شهدت العديد من عواصم ومدن العالم مظاهر للتعاطف مع ضحايا مذبحة المسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا على يد أسترالي يميني متطرف، والتي أوقعت 50 قتيلا وعشرات الجرحى.
ففي العاصمة الفرنسية باريس أطفأ برج إيفل أنواره الليلة الماضية تضامنا مع الضحايا، وقدمت رئيسة بلدية باريس تعازيها للشعب النيوزيلندي وللجالية المسلمة في تغريدة على تويتر.
كما أطفأ برج “أوستان كينو” الروسي الشهير وسط موسكو أنواره حدادا على ضحايا الهجومين.
وفي الولايات المتحدة، أدى مسلمون صلاة الجمعة في عدد من الكنائس في العاصمة واشنطن. وقد حضر الصلاة عدد من أتباع الديانات الأخرى تعبيرا عن رفضهم للمجزرة.
وقال الحاخام جاك مولين من تحالف الأديان إن ما حدث بالمسجدين في نيوزيلندا هو نفس ما حدث للمصلين اليهود بالكنيس في بيتسبورغ قبل أشهر عدة.
وفي العاصمة البريطانية لندن، أقيم حفل تأبين لضحايا الهجوم أقيمت مراسمه مساء الجمعة (بتوقيت غرينتش) في حي فينسبري بارك، بتنظيم من دار الرعاية الإسلامية التي سبق لرواد مسجدها أن تعرضوا لهجوم “إسلاموفوبي” عام 2017.
وشارك في المراسم، ممثلو طوائف دينية ونقابيون ومسؤولو منظمات مناهضة للعنصرية، إلى جانب زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين.
ووصف كوربين الهجوم بـالمروع والإسلاموفوبي الذي استهدف أناسا توجهوا لأداء عبادتهم بشكل سلمي. وأضاف “عندما يتعرض أحدنا لهجوم، فكأننا تعرضنا جميعا لاعتداء”.
وتابع “إننا هنا اليوم للإعراب عن عميق تعاطفنا وتضامننا مع أهالي كرايست تشيرتش”، مشددا على ضرورة الوقوف في وجه كافة أشكال العنصرية ومعاداة اليهود والإسلاموفوبيا.
وشهد حي فينسبري بارك بلندن في رمضان قبل الماضي، حادثة دعس من قبل أحد اليمينيين المتطرفين، استهدفت الخارجين من صلاة التراويح، وأسفرت عن مقتل مسلم عمره 51 عاما.
وفي تركيا تساءل المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن عما إذا كان زعماء العالم سيشاركون في مسيرة تضامن مع ضحايا المذبحة على غرار تلك التي شاركوا فيها لأجل ضحايا مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية.
وقال في تغريدة على تويتر أمس السبت بعد الهجوم الذي استهدف المصلين بمسجدين في نيوزلندا أثناء أدائهم صلاة الجمعة، “الذين ساروا من أجل شارلي إيبدو، هل سيسيرون أيضا من أجل المسلمين الذين قتلوا في نيوزيلندا؟”. وتابع “بوسع من يتشاطرون حقًا الألم المشترك أن يكونوا في الحداد معا”.
وفي يناير/كانون الثاني 2015 شهدت العاصمة الفرنسية باريس مسيرة الجمهورية، شارك فيها أكثر من 40 من قادة وزعماء دول العالم، عقب هجمات استهدفت مواقع عدة، كان أبرزها مقر مجلة شارلي إيبدو الساخرة.
وفي انتظار أن تقام جنازات بعض الضحايا اليوم السبت، وضع عشرات الأشخاص أكاليل الزهور عند المتاريس التي أقيمت قرب المسجدين في كرايست تشيرتش.
وعانقت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، التي كانت ترتدي وشاحا أسود، أفراد الجالية المسلمة في مركز للاجئين في كرايست تشيرتش اليوم السبت، قائلة إنها ستضمن حرية الديانة في نيوزيلندا. وقالت “أنقل لكم جميعا رسالة حب ودعم نيابة عن نيوزيلندا”.
سكاي نيوز