الهندي عزالدين: دوحة إسرائيل .. حين تُكذّب (الخنزيرة) !!

تقود قناة (الجزيرة) القطرية حملة مكثفة وموجهة ضد السودان منذ أكثر من شهرين ، تحت لافتة تغطية الاحتجاجات المحدودة التي تشهدها البلاد ، غير أن وتيرة الحملة زادت خلال الأسبوع الماضي في أعقاب قرارات الرئيس “البشير” الأخيرة ، بحل الحكومة وتعيين الفريق أول “عوض بن عوف” نائباً أول لرئيس الجمهورية ، و”محمد طاهر أيلا” رئيساً للوزراء ، وتخليه عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني.

وظلت قناة (الجزيرة) تكرر على مدى يومين ، إذاعة خبر في كل نشراتها عن لقاء جمع مدير المخابرات السودانية الفريق أول “صلاح قوش” برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي “يوسي كوهين” ، على هامش مؤتمر دولي للمخابرات في مدينة “ميونيخ” منتصف الشهر الماضي .

ورغم أن جهاز الأمن والمخابرات السوداني قد وزع بياناً رسمياً نفى فيه بشدة ما أوردته القناة القطرية ، إلا أنها ظلت تعيد بثه على رأس الساعة ، متحججةً بأن مصدر الخبر هو موقع (ميدل إيست آي – MEE) !! بينما للقناة مكتب في ألمانيا ، لم ينقل لها الخبر (المضروب) ، كما لم يسع طاقم التحرير في (ديسك) الدوحة إلى الاتصال بمراسلهم في “ميونيخ” للتأكد من صحة الخبر ، فليس مهماً عندهم خطأً كان أم صواب ، ليست مهمة .. المهنية والموضوعية ، الأهم هو تنفيذ أجندة الأمن القطري بالعمل على (حرق) صورة كل من ترى الخارجية القطرية أنه صديق لدولة الإمارات أو المملكة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية !!
إنها البلطجة الإعلامية ، والعُهر المهني في أبشع تجلياته !

يرقص مذيعو ومذيعات (الخنزيرة) القطرية ليومين متتالين على (الدبكة) الشامية على منصة الأخبار ، وهم يرددون بحماس بليد خبر لقاء “قوش” و”كوهين” ، بينما يقف مكتب المصالح التجارية الإسرائيلي شامخاً في دوحتهم غير بعيد عن مقر القناة ، يغلق أبوابه مؤقتاً ويعمل بواجهة أخرى ، منذ العام 1996 م ، وهو ذات العام الذي زار فيه رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني “شيمون بيريز” العاصمة القطرية وأمضى فيها يومين !

(الخنزيرة) القطرية التي تحتفي اليوم بلقاء نسجه من وحي الخيال موقع بريطاني تمويله (قطري) ، غضت بصرها الكليل عن زيارة رئيسة الوزراء بالإنابة وزيرة خارجية إسرائيل “تسيبي ليفني” للدوحة في أبريل عام 2008م ، فلم تبث عنها صورةً ولا خبراً ، كما تعامت ، كعادتها ، عن لقاءات الأمير الوالد “حمد بن خليفة” ووزير الخارجية الأسبق “حمد بن جاسم” العديدة مع “بيريز” و”ليفني” في أكثر من عاصمة ، سراً وعلانية .

وقد كشف مهندس تلك اللقاءات الدبلوماسي الإسرائيلي “سامي رفييل” الكثير عن الملف الأسود للعلاقات القطرية – الإسرائيلية في كتاب حمل عنوان (قطر وإسرائيل .. العلاقات السرية) . عمل “رفييل” مديراً لمكتب المصالح في قطر في الفترة من العام 1996 إلى 1999م ، كما عمل في سفارة إسرائيل في باريس وشغل وظيفة مدير مكتب الإدارة العامة لوزارة الخارجية في “تل أبيب” .

قطر هي أول دولة خليجية تعلن عن علاقات رسمية مع إسرائيل .. قبل (23) عاماً ، فهل تجهل “خديجة بنت قنة” وصويحباتها في (الجزيرة) تفاصيل التأريخ الأسود لأولياء نعمتهن في الدوحة ، أم أنهن يتغابين المعرفة ، ويكذبن على أنفسهن ، باستنكار كذوب في (تويتر) لمقابلة مدير مخابرات سوداني لمدير مخابرات إسرائيلي !!
يا لمسخرة الشغيلة في (الخنزيرة) !!

Exit mobile version