الهندي عزالدين: بركة الجات منك يا “بركات”

اعتذر الدكتور “بركات موسى الحواتي” عن تولي وزارة ديوان الحكم الاتحادي المسؤولة عن متابعة ومراقبة أداء ولاة الولايات .
المُدهش لم يكن اعتذاره ، و(بركة الجات منك يا بركات) ، ولكن المدهش حقاً هو اختيار الرجل للوزارة ، ولأول مرة ، بعد أن بلغ سن الـ(75) عاماً !!
قد يكون مقبولاً أن يستمر أحدهم وزيراً وهو في هذه السن ، بعد أن جرّب الوزارة في سن مبكرة ، فيعود لها مرةً ثانية ، لحاجة البلاد الماسة له ، كما عاد “مهاتير محمد” إلى الرئاسة في ماليزيا .
لكن أن يتعلم من تجاوز سن (السبعين) .. أ .. باء .. تاء الوزارة والإدارة العملية بكل تعقيداتها ، والمراسم والبرتوكول ، ويكون له طاقة وجلد وحيوية على الأداء ، والمشاركة في الاجتماعات الطويلة المملة التي صارت آفة حكومات (الإنقاذ) ، فإن ذلك أمر عسير ولا يستقيم .
وبالتالي ، فإن تعيين بروف “الحواتي” مع علمه الغزير في هذا المنصب التنفيذي ، هو واحدة من (السقطات) الكثيرة التي تلاحقت خلال الآونة الأخيرة ، خلال عمليات اختيار وتشيكل الحكومات ، فالذي يصلح للجان الحوار الوطني ، ليس بالضرورة أن يصلح للوزارة ، ذات المثل انطبق على البروف “هاشم علي سالم” أمين عام الحوار الوطني .
بعد صدور مراسيم جمهورية بتعيين ولاة الولايات قبل ثلاثة أسابيع ، اعتذر ثلاثة منهم وهم (جنرالات) ، لسبب أو لآخر ، فتم تعيين بدلاء لهم بعد ساعات من تعيين المعتذرين .
حينها صدر مرسوم جمهوري بتعيين والٍ جديد لولاية شرق دارفور ، بدلاً عن اللواء أمن “أنس عمر” .
ولكن قبل ثلاثة أيام فقط ، صدر مرسوم جمهوري جديد بإعادة “أنس عمر” إلى ذات الموقع الذي غادره قبل أسابيع ثلاثة !!
فصار “أنس” وشقيقه الفريق “دخري الزمان عمر” حاكمين على ولايتين متجاورتين هما شرق دارفور وغرب كردفان ، من مجموع (18) ولاية !!
قبل أيام ، كتبتُ هنا أن السيد الرئيس بعد أن رتّب لحزب المؤتمر الوطني حاله وأوكل قيادته لمولانا “أحمد هارون” ، يحتاج أن يرتب حال رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ، وهو ما لم يحدث حتى الآن ، بتكرار ذات الوجوه هنا وهناك.
كيف تكون حكومة كفاءات بهذه التشكيلة البائسة الفقيرة ؟
هل السيد “بشارة أرور” كفاءة مناسبة لوزارة الداخلية ؟ ، هل السيد “حسن إسماعيل” كفاءة إعلامية مناسبة لوزارة الإعلام ؟ ، من هو “عمر مانيس” الذي تم اختياره لوزارة الدولة للخارجية، وقيل إنه اعتذر ، والخارجية بها كفاءات على وزن السفيرة “إلهام شانتير”، والسفير”علي يوسف”، والسفير”عمر دهب” ؟!
من هو السيد “خالد حسن” الذي تم تعيينه وزير دولة برئاسة مجلس الوزراء ؟!، من هو السيد “أبوبكر عوض” الذي تم تعيينه وزير دولة برئاسة الجمهورية ، وماذا فعل في أمانة الرئاسة والوضع هو ما ذكرناه آنفاً ، يكفي أنه من دعا صحفيين وكتاباً معادين لمصر ، للقاء الرئيس “السيسي” حين زيارته الشهيرة للخرطوم ، ما أحدث ربكة دبلوماسية كبيرة ، اضطر معها أمن الرئيس المصري الزائر إلى التدخل ومنع حضور البعض !!
واضح أن السيد “أيلا” ليست لديه معرفة جيدة بالناس ، كمعرفته بالطرق وتركيبة الإسفلت ، وواضح جداً أن السيد الرئيس يفتقد حوله مستشارين ووزراء سياسيين ، يراجعون .. ويُصحّحون .. ويشطبون وفق مصلحة البلاد العليا ، لا مصالحهم ومصالح أصدقائهم .

سبت أخضر .

الهندي عزالدين
المجهر

Exit mobile version