الهندي عزالدين: من يتحرش بالسودانيين والسودانيات في الخارج ويتعقبهم بالكاميرات، فليراجع هويته السودانية عدة مرات

إدانة العنف .. يا معارضة
ممارسة الإرهاب المعنوي والمادي من دعاة الثورة على النظام ، داخل وخارج السودان ، كما حدث في حفل الفنان “طه سليمان” في “الهند” قبل أيام ، أو تتبع وفد نسائي سافر من الخرطوم للمشاركة في مؤتمر للمنظمات في “نيويورك” ، هو سلوك بربري مرفوض ، يسيء للشعب السوداني الكريم الفاضل ، قبل أن يسيء لرافعي شعارات التغيير والحرية والديمقراطية .
لقد تعوّد السودانيون في الخارج منذ أن عرفوا المهاجر ، على استقبال كل زائر سوداني يحل بأي دولة ، فيكرمون وفادته ، ويقدمون له كل خدمة ممكنة ، ويحملونه على أكف الراحة ، دون تمييز للونه السياسي أو قبيلته أو جهته في السودان ، والقصص والحكايات في هذا الباب لا تنقطع .
لا شك عندي أن كل قاري لهذه الكلمات من هواة الأسفار ، يحتفظ بذكريات جميلة مع سودانيين كثر قابلهم مصادفة في مدن أجنبية ، فأثبتوا بحق أنهم سودانيون أصلاء .. كرماً وسماحةً .. وشهامة .

من يتحرش بالسودانيين والسودانيات في الخارج ويتعقبهم بالكاميرات ، بسبب خلاف على موقف سياسي ، أو رداً على عنف يراه في قمع المظاهرات الأخيرة ، فليراجع هويته السودانية عدة مرات ، ثم يسأل نفسه : ( أنا سوداني ؟! دي أخلاق سودانيين .. معقولة ؟!) .
ولو أنه أجاب على نفسه بصدق وأمانة ، سيعرف فداحة الجُرم الذي ارتكبه ، غض النظر عن عقوبته في قوانين دولة الإقامة .

إن صمت قادة أحزاب المعارضة على هذه التجاوزات الخطيرة المحسوبة عليهم وعلى أحزابهم ، يمثل إشارات خضراء للجيل الجديد للاستمرار في نهج العنف اللفظي والمادي ، ما يهدد مستقبل الممارسة السياسية والتداول السلمي للسلطة في السودان .

سكوت سياسيين كبار في المعارضة على هذه الانحرافات ، بسبب وقوعهم في دائرة الابتزاز والتخوين والتشكيك بموالاة النظام ، هو ضعف وهوان ستكون فاتورته باهظة ونتيجته كارثية ، في المستقبل القريب ، وقد طفحت آثار هذا القبح في كل مكان خلال الثلاثة أشهر الماضية .

إننا نطالب السادة الإمام “الصادق المهدي” ، “فاروق أبوعيسى” ، “محمد مختار الخطيب” ، “عمر الدقير” و”إبراهيم الشيخ” ، بإدانة كل سلوك عنيف لفظياً ومادياً صدر من السلطة ..ومن قوى المعارضة .. على قدم المساواة .
إن سكوتكم على هذه التجاوزات ، يعني الموافقة عليها ، وتشجيعها ، وستدفعون ثمنها غالياً داخل أحزابكم .

الهندي عزالدين
المجهر

Exit mobile version