عندما تخطب الفتاة الرجل .. جرأة وقوة عين ..!

(س) فتاة جميلة ثرية ذات خلق وصاحبة مركز مرموق ذهبت إلى أحد بيوت الله متنقبة لتخفي ملامحها تطلب زوجاً على سنة الله ورسوله ولكنها خرجت خالية الوفاض، تلسعها سياط الاستنكار من شيب وشباب المسجد، كأنها طلبت شيئاً محرماً وليس الستر الذي تبحث عنه كل محصنة.. فهل أصبحت مبادرة الفتاة بخطبة الرجل محاولة لقلب موازين الكون..؟ أم أنها صورة جديدة من صول تحرر المرأة ونيلها حقوقها؟.. (الصيحة) طرحت القضية على عدد من المهتمين وخرجت بالتالي..

جرأة وقوة عين

الأمر به نوع من الجرأة وقوة العين، هكذا حسم مضوي محمود الموظف بإحدى الشركات، القضية وقال “أنا مع الفتاة التي تلمح بعواطفها وتبذل بعض الجهد لمن ينال إعجابها ولكن أن يصل الأمر إلى طلب الزواج فهذا ما أرفضه تماماً خاصة ما نشهده اليوم من سلوك لبنات اليوم على الرغم من أن الإسلام أباح خطبة الفتاة وفي اعتقادي أن عرض المرأة لنفسها بهذه الصورة يؤدي إلى ابتذالها والتقليل من نفسها فنحن في زمن لم يعتد الناس فيه على هذا الأسلوب ولذلك دائماً أنصح الأخوات أن يعرضن أنفسهن إذا اضطررن لذلك بطريق غير مباشر عن طريق قريب أو صديقة أو غيرها حفاظاً على كرامتهن”.

ليس هناك مانع

فيما لم تمانع إنصاف أحمد في أن تقوم الفتاة بالخطبة لنفسها، وتضيف قائلة “إذا وجدت الشخص المناسب من ناحية الأخلاق والدين وفي اعتقادي أن المال ينبغي أن يكون من آخر الأشياء التي يجب أن تنظر إليها الفتاة ولكن يجب أن أتعرف عليه عن قرب وبعد ذلك فلا مانع من أن ألمح له برغبتي في الارتباط به عبر إشارات قوية طالما أن الأمر بالحلال والشرع فليس هناك حرج ويجب أن لا ينظر المجتمع بشيء من الغرابة والسيدة خديجة زوجة الرسول خير قوة لنا”.

الخوف

وتؤيدها في القول سعاد مصطفى، ربة منزل، قائلة “لا أرى عيباً في ذلك ما دام الرجل على خلق ودين وغير قادر على تحمل مسؤولياته وفتح بيت”. وتعود بذاكرتها قليلاً إلى الوراء وتقول “في ذاكرتي إحدى الفتيات ذهبت إلى أحد المساجد تطلب زوجاً يسترها وكانت جميلة وذات مركز مرموق وصاحبة مال ولكنها عادت خالية الوفاض وذلك بسبب تخوف رجال هذا الزمان من خوض تجربة غريبة عليهم فقد يظن الرجل أنها تعاني من عيب أو لديها ماضٍ تخفيه”.

أرفض الفكرة

أما ابتهال سرور، الطالبة بإحدى الجامعات فترفض الفكرة جملة وتفصيلاً، وتقول إن القضية من وجهة نظرها بها نوع من تقليل الذات ومعظم الرجال إن لم يكن جميعهم في اعتقادي ينظرون إلى الفتاة التي تطلب الزواج كأنها تقلل من قدرها، وتجزم بالقول بأنها تفضل البقاء عانساً طوال العمر ولا تفكر في طلب الزواج من أي رجل مهما كانت مكانته في قلبها أو في المجتمع”. ولكنها تعود وتقول إن الأمر يرجع لطبيعة المجتمع ومدى تفهمه للحياة الزوجية. وترى ابتهال أن الفتاة عادة لا تتجرأ على القيام بالخطوة الأولى علانية في طلب الزواج، ولكنها تمتلك مهارات تمكنها من توصيل رسالتها إلى شريك حياتها وتقوده هي بكل سهولة إلى منزلها لطلب يدها من ولي أمرها.

شروط الزواج

مولانا محمد أحمد تناول القضية من زاوية الشرع موضحاً أن الإسلام جعل موافقة الفتاة من الشروط الهامة لاكتمال الزواج، فهي صاحبة المصلحة العليا في الزواج، ولذلك أعطتهم الشريعة هذا الحق. جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء).

ولكن يجب أن لا يمنع الحياء الفتاة أو المرأة من اغتنام فرصة لظفر بشاب ذي خلق ودين قادر على تحمل المسؤولية والسيدة خديجة خير نموذج لنا فعندما وجدت ضالتها المنشودة في سيدنا محمد فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة، ومن هنا أناشد بنات اليوم بالتفكير بالزوج الصالح بعيداً عن الماديات، ومحاربة غلاء المهور لتخفيض نسبة العنوسة، والرضاء بالبسيط ليبارك لهم الله في حيواتهن.

أجرته: منى النور
الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

Exit mobile version