نعم ، فدين الله نعرفه..
> ولكن الذي يروج له إسحاق – ومن شايعه – هو دين غريب حتى على الله..
> فهو دين لا يهمه من الدين إلا شعاراته..
> ثم عباداته بظاهرها ، شوفونا بنصلي…ونصوم…ونحج…ونعتمر…
ونتصدق..
> و(نركب دقن)… ثم نكبر ونهلل بملء أفواهنا..
> أما جوهر الدين – متضمناً الرحمة – فهو أمر ثانوي… وهامشي… ولا يهم كثيراً..
> وكذلك العدل… والصدق…والحرية، والتي هي أصل الدين..
> وإسحاق لا يتحدث عن كل أولئك أبداً…ولا عن الرحمة..
> وحتى في أيام القتل هذه – غض النظر عمن القاتل – لا يُبدي أسفاً على القتلى..
> لا هو…ولا كثيرون غيره من (إخوانه)..
> بل منهم من يتعامل معهم كمحض أرقام باردة في الموازنة..
> ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهو لا يزداد بها إلا بعداً من الله..
> ومفردتا فحشاء ومنكر تندرج تحتهما ذنوبٌ عدة..
> ومنها ما استسهله الحجاج ، الصائم…المصلي…المتهجد…الحافظ لكتاب الله
> وبسبب ذلك ذكرنا مقولة الحسن البصري الشهيرة قبل أيام..
> فقد قال لمن جادل بشأن الحجاج (إن دخل الجنة فما ضرك أن تلقى الله زانياً)..
> وفي رواية أخرى (إن دخل الحجاج الجنة ضمنت لك عليين)..
> والحجاج هذا شجعه على ما كان يفعل – بما في ذلك القتل – علماء سلطان زمانه..
> كانوا يقولون له : من أجل الحفاظ على دولة الإسلام أفعل أي شيء..
> مع أن زوال الدنيا – والكعبة – أهون على الله من قتل النفس..
> كل الدنيا بما فيها بيت الله نفسه، دعك من الحكومات…والدول… والأشخاص..
> هذا هو دين الإسلام – عند الله – الذي نفهمه..
> ويقول إسحاق – دون أن يطرف له جفن قلم – إننا نمدح الغرب…ونهجو الإسلام..
> بينما نحن إنما نمدح (روح) الإسلام عند الغرب هذا..
> ونهجو موات الروح هذه عند حكومات الإسلام…وعلمائها…و(كُتَّاب) صحافتها..
> فالقسوة والدين نقيضان لا يجتمعان أبداً..
> قسوة القلب…واليد…واللسان…و(القلم) ، والقسوة باسم الدين كمثلها باسم الكفر..
> كلها عند الله قسوةٌ مذمومة…وقد كتب على نفسه الرحمة..
> ثم يغالطنا إسحاق في نصرة الغرب لمسلمي البوسنة… مع أن التاريخ لا (يكذب)..
> ولكن من ينسب فضل (أبريل) للإسلاميين فليكذب كما يشاء..
> بينما تاريخ الانتفاضة – والذي كنا عليه شهوداً – يُثبت إحجامهم عن الثورة..
> فقد كانوا يخشون على (كبرائهم) الذين في سجون نميري..
> واللهم أعصمنا من الدين – ذي القسوة – الذي يدعو له إسحاق…باسم الإسلام..
> وثبتنا على دينك……الذي نعرفه..
> دين الرحمة !!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة