قلتها أكثر من مرة أن معتز رمي في اليم بل في قعر محيط هادر، مكتوفاً وحذر بشدة من مجرد البلل، ولم يقتصر البلاء العظيم على ذلك، بل واجه من (الحفر) ما كان كفيلاً بنحر وإفشال من أوتي أموال قارون!
> ما كنت لأصبر على عشر معشار ما عانى من أجل قيادة سفينة الاقتصاد المعطوبة إلى بر الأمان ..عجبت، بعد أن رأيت ما حدث لمعتز وهو يغادر موقعيه كرئيس للوزراء ووزير للمالية، مقالاً لا مستقيلاً، كيف أوتي كل ذلك الصبر الأيوبي، سيما بعد أن عقدت المقارنة بين صبره الجميل وضيقي من ممارسات (صغيرة نسبياً) من بعض مراكز القوى التي عوقت عملي واضطرتني إلى الاستقالة من المنصب الحكومي في قطاع الاتصالات احتجاجاً (وقرفاً)، بل إلى أن أحلف (طلاق) على رئيس الجمهورية لأن يقبلها، ومنذ ذلك اليوم لم (أعتب) أو أفكر في خوض غمار تلك التجربة مجدداً أو الدخول في تلك الأجواء المقززة!
> لم يفشل معتز بل افشل ولا أزيد، فمثله بتلك الأخلاق السامية وبذلك الصدق والجدية والتجرد النبيل وفي هذه السن الشابة لا ينبغي أن يترجل من العمل العام، بينما يفسح المجال لكل منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة، فما أحوجنا إلى الأخلاق في السياسة حتى نطهرها من الكيد والتآمر ؟!
البلدوزر مأمون حميدة ..لا عليك يا بروف!
> أكرر القول: لعن الله السياسة عندما تتجرد من الأخلاق، فقد قرأت بعض ما هرف به أعداء النجاح في الوسائط، ولم أدهش لأحاديث الإفك التي طالتك يا بروف في محاولة للكيد لجامعتك التي أبت دون غيرها من الجامعات الخاصة، إلا أن تتزين باسمك الذي أضفى عليها من شهرته ما زاد من ألقها وسمعتها ومكانتها العلمية.
> الحسد داء قديم قدم الشيطان، فقد استمعت إلى بيانك الشجاع وأنت تدين القوات الأمنية التي اعتدت على الطلاب داخل حرم الجامعة، والذي اسكت الخراصين والشانئين والأفاكين، وقد أثلج صدري التفاف آباء وأسر الطلاب بك وأنت تزور المصابين في منازلهم وفي المستشفى، فاطمئن يا أخي أن جامعتك المحسودة ستعود أكثر قوةً وتميزاً أكاديمياً في الداخل والخارج، فالمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فذلك ما جربته بنفسي في مسيرتي العملية، ولذلك لا تعبأ بالمتطاولين عليك من الصغار الذين وصفوك بـ (المدعو) بالرغم من أنهم يعلمون أنك تجاوزت منذ زمن بعيد المحلية إلى العالمية، وبالرغم من أنك أدرت جامعة الخرطوم (الجميلة ومستحيلة) وخرجت منها مرفوع الرأس ظافراً ومنتصراً لمبادئك لتنشئ أم الجامعات الخاصة وكبيرتها. نعم، لا تكترث للصغار ولا لغيرهم من محترفي السياسة القذرة، فقد خسروا المعركة ولم تخسر أنت ولا جامعتك المتميزة، فواصل عطاءك الخاص والعام الذي أنجزت منه الكثير، تخفيفاً لأنات المرضى وتطبيباً لأوجاعهم، فتهانينا لك ولشقيقك د. حافظ الذي انتاشته بعض السهام الصدئة، ولصديقي العالم النحرير بروف حسن محمد أحمد.
المؤتمر الوطني.. هل هو الخوف من المستقبل؟!
> انزعجت لتصريح رئيس المؤتمر الوطني المكلف بولاية الخرطوم كامل مصطفى الذي نسي أنه يتحدث من داخل ولاية وليس من منصة المركز، وحتى لو كان ذا منصب سياسي مركزي لا يحق له في هذه الأيام تحديداً والتي يتعين فيها الصمت، أن ينبس ببنت شفة حول الحكومة القادمة، سيما وقد اختلط الحابل بالنابل، وزال ملك الوطني بعد أن غادرته السلطة إلى رئيس الجمهورية، وأضحى يتيماً يلطم الخدود ويشق الجيوب ويدعو بدعوى الجاهلية!
> لا والله، ليست شماتة فمازلت أتمنى الخير للمؤتمر الوطني، ولكنها رسالة قوية لأن يتحسس قياديوه مواقع أقدامهم ويلزموا حدودهم ويمسكوا ألسنتهم عن الخوض في ما لا يعنيهم (ويرعوا بي قيدهم) بعيداً عن التصريحات المستفزة التي أخشى أن ترتد عليهم بالخسران المبين، ذلك أن عدواً عاقلاً خير من صديق جاهل!
> فقد قال كامل مصطفى إن الحكومة القادمة ستكون حكومة كفاءات ولن يكون فيها مجال للمحاصصات الحزبية أو السياسية، لكنه في ذات الوقت قال إن تمثيل حزبه سيكون أقل من (40)%!
> كيف يا كامل تبعد المحاصصات الحزبية ثم تتحدث عن حصة حزبك وكانه مازال الحزب (الحاكم)؟
> لكن قبل ذلك ألا ينبغي أن يترك أمر السلطة لرئيسكم (السابق) بعد أن أصبح صاحبها الأوحد، سيما وقد أضحى (على مسافة واحدة من جميع الأحزاب)؟ ثم هل يجوز ذلك (التصريح الخاطئ) لمسؤول ولائي، أم الأولى به صاحب منصب سياسي مركزي مثل د. عبد الرحمن الخضر رئيس القطاع السياسي بالمركز؟!
> أخي أحمد هارون .. أرجو معالجة قضية التصريحات حتى لا تشوش على حزبكم وتغضب حلفاءكم وتشمت مبغضيكم.
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة