قال مصدر اطلع على تسجيلات المراقبة الجوية إن طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية المنكوبة سجلت سرعة كبيرة غير معتادة فور إقلاعها من المدرج، قبل أن يبلغ الطيار عن مشكلات ويطلب الإذن للارتفاع بشكل أسرع.
وقتل في الحادث جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 157 شخصاً. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، نظراً لأن التسجيل لا يزال قيد التحقيق، إن صوتاً من قمرة قيادة الطائرة بوينغ 737 ماكس 8 طلب الارتفاع إلى 14 ألف قدم فوق مستوى البحر (6400 قدم فوق المطار)، قبل أن يطلب العودة سريعاً.
واختفت الطائرة من على شاشات الرادار على ارتفاع 10800 قدم. وأوضح المصدر: “قال (الطيار) إنه يواجه مشكلة في التحكم بالطائرة. ولذلك طلب الارتفاع”، مضيفاً أنه لم ترد تفاصيل بشأن المشكلة بعينها وأن الصوت بدا عليه الذعر.
وقال خبراء إن الطيارين يطلبون في العادة الارتفاع عندما يواجهون مشكلات قرب الأرض، وذلك من أجل الحصول على هامش للمناورة وتفادي المناطق المرتفعة. وتحيط بأديس أبابا تلال، وتقع جبال إنتوتو شمال العاصمة مباشرة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الكابتن ياريد جيتاشيو هو من كان يتحدث في التسجيل، لكن مصدر “رويترز” أوضح أنه لا يعرف صوته ولا صوت زميله أحمد نور محمد نور، لكنه أوضح أنه نفس الصوت طوال التسجيل.
وحذت إدارة الطيران الاتحادي الأميركية حذو بلدان أخرى يوم الأربعاء في وقف تسيير رحلات بالطائرة بوينغ 737 ماكس، بعدما أظهرت بيانات بالأقمار الصناعية وأدلة من مسرح التحطم أوجه تشابه و”احتمال وجود سبب مشترك” مع طائرة شركة ليون إير الإندونيسية التي تحطمت في أكتوبر/ تشرين الأول مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 189 شخصاً.
وبدأ محققون اليوم السبت في فحص مسجل أصوات قمرة القيادة. وستقوم السلطات الإثيوبية، وفرق من بوينغ، وهيئات سلامة الطيران الأميركية والأوروبية، بتقييم تلك المعلومات ومعها محتويات مسجل بيانات الرحلة لتحديد سبب التحطم.
وقال المصدر إن طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 302 التزمت بالإجراءات القياسية المتبعة باتصال أول بعد المغادرة. وبدا كل شيء طبيعياً. وأضاف المصدر أنه بعد دقيقة أو اثنتين، طلب الصوت المسموع بتسجيلات المراقبة الجوية البقاء على نفس المسار والارتفاع إلى 14 ألف قدم.
وقال إن سرعة الطائرة فور مغادرة المدرج كانت كبيرة على غير العادة ووصلت إلى 400 عقدة تقريباً (740 كيلومتراً في الساعة)، بدلاً من 200 إلى 250 عقدة في المعتاد بعد الإقلاع بدقائق.
وأوضح المصدر “هذه سرعة كبيرة للغاية”. وبعد نحو دقيقتين، كان موظف المراقبة الجوية متصلاً بطائرة أخرى عندما قاطعه الصوت الوارد من الطائرة الإثيوبية قائلاً “عاجل عاجل”، في دلالة على ضرورة توقف الاتصال الآخر. وقال المصدر إن صوت الطيار بدا عليه الذعر الشديد. وأضاف: “طلب الإذن للعودة. وقد منحته المراقبة الجوية الإذن للعودة بالانعطاف يميناً لأن المدينة كانت إلى اليسار. ربما مرت دقيقة قبل أن تختفي (الطائرة) من على شاشة الرادار”.
وفور الشروع في العودة، اختفت الطائرة من على شاشات الرادار على ارتفاع 10800 قدم فوق سطح البحر، وهو أعلى مستوى بلغته الطائرة خلال الرحلة التي استغرقت ست دقائق فقط.
ويقع مدرج مطار أديس أبابا على ارتفاع كبير يبلغ نحو 7600 قدم وهو ما يشير إلى أن الطائرة المنكوبة لم ترتفع سوى ثلاثة آلاف قدم فقط فوق مستوى المطار.
ويملك موقع متابعة الرحلات الجوية فلايت رادر 24 بيانات تغطي النصف الأول من الرحلة، لكنها عجزت عن التسجيل والطائرة على ارتفاع 8600 قدم.
ولم يكشف علناً حتى الآن عن بيانات أخرى بالأقمار الصناعية لمسار الطائرة. وفي حادث طائرة ليون إير، يفحص المحققون طريقة عمل نظام جديد مقاوم للانهيار في طائرات 737 ماكس الذي تسبب في ارتفاع وانخفاض الطائرة، في الوقت الذي حاول فيه طياروها عبثاً التحكم فيها خلال تدخل الطيار الآلي. وقالت مصادر مطلعة إن من المتوقع أن تنتهي بوينغ من إعداد علاج برمجي لذلك النظام خلال أسبوع إلى 10 أيام.
(رويترز)