هجرة “أسود الأطلس” نحو الخليج تثير مخاوف المغاربة

عد الأداء المميز للمنتخب المغربي لكرة القدم خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، تطلع عشاق “أسود الأطلس” لمشاهدة لاعبيهم يحترفون في أكبر الأندية الأوروبية.

غير أن رياح احتراف اللاعبين المغاربة هبت بما لا يشتهيه المناصرون، فكانت الوجهة مغايرة إلى الخليج العربي.

وبرزت ظاهرة “الهجرة المعكوسة” للاعبين مغاربة من أوروبا نحو الخليج، رغم أن عددا منهم كانوا في أوج عطائهم الكروي.

ودشن الدولي امبارك بوصوفة هجرة لاعبين مغاربة صوب الدوريات الخليجية بانتقاله صيف 2016 إلى الدوري الإماراتي الممتاز، بعد تجربة مميزة في أوروبا لعب خلالها لأندية أندرلخت البلجيكي وأنجي مخشكالا ولوكوميتيف موسكو الروسيين.

وتوقع كثيرون أن يغيب بوصوفة عن المنتخب المغربي بسبب موقف المدرب الفرنسي هيرفي رينارد من المحترفين في الدوريات الخليجية الأقل مستوى من نظيرتها الأوروبية.

لكن رينارد ظل يعتمد على بوصوفة رغم تراجع مستواه بسبب ضعف تنافسية الدوري الإماراتي وتقدمه في السن.

وضع بوصوفة شجع عددا من الأسماء على الالتحاق بدوريات خليجية، خاصة بعد مونديال روسيا الذي سجل فيه “أسود الأطلس” أفضل أداء لمنتخب عربي.

البداية كانت مع اللاعب نور الدين امرابط إذ انتقل من ليغانيس الإسباني إلى النصر السعودي، ثم كريم الأحمدي من فاينورد الهولندي إلى الاتحاد السعودي.

ولحق بهم عزيز بوحدوز بانتقاله إلى الباطن السعودي قادما من سامبولي الألماني، ثم مروان داكوستا من باشاكشيهير التركي إلى الاتحاد السعودي.

في حين كان اختيار مهاجم المغرب الأول خالد بوطيب مغايرا، حيث انتقل إلى الزمالك المصري قادما من ملاطيا سبور التركي.

أما أحدث انتقالات “أسود الأطلس” إلى الخليج العربي وأغلاها، فهو العميد المهدي بنعطية الذي انتقل من يوفنتوس الإيطالي إلى الدحيل القطري مقابل 10 ملايين يورو، مع راتب 5 ملايين يورو سنويا، في إحدى أغلى الصفقات بالخليج العربي.

ويتذكر عشاق المنتخب المغربي أولى أيام المدرب رينارد مع المنتخب عندما أشهر ورقة “الفيتو” في وجه كل الأسماء المغربية المحترفة في الخليج، رغم تألقهم، على غرار يوسف العربي هداف الدوري القطري لأكثر من موسم، وعبد الرزاق حمد الله وعبد العزيز برادة وعصام عدوة.

غير أن “فيتو” رينارد انتهى، وبات يسمح لعدد من الأسماء بالوجود في المنتخب، رغم احترافهم في دوريات خليجية.

وفي أحدث تصريح له بخصوص موجة الهجرة نحو الخليج، قال رينارد مؤخرا “أتفهم اختيارات اللاعبين، خاصة وأن جلهم تجاوزوا سن الثلاثين، ومن حقهم أن يختاروا الوجهة التي تناسبهم.. أثق بأن كل هؤلاء اللاعبين سيكونون في قمة عطائهم الكروي خلال نهائيات كأس أفريقيا القادمة”.

وتقام هذه البطولة في مصر بين يومي 21 يونيو/حزيران و19 يوليو/تموز المقبلين.
ووفقا للناقد الرياضي المغربي إبراهيم شخمان، فإن رينارد خضع للأمر الواقع، وبات مجبرا على قبول احتراف اللاعبين المغاربة في الخليج، فأغلب الأسماء تجاوزت سن الثلاثين، ومن حقها البحث عن تقاعد مريح (بتوقيع ربما آخر تعاقد قبل الاعتزال).

واعتبر شخمان أن المنتخب المغربي يشهد نهاية جيل بأكمله، وستكون البطولة الأفريقية المقبلة في مصر هي المحطة الأخيرة، مقابل ظهور جيل جديد بقيادة أشرف حكيمي وحكيم زياش وأمين حارث ونصير مزراوي ويوسف النصيري وغيرهم.

واعتبر أن “المشكل لا يكمن في اللعب بالخليج من عدمه، بل الأمر قد يكون محل نقاش عندما يتم إقصاء أسماء معينة من المنتخب رغم تألقها، مقابل السماح لآخرين يلعبون في الدوري نفسه”.

من جانبه، يرى عبد المجيد الجيلاني المدير الفني المغربي واللاعب الدولي السابق، أن “احتراف النواة الأساسية للمنتخب المغربي في دوريات الخليج سيؤثر لا محالة على مردود المنتخب وعلى حظوظه في نهائيات كأس أفريقيا بمصر”.

وأضاف الجيلاني “المشكل لا يكمن في الدوريات الخليجية في حد ذاتها، وفي تنافسيتها مقارنة بالدوريات الأوروبية، بل في أن أبرز هؤلاء اللاعبين تجاوزت أعمارهم الثلاثين، وبالتالي ذهبوا للخليج للتقاعد، وليس لأهداف رياضية، باستثناء امرابط، وهو الأمر الذي يخيفنا فعلا”.

وشدد على أن المنافسة على لقب كأس أمم أفريقيا يتطلب لاعبين من مستوى عالٍ جدا، وخاصة من الجانب البدني.

ودعا الجيلاني للمراهنة على الشباب وفي مقدمتهم مجموعة اللاعبين المتألقين في الدوريات الأوروبية.

المصدر : وكالة الأناضول

Exit mobile version