أصدر تحالف (نداء السودان) بياناً ختامياً في أعقاب اجتماعات المجلس الرئاسي لقوى المعارضة، الذي انعقد بالعاصمة الفرنسية “باريس” خلال اليومين الماضيين .
حوى البيان مواقف جديدة ، ومنهجاً مختلفاً مغايراً لما تعوّدنا عليه في بيانات ختام الاجتماعات خلال الفترة الماضية .
الجديد أن كل قوى (النداء) بما في ذلك حركات دارفور والحركة الشعبية – جناح “مالك عقار” و”ياسر عرمان” قررت وقف كل عمليات الحوار والتفاوض مع الحكومة ، واعتماد خيار (السقوط بس) .
في السابق ، كان مُتاحاً لحركات دارفور تلبية دعوات الحوار مع الحكومة عبر منبر الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة رئيس جنوب أفريقيا الأسبق “ثابو مبيكي” ، حالياً .. اتفقت قوى (نداء السودان) على تجاوز هذا المنبر ، والانسحاب من خارطة الطريق الأفريقية ، باعتبار أن الزمن والأحداث قد تجاوزتها .
أعلنت قوى المعارضة رفضها القاطع للحوار مع النظام بعد احتجاجات الشهور الثلاثة الماضية ، وشددت على أنه لا حوار .. إلا على إجراءات التنحي وتسليم السلطة للشعب .
في تقديري هو بيان مختلف لاجتماع مختلف ، فقد حفلت البيانات السابقة بعبارات إنشائية فضفاضة ، ولغة هتافية غير منتجة ، ولكنهم هذه المرة حزموا أمرهم على وحدة الكلمة ووحدة القرار ، وهذا ما يجب أن تستوعبه الحكومة وتنتبه له وتحذر منه .
فتوقف التفاوض ، يعني تعطيل منبري “أديس أبابا ” و”الدوحة ” إلى أجل غير مسمى ، وهذا مُضر بعملية السلام في السودان .
الحكومة في حاجة ماسة إلى التعاطي مع هذه التطورات السالبة بل الصادمة ، والتفكير بجدية في مآلاتها وتداعياتها في الداخل والخارج .
وفي رأيي أن ما أقدمت عليه قيادة الدولة بتعيينها على جناح السرعة رئيس وزراء ، دون مشاورة القوى السياسية بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني ، ثم إعلانها تشكيل حكومة (كفاءات) ، لم تضم أية كفاءة من خارج أحزاب الشراكة القديمة ، هو ما أدى إلى تعقيد المشهد السياسي بهذه الصورة القاتمة والمحزنة .
إننا نأسف لهذه التطورات ، فقد كنا نأمل أن يكون الوضع السياسي في المرحلة المقبلة أفضل مما كان عليه ، ولكن ليس بالآمال والتمنيات وحدها تنهض الشعوب .
الهندي عزالدين
المجهر