ضخ الفئات الجديدة .. محاولة إنهاء الصفوف

أعلن بنك السودان المركزي عن ضخ مبلغ (200) مليون جنيه عبر الصرافات الآلية اليوم وغداً الإثنين، مما اعتبره خبراء الاقتصاد محاولة لمعالجة أزمة السيولة أو الحد من ظاهرة اصطفاف الجمهور أمام البنوك، خاصة وأنها تفاقمت بصورة مخيفة في الفترة الأخيرة، وظلت تشكل هاجساً حقيقياً للقيادة العليا في الدولة بعد أن فقد العملاء الثقة في البنوك، بعد انفجار الأزمة الاقتصادية التي أدت لندرة الخبز والوقود التي ما زالت مستمرة حتى الآن، فضلاً عن تصاعد وتيرة سعر الدولار ومعدلات التضخم، مما أحدث ربكة واضحة لدى القائمين والممسكين بزمام السلطة في البلاد.

لا حلول

الخبير الاقتصادي عصام بوب اعتبر قرار بنك السودان بضخ الفئات الجديدة عبر الصرافات الآلية محاولة لحل أزمة السيولة، لكنه قال إن واقع الحال يتطلب أن تدور السيولة بصورة مستمرة بالبنوك حتى ينشط الاقتصاد، مضيفاً أنها أحد مكونات المصارف في البلاد بجانب بث الثقة لدى المواطن حتى يتعامل مع البنوك، بالإضافة إلى كبح جماح التضخم الذي يحدث الآن، فضلاً عن إعادة أحياء المشروعات الإنتاجية، وقال لكن للأسف الشديد كل هذه المكونات غير موجودة، وأضاف الذي يحدث أن المواطنين سيندفعون إلى الصرافات الآلية، وتسمح لهم البنوك بصرف مبلغ (2) ألف جنيه، ثم يذهبون إلى السوق الذي يبتلعها، مشيراً إلى أنها لا تلبي كل احتياجاتهم الضرورية، ثم ستدخل مرة ثانية (بطن الحوت)، في إشارة للأسواق، حيث لا تخرج مرة أخرى، وتابع بوب لـ(آخر لحظة) أن إعادة السيولة للجهاز المصرفي تتطلب المكونات السابقة، وهذه تحتاج لإدارة واعية وحكيمة ورشيدة وذات خبرة ودراية ومعرفة بالشأن الاقتصادي، لكنه قال من الواضح أن الحكومة اليوم لا تملك أي حلول لأزمة السيولة.

ضخ الفئات الجديدة

مدير شركة الخدمات المصرفية عمر عمرابي كشف عن تغذية الصرافات الآلية بمبلغ (200) مليون جنيه من فئات (100 و200) جنيه، اليوم وغداً الإثنين، سيشهدان مواصلة الضخ، وقال عمرابي إن عمليات التغذية بدأت من قبل البنك المركزي منذ الخميس المنصرم، عقب انتهاء برمجة تعريف الصرافات على فئة (200) جنيه بعمل خطة نفذت لمراجعة كل الصرافات من ناحية الأعمال والصيانة وإعادة تغذيتها كافة.

الهلع والخوف

في ذات السياق أكد الخبير الاقتصادي ووزير المالية الأسبق، دكتور عز الدين إبراهيم استمرار أزمة السيولة لفترة ما، وعزا ذلك بسبب الهلع والخوف الذي أدخلته البنوك والمصارف في قلوب عملائها، نتجية لعدم حصولهم على أرصدتهم التي أودعوها خلال الفترة الماضية، بجانب ارتفاع تكاليف المعيشة في ظل غلاء الأسعار، مما يتطلب توفير كميات كافية من النقود لمقابلة مصروفات الأسرة اليومية، خاصة أن معظم المعاملات لا تتم بالبطاقات الإلكترونية وتحتاج للكاش، مثل التنقل بالمواصلات الداخلية وغيرها، لافتاً إلى أن الكتلة النقدية في يدي المواطنين والبنوك بلغت (400) مليار جنيه، منها (100) مليار في يدي الجمهور و(300) مليار جنيه بالبنوك.
واعتبر في حديثه لـ(آخر لحظة) أن الكمية التي يودعها البنك المركزي اليوم (غير كافية)، وهي علاج مؤقت وبعده سوف يعود الحال كما كان عليه، وشدد على ضرورة مراعاة حاجة الجمهور للحد من ظاهرة طوابير صفوف المواطنين أمام الصرافات الآلية، داعياً البنك المركزي للمزيد من ضخ النقود خاصة وأن بعض الفئات من العملة لديها عمر افتراضي ولا بد من تجديدها، وختم قوله بتساؤلات عريضة هل الشركة السودانية لطباعة العملة قادرة على الاستمرار في طباعة العملة لتغطية الحاجة؟.. خاصة أن الحكومة في الفترة الأخيرة لجأت لطباعة العملة بالخارج، مما يوحي بأن هنالك مشكلة عويصة بالمطبعة الوطنية.

انفراج ملحوظ

الشركة للخدمات المصرفية الإلكترونية قال إن هناك تحسناً طرأ على موقف تغذية الصرافات، متوقعاً حدوث انفراج ملحوظ في الصرافات في الأيام المقبلة، وأشار إلى أن محافظ البنك المركزي عقد مؤخراً اجتماعاً مع كل مديري المصارف لإعادة تغذية وتشغيل كل الصرافات.

تقرير: أحمد قسم السيد
صحيفة اخر لحظة.

Exit mobile version