يعد مخيم الركبان من من أكبر العلامات التي تشير إلى الجرائم التي ترتكبها واشنطن ضد الإنسانية.
وتقطع الولايات المتحدة الأمريكية الغذاء عن ساكني هذا المخيم الذي يعج بعشرات الآلاف من النازحين السوريين وخاصة أطفاله الذين يموتون جوعاً أمام أعين العالم، في الوقت الذي تسد فيه الولايات المتحدة ومجموعاتها الإرهابية المسلحة جميع الطرق أمام سوريا وحلفائها لإنقاذ المدنيين الذين تأخذهم الولايات المتحدة كرهائن حقيقيين في معتقل محاصر من كل الجهات.
هيئتا التنسيق السورية — الروسية عبرتا في بيان مشترك عن استمرار تدهور الأوضاع في مخيم الركبان نحو الأسوأ في ظل تعنت قوات الإحتلال الأمريكية التي تواصل عبر مجموعاتها الإرهابية إحتجاز المواطنين السوريين في المخيم ومنعهم من مغادرته، ما يشكل قلقاً كبيراً بتفاقم حدة الأوضاع الصحية للنازحين ومن بينهم أعداء كبير من الشيوخ والنساء والأطفال، حيث لم يوافق الجانب الأمريكي على عبور قوافل المساعدات التي نظمتها الحكومة السورية إلى منطقة التنف المحتلة ولم تبد الولايات المتحدة أيب إستعداد لإجلاء سكانه بأمان.
— حقيقة مايجري في مخيم الركبان ؟
— السر وراء تمسك الولايات المتحدة بإتخاذ النازحين المدنيين كرهائن ؟
— أين القانون الدولي من هذه الإجراءات غير الإنسانية الفاضحة لسلوكيات الولايات المتحدة ومجموعاتها الإرهابية ؟
— كيف ترى الدولة السورية المخرج الأمثل لهذه الحالات، أم أن النازحين سيتركون لمصيرهم أمام هذا الواقع المرير ؟
حول حقيقة مايجري في مخيم الركبان وسر تمسك الولايات المتحدة بساكنيه كرهائن يقول الكاتب والباحث السياسي والإجتماعي محمود صالح:
“مخيم الركبان يقع على المثلث السوري العراقي الأردني بالقرب من قاعدة التنف الأمريكية البريطانية. أنشأ هذا المخيم في نهاية عام 2015 بعد توسع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في ريف دمشق وحمص الشرقي ومحافظات الرقة ودير الزور. حيث هام السكان على وجوههم في البادية خوفاً من بطش التنظيم الإرهابي ،ولاهداف سياسية أكثر منها إنسانية قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء هذا المخيم ، واليوم نجد ترجمة الأهداف السياسية واضحة من خلال متاجرتها بقضيتهم. وكانت قد أوكلت الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على المخيم ومحيطه إلى مجموعات إرهابية منها مايسمى جيش العشائر وأسود الشرقية وقوات أحمد العبدو. بدأت هذه المجموعات الإرهابية بالمتاجرة بهؤلاء اللاجئين من خلال التحكم بالمواد الغذائية والطبية وبيعها لهم بأسعار خيالية ،ليس هذا فحسب بل قامت بتهريب من أراد العودة إلى المناطق المحررة مقابل ألفي دولار على الشخص الواحد”.
وعن إحصائيات الأعداد المتواجدة في هذا المخيم والحالة التي يعيشها قاطنوه يقول صالح: “تشير الإحصائيات أن العدد كان حوالي 60 ألف إنسان وتراجع إلى 45 ألف، نتيجة هروب عدد منهم إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري،.ونتيجة منع دخول أي نوع من المساعدات الغذائية والطبية من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ومشغليها الأمريكان بهدف المتاجرة بها ومنع الأردن وصول أي منظمة دولية من الوصول إلى المخيم، في وقت لم تقدم قاعدة التنف أي مساعدة غذائية وطبية، بل منعت كل المحاولات التي بذلتها الحكومة السورية والصديق الروسي لإدخال المساعدات عبر المنظمات الدولية.
مما أدى إلى سوء الأوضاع الصحية لسكان المخيم ونجم عنه وفاة 37 شيخاً وطفلاً ومريضاً من أصحاب الأمراض المزمنة. ومازالت 1500 عائلة تعاني خطر الموت جوعاً ومرضاً في هذا المخيم الذي تختطفهم الولايات المتحدة الأمريكية فيه كرهائن بيد المجموعات الإرهابية من خلال رفضها كل المقترحات الروسية والسورية والأردنية بإغلاق مخيم الركبان وعودة سكانه إلى مناطقهم الآمنة أو أي مكان آخر يختارونه بما يحترم إنسانيتهم.
أما عن الإجراءات والتدابير المتخذة لإنقاذ حياة ما أمكن من هؤلاء المدنيين المحتجزين في مخيم الركبان والحل الصحيح في هذه الحالة قال صالح:
“الأردن من جهته يرفض وبشكل قاطع دخول أي منهم إلى أراضيه بل ويمنع دخول أي نوع من المساعدات الغذائية والطبية من خلال الأراضي الأردنية ويدعو إلى إعادتهم إلى سوريا لأنه يعتقد أن هناك الكثير من الخلايا النائمة تختفي تحت أسم اللاجئين. وفي مطلع العام الحالي أعلنت سوريا وروسيا فتح ممريين أمنيين لخروج اللاجئين من مخيم الركبان إلى المناطق السورية الآمنة ووضعت نقطتين عبور في بلدتي جليب وجبل الغراب.لكن الولايات المتحدة ومجموعاتها الإرهابية لم يبدو أي إستعداد لتحقيق ذلك.
الحل الصحيح هو ليس في تقديم المساعدة الغذائية بل في إعادة اللاجئين إلى المناطق الآمنة حيث وفرت الحكومة السورية كل الظروف المناسبة لذلك”.
كوش نيوز