من محن الدنيا وعجائبها أن يتصدر الشيوعيون في غفلة من الزمان، المشهد السياسي بعد أن سطوا على الحراك الثوري الذي أشعله شباب السودان احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الخانقة وأن يتمكنوا من ترويج الشعارات التي تستهدف (الكيزان) وآخرها: (اي كوز ندوسوا دوس)!
> ثم تمددت الحملة على الكيزان الى حلفاء الشيوعيين من قوى اليسار وبني علمان ثم الى عدو الشيوعيين القديم (حزب الأمة) ليشارك، على نهج المغفل النافع، في (رجم) الكيزان الذين أصبحوا في زمن العجائب والغرائب، كلأ مباحاً لكل من هب ودب بعد أن كانوا يكتسحون انتخابات الخريجين وما أدراك ما انتخابات الخريجين كما حدث في آخر انتخابات تجرى قبل الإنقاذ.
> لقد دهشت والله أن تشارك مريم الصادق المهدي في تلك الحملة وتكتب او تنقل العبارة التالية الى أحد قروبات الواتساب حيث قالت ما يلي:(فقيم الخير والإنسانية والمروءة داء يتجنبه الكيزان) ..تخيلوا أن توجه المنصورة تلك الإساءة البالغة السوء الى جميع الكيزان بعد أن مهدت لمداخلتها بالقول إن المحاميين (الشيوعيين) نبيل أديب وكمال الجزولي المعتقلين لدى السلطات الأمنية كانا قد تطوعا للدفاع عن صلاح قوش إبان فترة اعتقاله بعد إعفائه من منصبه في جهاز الأمن وأن قوش لم يتعلم من ذلك الدرس فقام باعتقالهما!
> لو قصرت مريم هجومها اللاذع على قوش واتهمته بانعدام (قيم الخير والإنسانية والمروءة) لربما سكتنا وتجاوزنا على الرغم من وجود حجج قوية تدحض اتهامها للرجل أما أن تعمم وتدمغ كل الكيزان فهو مما لا يمكن التغاضي عنه إلا اذا اعتبرنا مريم شيوعية كاملة الدسم، لا تؤاخذ على ما تهرف به او تفعل خاصة في حق أعدائها التقليديين!
> كتبت لها في (القروب) معاتباً على محاسبة جميع الكيزان بجريرة قوش، هذا على افتراض أنه اقترف ما دمغ به، لأن الله تعالى حكم بألا تزر وازرة وزر أخرى والتعميم لا يجوز وفيه ظلم (والله لا يحب الظالمين) كما ورد في قرءان ربنا سبحانه وقلت لها (أربأ بك أن تكوني من الظالمين) الذين توعدهم الله تعالى بنار جهنم وبئس المصير .
> ثانياً: اذا كان المحامي نبيل أديب قد دافع عن قوش إبان اعتقاله، وأنا أشهد أن نبيلاً نبيل بحق ويتحلى بخلق رفيع رغم اختلافي الكبير معه في معتقده وفكره، فإن تجمع المهنيين الذي شكله الشيوعيون بقيادة الشيوعي محمد يوسف المنتمي لقطاع الشمال (جناح المتمرد عبد العزيز الحلو) مارس الإقصاء من أول يوم فقد قال الرجل لفضائية (العربية) متحدثاً عن انضمام (الجبهة الوطنية للتغيير) للحراك الثوري (إن هذه محاولة لقطف ثمار الحراك الشعبي) ثم أضاف: (هذه الأحزاب كانت جزءاً من النظام)!
> ضحكت ملء شدقي أن يتحدث (الرفيق) عن قطف ثمار الحراك معتبراً نفسه سيده وصانعه بعد أن سطا عليه بانتهازية يجيدونها ثم يقول إن تلك الأحزاب كانت جزءاً من النظام بالرغم من أن محمد يوسف هذا كان وزيراً في سلطة الإنقاذ خلال الفترة الانتقالية!
> ثالثاً من قال لك يا مريم إن كل الكيزان يؤيدون اعتقال أديب وكمال الجزولي؟ أؤكد لك يا مريم إن من الكيزان من دافع ولا يزال عن الرجلين التزاماً بالحريات التي يطالب بها معظمهم وليتك تقتنعين أن معظم الكيزان الآن ومنذ زمن خارج السلطة.
> رابعاً هل نسيتي في غمرة العداء للكيزان الذين أعتز بانتمائي إليهم منذ الصبا كونهم، أهل راية الحق المبين ورافعي رايته إسلاماً توحيدياً يجمع السياسة والاقتصاد وغيرهما في إطار دين الله الواحد الأحد.. هل نسيتي أنهم أقرب الى (نهج الصحوة) الذي رفع لواءه والدك الإمام، من الشيوعيين الذين تحبين وتوادين وتناصرين رغم علمانيتهم ورغم أنهم فعلوا بأهلك الأنصار في الجزيرة أبا وودنوباوي أبشع وأفظع ألف مرة مما فعل بهم قوش رغم اعتراضي على بعض ممارسات جهاز الأمن بما في ذلك ما حدث للمعلم الشهيد (الكوز) أحمد الخير الذي يتاجر باستشهاده الشيوعيون؟!
> أقول هل تعلمين ما كتبه الشاعر الشيوعي كمال الجزولي الذي يشكو من ممارسات ما يسميه ببيوت الأشباح والذي يرفع حزبه بلا أدنى خجل شعار الحرية بالرغم من أنه أعدى أعدائها؟!
> أذكرك بشيء من أشعاره فقد قال:
أن نقتل أصبح أسهل من إلقاء تحية
أن نطلق في الرأس رصاصة
أن نغرس في الصدر الخنجر
أن نشنق أن نخنق أن نبتر
أن نمسح حد السيف بحد اللحية
أصبح يا سيدنا أسهل من إلقاء تحية.
> إنها ذات لغة ما سموه بالعنف الثوري التي استخدموها معكم في ود نوباوي والجزيرة أبا ومارسوها في مجزرة بيت الضيافة عقب انهيار انقلابهم الفاشل الذي تآمروا به على الرئيس نميري والتي واجهونا بها عام 1971 إذ كنا طلاباً في جامعة الخرطوم حين حرضوا على الطلاب أبا القاسم محمد إبراهيم الذي كانت دباباته تحيط بالجامعة وبالرغم من ذلك يشكون ويبكون ويولولون!
> الكلام كثير ولكن أقول لك : (هونا ما) فالسياسة متقلبة فهلا خففت يا ابنة الإمام من غلوائك وعدائك للكيزان الذين لا يستطيع أحد كائناً من كان أن يتجاوزهم ففيهم أقلية داخل دهاليز السلطة وفيهم أضعاف مضاعفة خارجها، بل معارضين لها كما تعلمين.
أواصل
الطيب مصطفى
الانتباهة