الخرطوم: جمعة عبد الله
أعاد المدير العام لهيئة الموانئ البحرية “الجديد- القديم” جلال شلية، قضية تأجير ميناء الحاويات الجنوبي ببورتسودان للشركة الفلبينية لنقطة البداية، بإعلانه تعليق العمل بالعقد لمدة شهر، تعكف خلاله الهيئة على دراسة مستفيضة للعقد قبل البت فيه برأي نهائي، فيما ساد الحذر وسط العاملين ونقابتهم من الإجراء، رغم ترحيبهم به واعتباره قراراً إيجابياً، لكنهم ما زالوا ينتظرون الحسم النهائي للقضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام طوال الأسابيع القليلة الماضية.
*جدل مُتّصل
خلال الفترة التي سبقت تعليق العمل بالعقد شهدت القضية جدلاً كثيفاً لم ينقطع، وألقت نقابة العاملين بالميناء بثقلها رفضًا للعقد الموقع مع الشركة الفلبينية لإدارة الميناء، واستخدمت النقابة سلاح الإضراب للفت النظر لمطالب العاملين، وتستند النقابة وكوادرها المنفذة للإضراب على أن الشركة الفلبينية ليست مؤهلة بالقدر الكافي لإدارة الميناء، كما لديها تحفظات عديدة حول العقد، ومنها مستقبل العاملين وهل سيتم الاستغناء عنهم أم توزيعهم على موانئ أخرى.
التعقيدات التي شابت العقد مثار الجدل حسمها المدير العام، “القديم- الجديد” جلال شلية، ولو مؤقتًا بتأكيده على تعليق العمل بالعقد لمدة شهر، ريثما تقوم إدارة الموانئ بدراسة العقد قبل البت فيه برأي نهائي، ويرى شلية أن الهيئة بحاجة لمهلة للتفاكر مع الجهات المختصة ودراسة العقد بشكل مستفيض والخروج برؤية موحدة تتفق عليها جميع الجهات المختصة.
*مراجعات
ذات الاتجاه الذي سار عليه وكيل وزارة المالية، ومقرر اللجنة العليا لمعالجة أوضاع تشغيل الميناء الجنوبي، عمر فرج الله، الذي أكد أن لجنته والجهات المختصة ومنها اتحاد العمال توصلوا لأهمية منح مهلة للتفاكر والتشاور والتنوير الواسع مع كل الجهات والفعاليات ذات الصلة بهدف تمليك الحقائق، موضحاً أن المشاورات شملت جميع الأطراف، وقال إن اللجنة حريصة على وضع الترتيبات اللازمة وإنفاذها بما يحفظ المصلحة العامة ومصلحة العاملين بالميناء ومصلحة المجتمع.
*تمسّك بالرفض
ويصف مصدر مطلع بنقابة العاملين، تحدث لـ “الصيحة” شريطة عدم الإشارة لهويته، تعليق العقد بالخطوة الإيجابية، موضحاً أن النقابة تتمسك بموقفها الرافض للعقد بصورته الراهنة لهضمه حقوق العمال واحتمال تشريدهم لمصلحة أجنبية، وقال إن النقابة لن توافق عليه، ولو أدى بهم الأمر للاصطدام مع السلطات، وحذر من مغبة تمرير العقد تحت أي ذريعة، وشدد على أن النقابة لن تستبق الأحداث وتنتظر القرار النهائي الذي سيصدر عن هيئة الموانئ البحرية، وزاد: “حينها ستكون لنا كلمة”.
الثابت أن تخوفات العاملين ونقابتهم لها ما يبررها، حيث يهددهم العقد مثار الجدل في مواصلة عملهم في الميناء الجنوبي الذي يعد مركز ثقل الحركة التجارية، ولا ينقطع فيه العمل، حيث يباشر العاملون ثلاث ورديات يوميًا، مما يعني أن الميناء يدر مبالغ طائلة من المؤكد أن الحكومة لا تغيب عنها الجدوى الاقتصادية لضرورة إدارته محلياً وعدم التفريط فيه لجهة أجنبية، وحتى نهاية فترة الشهر ستتضح الأمور للعاملين وللحكومة.
*هدوء عقب التعليق
صفت الأجواء قليلاً بالميناء الجنوبي، عقب قرار شلية القاضي بتعليق العقد، وهو ما جعل العاملين يرفعون الإضراب الذي كان قائماً، فتواصل العمل كالمعتاد، وحتى أمس استمرت وتيرة العمل في حركة البواخر والمناولة الأرضية حسب الورديات الطبيعية، وتم تفريغ عدد كبير من الحاويات الواردة التابعة لمختلف الشركات، فيما تواصل ورود البواخر القادمة للميناء بلا عقبات.
وتشير هيئة الموانئ البحرية لانسياب العمل بصورة جيدة في الميناء الجنوبي، ودعت العاملين لمضاعفة الجهد لتعويض الفاقد في الأيام التي توقف فيها العمل بسبب الإضراب، ونفت الهيئة توقف وخروج أي خط ملاحي من الميناء، موضحة أن كل الخطوط الملاحية المتعاملة في الميناء مثل ميرسك وإم إس سي، والتوكيلات الأهلية وباعبود، تواصل عملها كالمعتاد.
صحيفة الصيحة.