1.
محدود الفهم في كل شيء إلا الشلليات القبلية والجهوية داخل الكيان … يبحث عنها ويتخيلها ويختلقها إن لم يجدها ثم يصدقها وينظر للناس من خلالها … حتى بعد أن يصلي ويسلم يميناً ويساراً يسأل من قبيلة الإمام ولأي شلة هو أقرب وينظر إليه في لؤم ومقت متفحصاً ملامحه وسحنته ومزدرياً له إن كان يشبه هؤلاء أو أولئك …. باختصار لا يرى في من يتعامل معه أخلاقاً ولا ديناً … لا ينصت لأفكار ولا يستمع لمعرفة عامة أو قرآن أو حديث أوتفسير أو سيرة نبوية … يرى في الأشخاص تصنيفات قبلية فقط لا غير … يحرم نفسه من رحابة العلاقات الإنسانية في الفضاء الفسيح لصالح وسوسة وفحيح مثل فحيح الثعبان … يدخل غرفة مغلقة فيها أشخاص من قبيلته يهمهمون ويغمغمون وينفثون السموم … وما علموا أن مفهوم العرق والقبيلة في السودان مفهوم ثقافي لا علاقة له بالجينات ولو تتبعوا أنسابهم بصدق لوجدوا أنفسهم مزيجاً من العناصر … جله من غرب إفريقيا ومعظمه من النوبة السودانية وقليل من العرب إلا أن الثقافة الغالبة هي العنوان العريض الجامع الذي يشمل كل الأجناس التي زحفت للسودان أو مرت به في طريق الحج أو التجارة أو غير ذلك.
2.
ينتمي للقطيع وليس للفكرة التي تنمو بها الجماعة وتزدهر، يوالي المجموعة وينتمي إلى الذوات وليس للطرح الذي آمنوا به … ولذلك يتوهم أن الإسلام ركنه الأول التنظيم والركن الثاني هو تفضيل أفراد التنظيم على عباد الله الصالحين وكل مسلمي أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن الصلاة والحج والصيام هي النوافل ولذلك قد يتهاون بالصلاة ويهملها ولكنه يركض للإجتماعات حتى يتأكد أن فلاناً وعلاناً ليس فيها … لأن فلاناً ليس منا وعلاناً مدسوس لم نره من قبل وقد انضم قريباً ويجب أن نشك فيه لأننا الأصلاء الخلص ومن كان مثلنا تكتب حسناته ولا تكتب سيئاته أما من هو خلاف ذلك تكتب سيئاته وتمحى حسناته.
3.
محدود الذهن والمقدرات يميل للونسة والكلام والقطيعة ويمتص سماعة التلفون يتسقط أخبار فلان وعلان ويتمنى لهم الشر والضرر ويشمت للنقص وتسوءه النجاحات وتؤلمه … ويخشى ما يخشاه نمو الناس من حوله لأن خلايا دماغه ماتت وتوقفت عن التجدد منذ زمان طويل ولذلك فهو عدو النجاح وخصم لمن يهبه الله تميزاً وحضوراً ويهيئ له قبولاً بين الناس … ومن هذا الباب يدير بصبر وإصرار ماكينة الشائعات والأحقاد … فلان مدسوس …فلان مشبوه … فلان زول فلان …فلان عدو فلان … وعندما يعدم الحيلة يكذب ويتحرى الكذب ويختلق الأكاذيب ضد من يريد. باختصار … يريد من حكم السباق أن يحبس له كل الخيل … حتى يركض عبثاً ودون جدوى ببغلته العجفاء المريضة التي يطعمها البخل والشح والجهل والعلف الردئ منذ زمان طويل.
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني