPS، أنهم يقدمون خدمة الإرشاد والتوجيه وجهًا لوجه أو عن طريق الهاتف على مدار الساعة، بهدف سد فجوة الاختلافات الدينية والعرقية واللغوية في المجتمع لاسيما أن ولاية نيويورك تعد من أكثر المدن تنوعًا في العالم.

وأضاف نصر الإسلام (28 عامًا): “إذا جاء مهاجرًا من دولة ناطقة بالعربية إلى هذا البلد، فإنه بدون شك سيحتاج إلى مساعدة وربما يقع في مشكلات. وعندما يرى الدورية التي كتب عليها السلام عليكم، سيعرف أن هناك مسلمين في هذه السيارة، وسيأتي لطلب أي مساعدة”.

وأكد القائمون على هذا المشروع أن متطوعيه غير مسلحين تمامًا، وهم مدربون على التعامل مع الأزمات مثل إدمان المخدرات والمشكلات المالية والاكتئاب والحد من الانتحار.

فضلاً عن أنهم مدربون على الإسعافات الأولية وتقديم المشورة فيما يتعلق بالصحة النفسية والدينية والتأمين الأساسي. وفي أيام الجمعة، يقوم المتطوعون بتوزيع وجبات على المشردين في وسط مانهاتن.

وتقدم دوريات MCPS خدماتها إلى المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، ويتحدث متطوعوها الإنجليزية والعربية والبنغالية والهندية والأردية والبولندية. كما تتعاون MCPS مع إدارة شرطة نيويورك NYPD التي قدم ضباطها المتقاعدون تدريبًا مؤخرًا للمتطوعين فيها.

من جانبها، قالت هايدي بيريش، مدير مشروع الاستخبارات الخاص بمركز قانون الفقر الجنوبي، إنه إذا قامت قوات الشرطة الأمريكية بأخذ جرائم الكراهية على محمل الجد وتعاونت مع المجتمعات في الولايات المتحدة، يمكنهم إظهار مدى اهتمامهم بهذه المجتمعات وتأكيدهم على وجودهم بالفعل لحمايتهم.

ووفقًا لإحصاءات الإف بي آي FBI، فإن 59.6% من ضحايا جرائم الكراهية في عام 2017، تم استهدافهم بسبب عرقهم أو أصلهم، في حين استهدف 20.6% بسبب دينهم.

بوابة العين الاخبارية

Exit mobile version