آدم جماع : نفَّذنا أصعب موجِّهات العمل التنموي بالولاية

المتبقّي من خطة التنمية أكثر صعوبة ومشقة

بنهاية العام الحالي ستنتهي أزمة مياه أحياء غرب القاش

فتح الحدود مع الجارة إريتريا اقتضته تقديرات سياسية

العلاقات المتميّزة مع الشقيقة الإمارات ظهرت في مشاركاتها الخدمية لأهل الولاية

هيجان القاش الموسمي ليس جديداً على كسلا

بديل إسكان لأهالي مكرام وكادوقلي

فوائد الدورة المدرسية ظهرت في الحراك الثقافي بالولاية

أكاذيب المعارضة بالولاية تعني لنا مزيداً من التنمية

كسلا أكثر ولاية بها توافق لأحزاب الوحدة الوطنية

الزيارات الاجتماعية جزء من مسؤولياتنا تجاه المواطن

الجلوس مع والي كسلا، الأستاذ آدم جماع آدم، هو محاولة لاستنباط ما بين قصر الإجابات وإحكامها، بل ومحاولة تكرار السؤال بصورة أخرى.. وذلك في قضايا ملحة تعيشها الولاية اقتصادياً وتنموياً واجتماعياً، وقبل كل ذلك سياسياً، فإلى جزئيات الحوار..

* منذ توليكم إدارة الولاية في مايو 2015م وحتى الآن ثلاث سنوات وتسعة أشهر.. هل أنت راضٍ عن أدائك بها؟

-ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. وهو كان توافقاً مع حالتي كوالٍ للولاية، فعلت الكثير وتبقى الكثير.. ومن أمثلة ذلك إيقاف الفوضى الضاربة في أمر كشوفات المرتبات وتوفيق أوضاع خريجي الجامعات من شاغلي الوظائف الحكومية ونقلهم لمواقع عمل تتوافق مع مؤهلاتهم.. مثلاً وجدت خريج لغة عربية يعمل محاسباً بإحدى الوحدات الحكومية كان القرار بنقله لوزارة التربية للعمل معلماً بالمدارس.. أكثر مرضيات العمل خلال أربع سنوات كان تنظيم الخدمة المدنية بالولاية، وهو ما كان مجهوداً جباراً قام به إخوة صادقون..

* وماذا أيضاً بشأن القطاع الخدمي؟

-القطاع الصحي هو همنا.. ولم تكن بكسلا بأكملها وحدة صحية متكاملة لمواجهة طوارئ الصحة وبمساعدة الإخوة في الحكومة المركزية، أصبحت مستشفى كسلا بها أقسام متعددة وكوادر ذات كفاءة مشهودة.. كل ذلك كان وجوداً بفعالية أيام أزمة حمى “الشكنغونيا”، حيث عملت هذه الكوادر ليل نهار لجعل المرض في خانة الانحسار.. وهو ما حدث زائداً السعي لجعل حلم المستشفى المرجعي وجوداً..

* التعليم بالولاية والصورة الموجودة الآن؟

-منذ أغسطس 2015م، وحتى الآن، هناك تطور ملحوظ داخل قطاع التعليم، والدليل على ذلك المحصلة النهائية لنتيجتي الأساس والثانوي بالولاية، فهناك مدارس كانت نسبة التحصيل الأكاديمي بها ضعيفة للغاية، أصبحت وبفضل الاهتمام والمتابعة ذات مراكز متقدمة في النتيجة النهائية. كذلك قمنا وقبل عام بالشروع في بناء وتأسيس مدارس جديدة لمواجهة الأعداد المتزايدة من الطلاب بمدارس المرحلتين الأساس والثانوي..

* مدرسة علي بيتاي الثانوية أخذت حيزاً من اهتمام حكومة الولاية.. إلى أين وصل العمل فيها؟

– بحمد الله العمل جارٍ في بنائها بما يتوافق مع مواصفات واشتراطات بناء المدارس، وهي للعلم تستوعب عدداً مقدراً من الطلاب..

* ولماذا مدرسة باسم علي بيتاي؟

-الأمة التي لا تحترم رموزها وخيار مواطنيها، أمة غير جديرة بالاحترام، زائداً ما قام به الشيخ علي بيتاي في نشر العلم والمحافظة على هوية الأمة وثقافتها، وقبل كل ذلك دوره المشهود في نشر القرآن الكريم تدريساً وحفظاً ومدارسة.. من هذه الجزئية كان اهتمامنا بالرموز وفاءً وتقديراً لسالف مجهوداتهم..

* يكثر الحديث حول خطة حكومة الولاية لمواجهة محتملة مع نهر القاش الموسمي.. هل من خطة للمواجهة؟

– نهر القاش نهر موسمي، وحين أوان الخريف تكون هناك خسائر، وهو ما حدث في 1983م، و2003 و2008م، و2018م، وداخل كل هذه السنوات، كانت هناك خسائر وهو أمر تصعب السيطرة عليه، ورغم ذلك هناك وحدة ترويض القاش التي تعمل ما في وسعها لترويضه..

أمر آخر بخصوص نهر القاش، وهو الخير الذي يحمله، حيث تكون الأراضي الزراعية في إرواء واكتفاء من الماء.. وبالتالي غرساً نافعاً وثماراً للبيع بل ومحافظة على الغطاء النباتي والبيئة..

* قرار رئاسة الجمهورية بفتح الحدود مع الجارة إريتريا.. أبعاده الحالية؟

-القرار يصب في العمل المشترك بين مجهودات الحكومة المركزية في مبدأ حسن الجوار والمصالح المثمرة دفعاً لدور السودان الريادي في المنطقة، زائداً مصالح المواطنين في الدولتين وفق احترام القوانين ولوائح الهجرة والعبور، وكذلك التجارة المشتركة..

* قضية إسكان أهالي مكرام وكادوقلي.. إلى أين وصلت؟

-فور وقوع الأضرار بسبب أمطار هذا العام التي كانت وفق تقديرات أهل العلم والدراية قياسية لم نبحث عن حلول مؤقتة ومسكنات وقتية، بل ذهبنا إلى مدى الحل الجذري لسكن هؤلاء المواطنين داخل مجرى السيل، وبالطبع كان قرار حكومة الولاية ترحيل الأسر المتضررة إلى موقع أكثر أماناً وسلامة تبرعت حكومة الولاية ببناء 20 بيتاً للمتضررين، بينما تبرعت المنظمات ببناء 580 بيتاً.. وستتم الاستفادة مستقبلاً من المنطقة في عمليات حصاد المياه..

* كثر الحديث حول الجمعيات التعاونية بالولاية.. إلى أي مدى وصل العمل في تأسيسها؟

– داخل كل محلية، آلية تقوم بتنظيم العمل بجعل العمل بنظام الجمعيات التعاونية أمراً واقعاً، والآن حتى مرافق العمل الحكومي كوحدات حكومية بها جمعيات تعاونية، وهو الأمر الذي سيخفف كثيراً على المواطن وذلك لفرق الأسعار الموجودة بالجمعيات التعاونية والسبب هو جلب المواد التموينية من المصنع مباشرة دون المرور بتجار الجملة.. وما سبق هو ما كان توجيهاً من الإخوة النائب الأول لرئيس الجمهورية ومدير جهاز الأمن والمخابرات..

* أزمة مياه أحياء غرب القاش؟

-منذ الستينات ظلت أزمة المياه بمنطقة أحياء غرب القاش موجودة ومتفاوتة من حي لآخر، ومن منطقة لأخرى.. الآن وعبر خطة مدروسة قامت بها حكومة الولاية ممثلة في وزارة التخطيط العمراني تم الانتهاء من حفر أربع آبار مياه لمناطق مستورة والسوق الشعبي وحي الشهداء، مع استمرار العمل في حفر وتأسيس بئرين جديدتين، وهو ما سيكون حلاً نهائياً لأزمة المياه، وذلك عبر خط ناقل للمياه بتلك المناطق مما يعني أنه وبنهاية شهر مارس القادم سنكون قد أوفينا بوعدنا لسكان تلك المناطق بتوفير المياه..

* موضوع تجارة وتهريب البشر.. أخذ حيزاً كبيراً من النقاش داخل الولاية.. ما قولكم؟

-موضوع تجارة وتهريب البشر هو موضوع أصبح ومنذ زمن بعيد ذا اهتمام عالمي مع تحريم المواثيق الدولية والقانون الدولي للظاهرتين.. في السودان كل الأنظار اتجهت نحو ولاية كسلا باعتبارها ولاية حدودية بها نشاط متزايد لهاتين الظاهرتين، وخلال فترة توليتي منصب الوالي، وحتى الآن “فبراير 2019م” تم ضبط حوالي 18 ضبطية بواسطة الأجهزة الشرطية والأمنية، وهو ما يفسر مجهوداتنا المستمرة في الحد من الظاهرة.. بخصوص ما يثار حول هذا النشاط الإجرامي فهناك محكمة متخصصة في هذا الشأن، وسبق ان أصدرت عدداً من الأحكام ضد الجناة.. الغريب أن منظمات الأمم المتحدة العاملة في هذا الشأن لم تقدم للحكومة أي دعم بل تقوم الحكومة السودانية وحكومة ولاية كسلا بالحد من الظاهرتين بمجهودات وطنية خالصة..

ـ تداعيات أزمة الوقود والخبز داخل الولاية إلى أين وصلت؟

-بتوجيه من الأخوين النائب الأول لرئيس الجمهورية، ومدير جهاز الأمن والمخابرات، تم التوجيه بزيادة حصة الولاية من الخبز والوقود مع توجيه بنك السودان بتوفير السيولة الخاصة بالفصل الأول “المرتبات” مع سعي حكومة الولاية المتواصل لتحديد مستحقي الوقود الحقيقيين منعاً لتسربه خارج القنوات المعروفة أصحاب المركبات العامة والخاصة ومركبات القطاع الخدمي الحكومي، قطاعات الأمن والشرطة والصحة والتعليم..

حوار: صلاح الدين عبد الحفيظ
صحيفة الصيحة.

Exit mobile version