شهد السودان في الأشهر القليلة الماضية الكثير من المشاكل التي شوهت إلى حد كبير الاقتصاد عبر العديد من الممارسات والسياسات الخاطئة التي شكلت تحدياً وعائقاً لمنو الاقتصاد في السودان ، حيث شهدت بداية العام 2019م تطبيق سياسة الدفع الإلكتروني ، الذي صاحب شح في السيولة النقدية بالبنوك والصرافات الآلية ، مع ارتفاع في أسعار الصرف للعملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني .
وطبقت الحكومة ابتداء من 1 يناير 2019م نظام الدفع الإلكتروني على المؤسسات الحكومية والخدمية ، واختلفت الآراء في السودان حول جدوى هذه العملية ، فيما رجح العديد من الخبراء بفشلها وذلك لعدة أسباب من بينها التوقيت الخاطئ و السياسات المصاحبة مع طريقة التنفيذ .
إقرأ ايضاً : صفحة الدكتور طه حسين يوسف : هذا خطاب مفبرك وبطريقة ساذجة هدفه محاربة الدفع الإلكتروني
في ذات السياق أوضح المستشار المالي والاقتصادي الدكتور طه حسين يوسف أن هنالك حل يكمن في أربعة أحرف وهي USSD فيما يعرف بالرموز السريعة او رموز الميزات ، وهي بروتوكول اتصالات، تستخدمه الهواتف الجوالة سواء كانت هواتف ذكية أو الهواتف الجوالة العادية ربيكا وأخواتها، ولا تحتاج للشبكات الحديثة، فهي تعمل عبر شبكة الاتصالات القديمة من الجيل الثاني ال G2 وما فوقها، ومن ضمن استخداماتها خدمة تحويل الأموال، وشيوع استخدام هذه الخدمة في كينيا ويوغندا وعدد من دول شرق وجنوب أفريقيا جعلها رائدة فيما يعرف بالموبايل موني.
وأضاف حتي في السودان قامت سوداني بإتاحة هذه القناة لبنك الخرطوم، وهذا يدل علي عدم وجود مشاكل فنية تحول دون ذلك كما يشاع.
وقال طه حسين بأن المشكلة عندنا في السودان أن أكواد هذه الخدمة طرف شركات الاتصالات، وهي لا تريد إتاحتها لشركات القطاع الخاص والبنوك لسببين:
الأول أن بعضها مستفيد للغاية من خدمة تحويل الرصيد الحالية، ويحقق منها ارباحاً طائلة.
الثاني هي سعي شركات الاتصالات لتحقيق مكاسب تجارية من هذه الاكواد، من خلال اتفاقيات خاصة مع شركات أو بنوك. مع العلم أنه لا يوجد حق لشركات الاتصالات في احتكار هذه الخدمة.
وتابع دكتور طه حديثه لـ”كوش نيوز” بأنه اذا قام جهاز تنظيم الاتصالات والبريد بإتاحة قناة ال USSD لكل شركات القطاع الخاص، سوف تقوم هذه الشركات بتطوير الكثير من الخدمات المالية والتعليمية والصحية والزراعية، عبر هذه القناة الموجودة، كما أسلفنا، في كل الموبايلات حتي الربيكا وأخواتها. وبالتالي يمكن إيصال هذه الخدمات لكل حملة الموبايل، أي ما يفوق ال ٢٨ مليون سوداني وحتي علي شبكة 2G في الأرياف البعيدة.
وقدم طه حسين وصفه لنجاح هذه الخدمات التي تؤدى الى حل الكثير مشاكل الدفع الإلكتروني ، وقال أن تحرير هذه الخدمة يمثل خطوة محورية نحو الشمول المالي، ودعم الشركات في القطاع الخاص، ودعم الاقتصاد وشفافية المنافسة.
ودعا طه حسين مجلس الوزراء لإصدار قرار بإتاحة هذه القناة للقطاع الخاص من أجل الشمول المالي، ومنع الاحتكار، وتطوير الاقتصاد، وتسهيل حياة الناس ، ثانياً : إلزام شركات الاتصالات بفتح جميع قنوات الاتصالات بما فيها قنوات ال USSD للقطاع الخاص حتي يتمكن من تقديم الخدمات المصرفية المرخص بها من خلال قنوات متعددة. علي ان يقوم جهاز تنظيم الاتصالات والبريد باصدار ضوابط تنظيم هذه الخدمة قبل نهاية العام 2018.
واشار طه حسين اى ان تجربة ussd أثبتت نجاحا منقطع النظير في كل من كينيا وارض الصومال حيث اصبح الان يندر استخدام النقود الكاش معطياً امثلة على ذلك شملت :
M- PESA هو النظام المتبع في الدفع الإلكتروني عن طريق USSD في كل من كينيا وارض الصومال.
عدد المستخدمين في كينيا 28 مليونا
عدد المستخدمين في ارض الصومال 90%
ساعد النظام في تحقيق الشمول المالي Financial Conclusion
الخرطوم (كوش نيوز)