أوردت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن الأوروبيين اتخذوا موقفا حازما ضد احتمال التدخل العسكري الأميركي في فنزويلا، كما عارضوا في نفس الوقت منع نظام الرئيس نيكولاس مادورو وصول المعونات الإنسانية للبلاد.
وقالت الصحيفة في تقرير إن الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفه الخاص حتى قبل اجتماع مجموعة ليما بالعاصمة الكولومبية بوغوتا أمس، والتي اجتمع خلالها قادة منطقة أميركا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا.
ونقلت لوفيغارو عن فديريكا موغيريني رئيسة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي قولها “يجب تجنب خيار التدخل العسكري”.
حل سياسي :
وأشارت موغيريني إلى أن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على هذا إثر اجتماع الأسبوع الماضي في بروكسل، وأوضح مصدر دبلوماسي أن الأوروبيين لديهم موقف صارم ضد القمع، إلا أنهم ملتزمون للغاية بالبحث عن حل سياسي للأزمة.
وأشار الكاتب إلى إدانة الاتحاد الأوروبي لأعمال العنف في فنزويلا الأحد الماضي. كما عبر الاتحاد عن معارضته لاستعمال مادورو للجماعات المسلحة التي وظفت كل الطرق لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
في هذا السياق ومنذ الأحد، دعا ممثلو بلدان عديدة بما في ذلك
إسبانيا والمكسيك والبرازيل وبيرو لعدم اتخاذ قرار التدخل، خاصة وأن الأوروبيين يعادون بشدة استخدام القوة.
لا استبعاد لتدخل أميركي
ونسب التقرير إلى مراقب وصفه بالموثوق تأكيده أن إمكانية تدخل أميركي في فنزويلا ليست مستبعدة تماما، خاصة في حال تجاوز النظام هناك بعض “الخطوط الحمراء”. ومن بين هذه الخطوط، تبرز السلامة الجسدية لزعيم المعارضة خوان غوايدو عند عودته إلى كراكاس، مضيفا أن استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية وتعثُّر وصول المساعدات قد يدفعان الأميركيين إلى مرافقة القوافل عسكريا.
وأفاد الكاتب بأن الولايات المتحدة تبدو مصممة على زيادة الضغوط لإجبار مادورو على التنحي. ومع ذلك، لم يتناول مايك بينس نائب الرئيس خلال اجتماع مجموعة ليما بداية الأمر أمر التدخل العسكري بل تحدث عن البعد الإنساني للأزمة مؤكدا على الدعم الأميركي لغوايدو.
ونبهت الصحيفة الدول الـ 14 المشاركة في المحكمة الجنائية الدولية لضرورة أخذ الوضع الإنساني “الخطير” في فنزويلا بعين الاعتبار، داعية مادورو مجددا للتنحي.
من جانبه، دعا الرئيس الكولومبي إيفان دوكي إلى “محاصرة أكثر شدة وذات فاعلية” لحكومة مادورو، مطالبا إياه بضرورة قيادة مراحل الانتقال الذي يطالِب به الشعب بسرعة.
الجزيرة