كلكم يبكي !!

تماماً كما توقعت أمس..
> كل أنظمة عالمنا الإسلامي بكت ضحايا مسجدي نيوزيلندا..
> بكتها بعيون تقطر دماً… وقلوب تنفطر أسى..
> رغم إن من بينها من تقتل شعوبها، ثم لا تبكي منها أعينٌ…ولا تلين لها قلوب..
> بل بكت حتى داعش… والقاعدة… وحماس..
> بينما حماس هذه أطلقت رصاصاً حياً على متظاهرين من شعبها في اليوم ذاته..
> وكانت تظاهرةً حضارية… شعارها (سلمية…سلمية)..
> وفاق عدد الطلقات – في يوم واحد – ما أطلقته إسرائيل منذ بدء مسيرات العودة..
> وكانت حماس – خلالها – تشتكي من قسوة العدو الصهيوني..

> وتبكي ضحاياه – من أبناء شعبها – وهي تصلي عليهم… وتترحم…و تتوعد..
> كيف نفهم هذا من منظور إسلامي… أو حتى إنساني محض؟!..
> شيء عجيب، والأعجب ألا شذوذ – عن هذا الشذوذ – في بلادنا الإسلامية..
> اللهم إلا حالات شاذة… والشاذ لا يُقاس عليه..
> كلهم يبكون، ويرون القتل فعلاً محرماً – ديناً وأخلاقاً – حين يقع على آخرين..
> على مسلمين آخرين… من تلقاء قتلة آخرين..
> أما حين يقتلون هم – مسلمين من بني جلدتهم – فلا يحدث أيٌّ من ذلكم..
> لا يبكون… ولا يحزنون… ولا حتى يتأثرون..
> وعوضاً عن ذلك نسمع تبريرات لا أدري كيف يطمئنون إليها بين يدي الله..
> وليسوا وحدهم الذين يفعلون ذلك… مما ذكرنا..
> بل حتى من يُفترض أنهم علماء في هيئاتٍ دينية… ذات شأن عظيم لدى المسلمين ..
> وأحد هؤلاء كنت أبكي لبكائه… أثناء تلاوته..
> ولكن حين وقعت حادثة قتل شهيرة لأحد أبناء جنسه – من المسلمين – لم يبك..
> أو لم يبك عليه… وإنما بكى إزاء اتهام قاتله بالقتل..

> وبكيت أنا عليه، بعد أن كنت أبكي معه… وهو يتلو آيات تحريم القتل بغير حق..
> وبكت حماس أمس، قتلى المسجدين…لا قتلاها هي..
> ومؤسسها – الراحل أحمد ياسين – كنت الصحفي السوداني الوحيد الذي حاوره..
> ونقلت الـ(بي بي سي) الحوار هذا، كما هو..
> وما زلت أذكر حديثه عن حال المسلمين الذين يرجون نصر الله… وهم لا ينصرونه..
> بمن فيهم مسلمو منظمته ذاتها… حماس..
> ولينصرن الله من ينصره… وقد ينصر دولة عادلة كافرة على مسلمة ظالمة..
> هكذا قال، ومن أشد تجليات الظلم القتل لأسباب سياسية..
> لأسباب دنيوية…مغلفةً بأسباب دينية، كما هو ديدننا منذ أن صار الحكم عضوضاً..
> والآن الكل يبكي ضحايا المسجدين… بعيداً هناك..
> ولكنهم لا يبكون ضحايا قريبين هنا، ضحاياهم هم…لا ضحايا مهووس أسترالي..
> كلكم يبكي…. فمن سرق المصحف؟!..
> ومن سرق الأرواح ؟!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version