تختلف أنواع القهوة في إثيوبيا باختلاف قومياتها ومناطقها، إذ تحتفظ كل مدينة بطريقتها الخاصة في إعداد فنجان القهوة وطقوس احتسائها التي جعلت لكل نوع مذاقه الخاص.
ويتميز البن الإثيوبي بجودته العالية وأنواعه المتعددة، وتعد مقاطعات جما، هرر، وكفا الأشهر في صناعة القهوة. وتشتهر مقاطعة كفا بأجود أنواع البن ويسمى “أرابيكا”.
ولاقت عدة أنواع من القهوة الإثيوبية رواجاً عالمياً، وهي تلك التي تزرع في مناطق شرقي إثيوبيا خصوصاً إقليم هرر، كما يعد نوعا “يرقا تشفي” و”سيداما” من أجود الأنواع.
لكل نوع من أنواع القهوة نكهة خاصة ورائحة ومذاق فريدين، وفق يألم تسفا تايي وهو صاحب مقهى، ويوضح “نحن لا نبيع البن فحسب، وإنما نقدم للزبائن فرصة اختيار مذاق القهوة”.
ويفضل الإثيوبيون تحميص البن بالطرق التقليدية على الفحم الطبيعي، إذ يرون أن استخدام الآلات الحديثة قد يعمل على حرق البن بصورة كبيرة مما يفقده مذاقه الخاص.
ويرون أن التحميص على الفحم يكون تدريجياً، ويمكن التحكم في درجة الحرارة ومتابعة مراحل التحميص حتى لا يسوّد البن ويتفحم.
ويقول برهانو شيفرا “أفضِّل البن الهرري الذي يعتبر الأجود لأن مذاقه هو الأفضل، وكذلك التحميص التقليدي، ولا أخفيك أن الطرق التقليدية لإعداد فنجان القهوة هي المحببة لدينا نحن الإثيوبيون مثل إعداده في أدوات الفخار وبعض الأواني المحلية”.
ويفضل الإثيوبيون تناول القهوة في طقوس تقليدية ورثوها وحافظوا عليها تتناول قص الحكايات والاستماع إلى الموسيقى مع استنشاق بعض روائح البخور المحلية.
طقوس احتساء القهوة محببة لدى الإثيوبيين أكثر من شربها، حسب قليلة داني التي تقول “نحن كإثيوبيين تفضيلنا للقهوة كطقوس أكثر من الشرب، فأنا أحب طقوس إعداد القهوة من التحميص والجلوس والأنس ورائحة القهوة والبخور أكثر من أي شيء آخر”.
وتضيف “عندما نحمِّص البن ونسخّنه بالطرق التقليدية وعلى الآلة المحلية تصل رائحته إلى الجيران فيحضرون، وهذا هو سر الطقوس والتعايش فيما بيننا، فطقوس القهوة دون تجمع الأهل والأصدقاء لا معنى له، فلا بد من أن يجتمع الناس حول القهوة ونتسامر وهذه هي عاداتنا، لهذا نفضل الطرق التقليدية لإعداد القهوة”. وهي عادات تعمل المقاهي والمطاعم على محاكاتها لجذب الزبائن.
بوابة العين الاخبارية