أعلنت الشرطة الجزائرية، الجمعة، إصابة 56 من أفرادها، وتوقيف 45 متظاهرا، في مسيرات حاشدة شهدتها العاصمة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة.
ونقل التلفزيون الرسمي عن المديرية العامة للأمن الوطني (الشرطة)، إصابة 56 من أفرادها بجروح متفاوتة بالعاصمة.
ولفت المصدر، إلى إصابة 7 مواطنين بجروح، تم إسعافهم من قوات الشرطة بالمكان نفسه، فيما سرت أنباء غير مؤكدة عن وفاة شخص.
وأوقفت الشرطة بالعاصمة، بحسب المصدر ذاته، 45 شخصا بينهم 5 أفراد اعتدوا على فندق الجزائر الحكومي، وأحرقوا سيارة.
ونقلت قناة “الشروق نيوز” (خاصة)، أن شخصا توفي بالعاصمة يبلغ من العمر 60 سنة، مصابا بالصرع، إثر تدافع المتظاهرين قرب المرادية، حيث مقر الرئاسة.
ولم يتسن حتى الساعة (20: 30 ت.غ) تأكيد وفاة الضحية من جهة رسمية.
وبحسب مراسل الأناضول، فإن التدافع حدث عندما منعت قوات الشرطة المتظاهرين من التقدم نحو مقر الرئاسة بالعاصمة.
ورصدت الأناضول، في المكان نفسه، وقوع إصابات جراء التدافع، وصل عددها 5، بينهم الشخص الذي نقلت وسائل إعلام وفاته.
ولاحقا، وقعت أعمال شغب محدودة بعد انسحاب المتظاهرين، حيث تم حرق وكالة لبنك الجزائر الخارجي الحكومي، والسطو على صندوق مال لمحطة وقود وسط العاصمة.
والجمعة، خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية وعدة محافظات أخرى، للجمعة الثانية على التوالي، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات، 18 أبريل/ نيسان المقبل.
وأعطت مشاركة أيقونة الثورة الجزائرية جميلة بوحيرد، في مظاهرات شعبية ضد الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، زخما لهذا الحراك الشعبي المتصاعد منذ أيام.
وفاجأت جميلة بوحيرد (84 سنة)، متظاهرين كانوا في مسيرة بشارع ديدوش مراد، وسط العاصمة، عندما انضمت للمحتجين وسط التفاف المواطنين حولها.
وأعطى ظهور هذه الأيقونة الثورية حماسة للمتظاهرين بعين المكان، وفق شهود عيان، خاصة وأنها قليلة الظهور في الأماكن العامة، وكذلك بسبب تقدمها في السن.
ومعلوم أن بوحيرد، تعد من بين رموز الثورة الجزائرية (1954-1962) القلائل الذين أعلنوا مواقف معارضة لفترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي وصل الحكم في 1999، كما أعلنت في 2014 معارضتها ترشحه لولاية رابعة.
وفي 2009، وجهت له وللجزائريين رسالة تشكو فيها من التهميش، وأنها تعيش وضعية اجتماعية صعبة، ولم تعد قادرة على توفير مصاريف العلاج، وهي خرجة كانت صادمة لأنها من رموز الثورة التحريرية.
وكانت صورة بوحيرد، وسط المتظاهرين، الجمعة، من أكثر المشاهد تداولا عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنيت، وكذا في وسائل إعلام محلية ودولية.
وعلق عليها الإعلامي الرياضي الجزائري الشهير حفيظ دراجي، على صفحته بموقع فيسبوك، بالقول “البطلة المجاهدة جميلة بوحيرد، في الصفوف الأولى مع أبناء شعبها اليوم. سيشهد التاريخ أنك شاركت في ثورتين عظيمتين؛ ثورة التحرير، وثورة استعادة الكرامة”.
وخرجت، الجمعة، مظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية وعدة محافظات أخرى، في الجمعة الثانية على التوالي، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات، 18 أبريل/نيسان المقبل.
وفي 10 فبراير الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، تلبية “لمناشدات أنصاره”، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على “إصلاحات عميقة” حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، وشاركت فيه عدة شرائح مهنية على غرار المحامين والصحفيين والطلبة. –
الجزائر/ حسان جبريل/عبد الرزاق بن عبد الله
الأناضول