أحزنني أن ينال بعض صبية الأسافير من أحد عظماء السودان.. أقولها مجدداً إنه أحد عظماء السودان وأعني به وجدي ميرغني.
> كتبت من قبل عن وجدي ميرغني مشيداً ببذله الكبير في سبيل نهضة بلاده وتطورها في وقت يهرب فيه كثير من رجال المال والأعمال السودانيين بثرواتهم الى بلاد تتكئ على بيئة استثمارية أكثر جذباً وأوفر متاعاً وأغنى بطيبات الحياة الدنيا وزينتها.. بلاد تمنح المستثمرين من المغريات والحوافز ما يسيل له اللعاب وتشرئب إليه العيون والأعناق ويدر أضعافاً مضاعفة من الأرباح المضمونة والودائع المصونة.
> بالرغم من أن وجدي ابتعد تماماً عن السياسة، بل إنه لم ينتمِ خلال سني عمره كلها الى أي تنظيم سياسي أو حزبي، وتفرغ للبذل والإنفاق في سبيل ترقية وتطوير وطنه العزيز في مجالات عدة مكنته منها ثروة ضخمة ورثها ونماها بعرق الجبين، إلا أن شياطين الإنس أبوا إلا أن يكيدوا له ويضيقوا عليه الخناق حتى يغادر وطنه الى بلاد أخرى مستعدة لاستقباله بالأحضان وتقديم كل ما يرغب فيه من تسهيلات وحوافز حتى يزيد من أمواله واستثماراته ويسهم في تطوير تلك البلاد ونهضتها.
> فتش عن الأعداء.. ليسوا أعداء وجدي او الإنقاذ، إنما أعداء وطنهم ومواطنيهم وأنفسهم من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
> بربكم هل نلوم أولئك الصبية الذين توعدوا وجدي بالويل والثبور وعظائم الأمور من الذين لا يعرفون (كوعهم من بوعهم)، أم نلوم أولئك الأشرار الذين يسوقونهم كالقطعان الضالة ويوجهونهم يمنة ويسرة ليؤذوا وطنهم ومواطنيهم؟!
> لا بد أنكم تشوقتم لمعرفة ما فعل أولئك الصبية بوجدي ميرغني فقد بدأت الحكاية بنجم قناة سودانية 24 الطاهر حسن التوم مقدم برنامج (حال البلد) الذي صنفه أولئك الصبية منذ بداية حراكهم بأنه معادٍ للثورة فقاموا، كما ظلوا يفعلون بكل من لا يرى رأيهم ويسير على نهجهم، قاموا برجمه على الفيس بوك والوسائط الإلكترونية ثم رأوا أن يوسعوا نطاق حربهم بعد أن علموا أن القناة يملكها وجدي ميرغني، فقاموا بشن حرب إسفيرية ضخمة عليه، ثم انبرى أحد قياداتهم اليسارية المعروفة ليكمل (الناقصة) – فأشار الى أن تلك القناة المعادية للثورة مملوكة لوجدي لتنقلب الدنيا على الرجل!
> كشف الكاتب اللاذع مصطفى البطل أن صبية الأسافير أصدروا منشوراً تحت عنوان (قوائم الخزي والعار) حشروا فيها وجدي ميرغني ووجهوا المواطنين بحصر (أموال الشعب المنهوبة) ومن بينها بالطبع أموال وجدي ميرغني!
> لم يكتفوا بذلك، إنما أمطروا الرجل برسائل بذيئة وفاحشة، وغمروه بمكالمات ورسائل الواتساب تقريعاً وتهديداً وتحذيراً!
> لن أسترسل لأتحدث عن أن وجدي ليس (جوكياً) من الذين أثروا حديثاً كما ظن أولئك الصبية ومحرضوهم من الحاقدين وناشري أحاديث الإفك، إنما هو ابن المرحوم ميرغني محجوب، أحد أكبر أثرياء السودان منذ خمسينيات القرن الماضي، ووكيل عدد من الشركات العالمية العملاقة. وقد أطلق عليه في ذلك الزمان لقب مؤسس الزراعة المطرية في السودان، بل أن الرجل كان من أكبر من أسهموا في توسيع المشاريع الزراعية الكبرى كالجزيرة والرهد، وكان مؤسساً لعدد من الشركات والبنوك، وأول مدير لمصلحة الزراعة الآلية.
> أما وجدي الابن، فقد ورث الثراء أباً عن جد، وواصل ما بدأه والده فأبدع وطور. وقد قرأت شهادات كبار الكتاب الذين زاروا مشاريعه الزراعية العملاقة في عدد من مناطق السودان، ويكفي أنه أدخل الوسائل الحديثة في تطوير الزراعة المطرية والمروية، وزاد من إنتاجية محاصيل القطن وزهرة الشمس والذرة، وأعاد القطن السوداني الى الأسواق العالمية. ولولا ضيق المجال لأفضت في الحديث عن إنجازات واستثمارات الرجل.
> أعود لأقول لبني وطني إن الشيوعيين لم يتطوروا ولن يتطوروا وسيظلون متشبثين بفكرهم الرجعي المتخلف الذي عافته الدنيا بأجمعها وركلته بالأقدام. فإذا كان كبارهم منذ منتصف القرن الماضي قد نشطوا في بث شعارات الحقد والقتل وسفك الدماء (والصراع الطبقي) الذي هو جزء من نظريتهم الماركسية الإلحادية التي حملتهم على ارتكاب مذابح الجزيرة أبا وودنوباوي وبيت الضيافة وساقتهم الى التغني بالأغاني الدموية: (نشق أعدانا عرض وطول) والى التأميم وتخريب الاقتصاد وتدمير القطاع الخاص وأناشيد (هتف الشعب من الأعماق التطهير واجب وطني) فإنهم لا يزالون يرفعون شعارات الإقصاء الحاقدة إذ أنهم لم يكتفوا بالسطو على الحراك الجماهيري العفوي الذي نظمه شبابنا، وإنما أمسكوا ببوابته يدخلون من يشاءون ويطردون من لا يرغبون فيهم ظناً منهم أنهم باتوا قاب قوسين او أدنى من تسلم السلطة !
> ليتهم يعلمون أن من يسعون الى إقصائهم وشيطنتهم هم الذين ظلوا شوكة حوت في حلوقهم ولن يمكنوهم من تسنم السلطة في هذه البلاد قبل أن يلج الجمل في سم الخياط.
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة