كتب الصحافي السوداني المعارض “فيصل محمد صالح” على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” في ساعة متأخرة من يوم الخميس، منشوراً جريئاً وشفافاً موجهاً لمن أسماهم ناس”برّة” من السودانيين بالخارج، إمتعض فيه عن تضخيمهم لحجم التظاهرات في السودان، ووصفها بالمليونية، بشكل مجاف لما هو على الواقع تماماً.
وذلك قبل أن يحذفه قائلاً: آسف يا أصدقاء اضطررت لحذف البوست الذي أنزلته قبل قليل بهذا العنوان” ناس جوة وناس برّة” والذي لم يحقق ما كنت أصبو له لأسباب كثيرة، شكرا لكل من تكرم بالتعليق فيه، اعتذاري مرة أخرى عن الحذف.
وعلق البعض عليه : ” صدقني حقق الكثير يا استاذ، معظم الثوار متفقين معاك في مبدأ الشفافية و المصداقية اولا، وهذا دور المستنيرين منهم أمثالكم في توعية العموم من الثوار”.
فيما علق آخر : أنا من ناس بره، وشايف كلامك في البوست المحذوف صح مية مية.
وكان “فيصل” قد أوضح بما تمليه عليه مهنيته ومصداقيته قائلاً : ناس جوة ..وناس برة التقسيم دة بايخ وسخيف جدا، لكني مضطر والله لاستخدامه، مثل الدواء المر.
طيب للدقة، بعض من أصدقائنا وصديقاتنا المقيمين والمقيمات بالخارج، والمتحمسين لهذا الحراك الثوري، يضرون بهذا الحراك أبلغ الضرر، عبر الأخبار والمعلومات غير الصحيحة التي ينشرونها ويوزعونها بنشاط كبير، خاصة تلك التي تتعلق بحجم التظاهرات وأماكنها.
نأخذ مثالا بتظاهرات اليوم 21 فبراير، بدأت في مواعيدها بمواقف المواصلات، تحرك الشباب بجسارة وجرأة في الموعد والمكان، كسروا الحاجز الأمني وسجلوا حضورهم الباهر، وشارك القيادات بالحضور للشارع وتم اعتقالهم، وانتقل الحراك لبري والديم وامدرمان والشجرة….الخ، كل هذا موجود وموثق بصفحات كثيرة نقلها ناشطون مساهمون في الحراك.
لكن لو انتقلت لصفحات بعض الناشطين المقيمين بالخارج ستجد مبالغات لا محل لها في أرض الواقع، وهي غير مرغوب فيها بالأساس، مثل الحديث عن مسيرة مليونية، أو سيل الجماهير الذي قطع الكباري سيرا على الأقدام للانضمام للموكب، والحصار يشتد حول القصر..وصور وفيديوهات منسوبة لمواقع وتواريخ غير صحيحة….أو…أو.
هناك من يقرأون هذا الكلام وهم يسيرون في شوارع الخرطوم، ولا يرون كثيرا مما يقرأون في هذه الصفحات، والنتيجة أنهم سيتجهون لتكذيب أي أخبار أخرى يقرأونها.
وتساءل “فيصل” : ما هي المصلحة في هز مصداقية هذا الحراك وتشويهه بأخبار ومعلومات غير صحيحة ؟.
مضيفاً: يا جماعة ارحمونا عليكم الله، حماسكم ومحبتكم مقدرين، لكن المبالغات والتضخيم أكثر ضررا من أن نبررها بحسن النية، فالطريق إلى جهنم مفروش بحسن النوايا.
ويتحدث العديد من رواد المواقع التواصل، لاسيما من المقيمين بالعاصمة السودانية الخرطوم، عن التهويل والتضخيم لعدد من الناشطين للواقع الغعلي للحراك بالسودان، من خلال نشر مقاطع الفيديو القديمة أو المدبلجة أو الحديثة التي تم إلتقاطها من زوايا محددة، للدرجة التي يتوقع فيها البعض من هم بالخارج أن الحياة قد شلت تماما في ًالسودان، في حين أنها تسير على طبيعتها، حتى الحركة تنساب بشكل عادي في يوم الموكب الاسبوعي، بشوارع وسط الخرطوم.
الخرطوم (كوش نيوز)