حمور زيادة: ليست المثلية عيبا بل العيب ان تسب خصمك بانه شاذ جنسيا وانت تخرج في ثورة تطالب بالحرية

بشيء من العسر بدأ خطاب الثوار والمؤيدين لهم يتخلص من اللغة التمييزية ضد المرأة. وهذه خطوة مهمة الى الأمام. لم يعد الوصف بالجبن مثل النساء منتشرا مثلما كان قبل شهور.
هذا وعي جيد تخلقه الثورة ويحرسه جماعة من الناشطين الذين اصروا على انه “وقته ونص”. وانه لايمكن تمرير خطاب تمييزي بحجة الثورية.
مؤخرا برزت قضية اخرى تحتاج ذات الجهد. الشاب أحمد الذي نشر صور له بمكياج نسائي دعما لحملة مارس الابيض.
ثم امس واليوم ظهرت البوستات والكتابة على بيت اعلامي مضاد للثورة تصمه بالمثلية كعار وسبة.
لا أعرف حقيقة التوجه الجنسي للشاب احمد ولا للاعلامي السوداني، ولا يهمني.

ما يهمني واعتبر انه “وقته ونص” هو ان يتخلص خطاب بعض الثوار من هذه الافكار القبيحة التي تعتبر المثلية وصمة وتسب بها الاخرين.
قد تكون شجاعا في مظاهرة، وقويا في تحمل تعذيب الامن، لكن ان تحمل وعيا رجعيا يهين الاخرين بتوجهاتهم الجنسية فانت لست بافضل ممن تثور ضدهم.
في اليوم الذي خرجنا نتظاهر فيه دعما للبنى احمد حسين وحقها في لبس البنطلون وضد قانون النظام العام كتب اسحق احمد فضل الله في صحيفته عن مظاهرات للعاهرات والشواذ لدعم لبني.
اليوم يخرج ثائر ليكتب على بيت اعلامي موالي للنظام انه شاذ جنسيا!
ليست الثورة والثورية مبررا لتمرير الوصم بالتوجهات الجنسية. ولا تبيح الافتراءات الاخلاقية.

قبل فترة اعترض الناس – خاصة النساء – على صور معدلة لاعلامي شهير كاره للثورة صورته في شكل انثى. واليوم رأيت سيدة تشير صورة لاعلامي اخر وعلى خديه بودرة حمراء وعلى شفتيه روج.
كتبت من قبل ان الثورة كالحج، يأتيها الناس بكل افكارهم واغراضهم. لكن من الواجب ان ننبه بعض الحجيج انهم على خطأ. انهم رجعيون يحملون افكارا ضد الحرية التي يطالبون بها وقد يموتون طلبا لها.
ليست المثلية عيبا. بل العيب ان تسب خصمك بانه شاذ جنسيا وانت تخرج في ثورة تطالب بالحرية.

بقلم
حمور زيادة
فيسبوك

Exit mobile version