عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني د. أمين حسن عمر لـ(السوداني) المتحدثون عن دمج الحركة الإسلامية في الوطني يريدون حلها ولا يجرأون على قول ذلك

أحمد هارون تحدث عن اختيار الوطني لرئيس جديد خلفاً للبشير هل نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع ومراكز القوى؟
لماذا مرحلة جديدة من مراكز القوى والتيارات! سيتم تقديم مرشحين مختلفين وسيتم التصويت واختيار واحد.. وبالأصل الحزب يجب أن تكون فيه تيارات فكرية مختلفة وإلا ما فائدته.
قلت إنكم جاهزون لتقديم بديل لرئيس الحزب، فهل ترون الآن من السهل وجود بديل بذات مواصفات البشير؟
لماذا نريد نحن شخصاً بمواصفات البشير فهو رغم احترامنا له ليس نبياً حتى يقتدى به.. البشير مجرد زعيم من الزعماء ورئيس من الرؤساء ويمكن أن نأتي ببديل غيره لا يشبهه، ويكون رئيساً جيداً ولديه تجربة جيدة ونحن لا نريد أن نستنسخ صورة رئيس واحد إذ لا توجد ضرورة لذلك .
هل ستستنسخون التجربة ؟
التجارب غير قابلة للاستنساخ أصلاً.
بما في ذلك استساخ تجربة التحالف مع المؤسسة العسكرية؟
ليس هنالك شيء اسمه تحالف مع المؤسسة العسكرية التي ينبغي ان تكون قومية ومقبولة من الجميع.. فالمؤسسة العسكرية موجودة والآن لا تتدخل في السياسة بهذا المعنى. صحيح حدث انقلاب ولكن بعد ذلك نحن نتعامل مع الرئيس كشخص خاض الانتخابات وانتخبه الشعب وإن سقط لم يكن سيقول إنه ممثل للمؤسسة العسكرية وسيبقى، فهو هنا ليس كممثل للمؤسسة العسكرية بل كشخص انتخبه الشعب وأي شخص يتم انتخابه من قبل الشعب إذا كانت لديه خلفية عسكرية أو غيرها، في النهاية شرعيته من الانتخاب وليس من أي شيء آخر.
فضلاً عن أنه ليس بالضرورة أن يأتي رئيس تراكمت خبراته كما حدث للرئيس البشير، لأن ذلك بالأصل غير موضوعي ولا مطلوب، فهو حديث يقوله بعض الناس للمحافظة على الأوضاع كما هي حالياً.
برز مؤخراً وفقاً لاستطلاع صحفي اسم بروفسير إبراهيم غندور لرئاسة الوطني.. فما رأيك؟
الاستطلاعات غير العلمية لا قيمة لها وغالباً ما تكون مصنوعة للتروج لفكرة معينة وإبراهيم غندور صديق أولاً وهو شخص محترم ويصلح أن يكون رئيساً، ولكن في هذا الأمر لا يتم طرح شخص واحد وإنما بدائل أمام الناس حتى يختاروا من بينهم .
هل تفضل أن يكون الصف الأول داخل المنافسة لاختيار رئيس الحزب الجديد؟
الحرية تكمن في اختيار الناس من يشاؤون ولو كان شخصاً عمره (70) عاماً.. حالياً في أمريكا أكثر شخص لديه فرصة للانتخابات شخص عمره 70 سنة والحاكم الآن عمره 70 سنة، فالأعمار ليست مهمة في ذلك، المهم حرية الناس في الاختيار. وأنا شخصياً أرى أنه كان هناك جيل شاب صاعد، أنا أفضله على جيلنا وإبراهيم غندور من جيلنا..
أي أنك لا يمكن أن تختاره؟
أنا أفضل على الأقل أن يكون الرئيس القادم شخصاً وراءنا بعشرين عاماً حتى يكون أقدر على فهم أصوات الشباب وقضاياهم وقد حدثت تحولات كثيرة جداً في الساحة العامة، وخبرتنا نحن قد لا تتلاءم معها، لذا أفضل هذا.. ولكن في النهاية عندما تختار سيكون هناك ترجيح من بين المقدمين.
يفهم من ذلك أنكم ستنقلون القيادة بالكامل لجيل جديد وتنسحبون من المشهد؟
شخصياً أعتقد أن أي إنسان تجاوز سن الـ(60) سنة ينبغي إلا نقدمه للمسؤولية الآن، والأفضل أن نقدم جيل مختلف أقرب للأربعينيات من الستينيات ، لآن هذا هو توقع الناس وهذا هو مسار الأمور الآن في العالم كله.
هناك حديث عن خلاف بينك وأحمد هارون سببه إصرارك على أن يكون هناك رئيس جديد وأن يحسم الوطني هذا الخيار؟
هذا غير صحيح وأنا لم أختلف مع (الأخ) أحمد في هذا الموضوع أو غيره، نحن نتناقش في المكتب القيادي ونقول آراءنا وقد تتفق أو تختلف وليس هناك جدال شخصي.
ألم تقل لهارون إذا تم اختيارك لإعادة ترشيح الرئيس فإن هذا مرفوض وغير وارد؟
(لا).. هذا غير صحيح، وأنا على يقين أن الرئيس ليس في وارده الترشح ولم يعد هذا الأمر ممكناً لا سياسياً ولا واقعياً أصلاً فالرئيس الآن همه الأساسي أن يترك الساحة وهي في حالة وفاق تام، وينتقل بها لمرحلة شرعية قائمة على الانتخابات أو كما قال في خطابه بطريقة واضحة وهو من أفضل الخطابات التي قدمت في الآونة الأخيرة.
كيف علاقتك بالرئيس حالياً.. هل توترت بسبب مواقفك الأخيرة المعلنة؟
أصلاً لم تتوتر ولا أعتقد أنه يحمل هذه الأمور على محمل شخصي.. هي قناعات أنا اتفق مع بعض القناعات وأختلف مع بعضها، وإلا لما كان هناك معنى للحزب أو المؤسسات أن تأتي وتتناقش.
هناك من يرى أن خطاب الرئيس الأخير مفاصلة ثانية وهناك من شبهه بالانقلاب ؟
هذا غير صحيح وهناك من الناس من يحب مثل هذه التحليلات، الآن هناك رئيس منتخب، وفي تقديري أن أي رئيس آخر ننتخبه ينبغي أن يعتزل الحزبية، بمعنى بعد انتخابه من قبل الحزب لا يكون رئيساً للحزب أصلاً .
هل يعني ذلك تعديل في النظام الأساسي؟
نعم يجب تعديل النظام الأساسي، وصحيح سيقدم الرئيس الحزب وصحيح أيضاً أنه إذا كان حزب الأغلبية سيكون الحزب المقدم لأنه حزب أغلبية وليس لأي سبب آخر، لكن بعد ذلك يحكم الرئيس مثلما يحكم الرؤساء في الولايات المتحدة. وفي النهاية أنا أقول رأي قد يؤخذ به أو لا وفي النهاية سألتزم بقرار الحزب لأن هذا حكم الأغلبية ولكن الأغلبية أيضاً لن تستطيع إخراس صوتي لا سراً ولا علناً.
هل هناك من يسعى لإخراس صوتك ؟
بعض الناس يقولون لك إذا التزمت بالقرار ورأيك سقط فلا تخرج لتقوله بالخارج، لكنني سأقوله لأنه رأيي وهو ليس سراً ولا ينبغي أن نخاف من وجود رأي مخالف وسيظل مخالفاً ولكن على الرغم من ذلك هناك التزام، وإلا فإن المضي لإخراس الأصوات المخالفة ستصنع حزباً شمولياً وستقيم نظاماً شمولياً والحزب الشمولي سيصنع حياة شمولية.
أليس المؤتمر الوطني حزباً شمولياً حالياً ؟
لا أعتقد أن الوطني حزب شمولي.
لكنه أسس لحياة شمولية ؟
لم يؤسس لحياة شمولية ولكنه أيضاً ليس الحزب المثالي ولا أستطيع أن أقول إن كل الممارسات في الحزب مقبولة ولا كل السياسات مقنعة ولذلك نحن موجودون لإصلاح هذا وتعديله.
هناك من يرى أن خطاب الرئيس أحدث صدمة عنيفة للوطني الذي كان ينشط بكل آلياته للانتخابات وتقديمه للرئاسة ؟
ليس كل الآليات، فالرئيس نفسه لم يعلن صراحة أبداً في أي وقت من الأوقات أنه سيترشح وعلى العكس سمعت من أطراف قريبة جداً منه أنه لا يرغب في الترشح ولكنه لن يعبر عن هذا الموقف في وقت مبكر حتى لا يفتح الباب لصراعات في الحزب.
ما مستقبل الحركة الإسلامية والوطني والحديث عن دمجهما في ظل ما يتردد عن خسارة سياسية فادحة سببتها بعض الممارسات والسياسات في التجربة؟
أولاً إدخال الحركة الإسلامية في هذا الموضوع وبهذه الطريقة هذا (شغل الشيوعيين واليساريين لماذا؟) لأن خلافهم معنا أيديولوجي ويريدون أن نقول إن ما لا يحبه الناس هو الإسلام نفسه والتجربة الإسلامية، وهذا كذب وغير صحيح. فالناس ليس لديهم مشكلة مع التجربة الإسلامية أو الحركة ومشكلتهم مع بعض الممارسات وبعض القيادات، وهذه أمور مرتبطة بموضوع الإصلاح وإبعاد القيادة غير المقبولة التي أتت عبر المحاصصة والقبلية والمزاج الشخصي.
فالسياسة الخاطئة وثبت أنها خاطئة يجب إصلاحها، وفي هذا السياق أنجزنا كتاباً كاملاً للإصلاح منذ عام 2013م، والآن رجعنا نقرأ فيه من جديد.
هل وارد دمج الحركة في المؤتمر الوطني ؟
الوطني بطريقة تركيبته هو حزب متنوع وواسع والاستقطاب له لا يتم فقط بالأيديولوجيا الإسلامية، بالعكس الإسلاميون فيه لايساوون (عُشره)، الوطني يستقطب الطرق الصوفية والقبائل وبعض الناس الذين يعتقدون أن لديهم مصلحة في هذا الكوم وهذه طبيعة مثل هذه الأحزاب وطريقة أخطائها تشبه ذلك.
هل سيحل المؤتمر الوطني ؟
لن يحل لجهة ماهي المشكلة الموجودة في الوطني ولا نراها في بقية الأحزاب؟ هذا هو واقع الأحزاب السودانية أنها ما تزال فيها كثير من المحاصصات القائمة على القبلية والجهوية واختيارات للقيادة بمزاجها وكل هذا موجود وهذا ليس في السودان فقط بل في العالم الثالث كله للأسف، كما أن التجربة القانونية نفسها والمعايير النظامية والقانونية المحترمة من الجميع احترام عالٍ لا توجد في المنطقة بمعنى أن التداخل بين الموضعي والذاتي كبير في هذه المنطقة .
ما يزال سؤال الدمج قائما؟
الحركة الإسلامية حركة فكرية وأيديولوجية واجتماعية وستظل تعمل في مجالها، والحديث عن دمجها في الوطني كلام عجيب وهي أصلاً موجودة وممثلة داخل الوطني، فكيف ستدمج أكثر من هذا؟ الذين يتحدثون عن إدماج الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني يقصدون حلها ولا يجرأون على قول ذلك ولا يستطيعون حلها لأن الحركة الإسلامية ليست تنظيماً، والتنظيم أضعف حلقاتها وهي حركة اجتماعية وفكرية وموجودة والرابطة الاجتماعية والفكرية هي الأقوى وحتى إن حلت نظرياً ستجد الإخوان يجتمعون وإذا أسيء لأحدهم غضبوا جميعاً وأذا أسيء لفكرة منتسبين إليها تنادوا وإذا كان هناك شخص يعتقد انه سيحل الحركة هذا شخص واهم .
هناك اتهام سياسي وجه لكم ولعموم الإسلاميين بتوظيفكم للأوضاع الماثلة لقطع الطريق أمام إعادة ترشيح البشير؟
هذا تفسير وفق نظرية المؤامرة، فالرئيس إن لم يعدل الدستور لن يستطيع أن يترشح وهذا طبيعي، والدستور لم يعدل ولم تكن هناك ضمانة بأنه سيعدل.
ربما جاء الاتهام بناء على شواهد كالأزمات التي بدت مصنوعة وصاحبت حكومتي بكري ومعتز، وربما تمتد الآن لحكومة إيلا؟
هذه هي نظرية المؤامرة وهي نظرية خاطئة، ولا أعتقد أن هناك جهة عملت على صناعة الأزمات، وكانت هناك أزمة موروثة وهي أزمة مالية ونقدية وأسبابها مفهومة ومعلومة وهي قصر الموارد عن الاحتياجات وبعضها كان لسوء أداء مثل قصة طباعة العملة ولكن لا يتحمله بكري ولا معتز لأنهما وجدا هذا الواقع موجوداً وبدآ في معالجته، قبل أن يقطع هذا ويوقف ذاك.
من قطع وأوقف ذلك؟
قطع من قبل الرئيس طبعاً لقراره بأنه بحاجة للتجاوب مع أوضاع معينة وظروف ومطالب معينة وهذا تقديره.

Exit mobile version