دعا خطيب مجمع النور الإسلامي د. عصام البشير، إلى استصحاب المنظومة القيمية لتكون حاكمة على الأفراد والمجتمع والدولة، وأشار إلى جملة من اختلالات القيم نتجت عن الأزمة التي يعايشها المجتمع عقب الاحتجاجات الأخيرة والتعبيرات والاختلافات في الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وأشار البشير خلال خطبة (الجمعة) أمس بمجمع النور، إلى ما اعتبرها ظواهر مقلقة يُحتم الوقوف عليها بعيداً عن أهواء الصراع، مثل الشائعات مع غياب قاعدة ضبط التأني والتثبت من المعلومة، لافتًا إلى أنها مدمرة للجماعات والأمم في استقرارها وأمنها إلى جانب تأثيرها على وحدة النسيج الاجتماعي، بما تسببه من اغتيال معنوي للأفراد والأسر نتيجة الاختلاف الفكري أو السياسي أو المجتعي.
ورأى البشير أيضاً أن الإقصاء المخل أحد الاختلالات القيمية، إذ يُصادر به حق الناس في حرية الاختيار وتنوع المذاهب، لافتاً إلى أن الإقصاء والإقصاء المقابل تحت عنوان (إن لم تكن معي فأنت ضدي) هو استقطاب حاد يشوه المجتمع ووجدانه النفسي، داعياً إلى ألا يكون اختلاف الرأي سبباً لتنافر القلوب، معتبراً أن التعميم في الأحكام على فئة أو جماعة أو كيان لا يجوز، والنظر لكل قضية على حده وإحياء المراجعة، واعتبر البشير أن تقاصر المصالح العليا للدين والوطن لأجل المصالح الذاتية الفردية والحزبية الضيقة أحد الاختلالات القيمية،لافتاً إلى أن جو الخلاف يجب التسامي فيه فوق الصغائر، مقراً بأحقية المطالبة بحق الفرد عبر النهج السلمي وارتفاع صوته بالتعبير تنبيهاً للخلل وإصلاحاً لما أعوج من المسيرة الاقتصادية والاجتماعية، داعياً إلى التسامي نحو المصالح العليا، وأضاف قائلاً: (الأوطان أكبر من الأشخاص وأكبر من الزعامات، والدين أكبر من كل ذلك).
صحيفة الإنتباهة