هبة عماد مُوظّفًَة إدراية بمدارس كبيدة منذ (9) سنوات، حيث تعمل مُساعداً إدارياً بالمدرسة، تقول: ثمَّة ظلم وقعها عليها، أما تفاصيله حسب روايتها لـ(السوداني)، إنه قد تم تكليفها هي وزميلتها (سُلافة) بعد إجازة مُوظّفي قسم التّسجيل للعمل بهذا القسم، وذلك وفقاً لتوصية من مدير المُؤسّسة عبر (القُرُوب) الإداري الذي يَجمع العاملين بالمُؤسّسة، حيث بعث المدير رسالة نصيَّة يطلب مني خلالها القيام بتلك الوظيفة لفترةٍ محدودةٍ ريثما يعود مُوظّفو القسم من إجازاتهم، شريطة أن يكون عمل هبة تحت رئاسة الأُستاذة ندوة، وأن لا تقوم بالتوقيع أو التصديق في أيِّ ورقة دُون الرجوع إلى الأخيرة.
هبة عماد قالت إنَّه في يوم الاثنين الموافق 21 يونيو 2018م، دخلت عليَّ بمكتب التسجيل والدة إحدى الطالبات، وأخبرتني أنّها من طرف الأُستاذة ندوة، وقد جاءت لموضوعٍ مُتعلِّقٍ بابنتها، وبالفعل اتّصلت الأُستاذة ندوة عليها – على هبة – ودلَّتها على مكان ملف الطالبة بأحد الأدراج، وطلبت ندوة من هبة التوقيع فقط على الملف لتكملة الإجراءات وذلك كي تلحق الطالبة بالخزينة لسداد مبلغ الرسوم، لكن بعد بداية العام الدراسي اتّضَح لمُدرِّسة مادة اللغة العربية بأنّ الطالبة مُستَوَاهَا أقل من رفيقاتها بالفصل، الأمر الذي جعل الإدارة تلحقها بالفصل الدراسي الخاص للمادة حتى يتحسَّن مُستواها ومن ثم تلحق بزميلاتها.
وتمضي هبة قائلةًً: إنّ مُعلِّمة اللغة العربية بالفصل (الخاص) الأستاذة مُنى مجذوب احتجَّت على ضعف مُستوى الطَالبة الذي لا يَرتقي لمُستوى زملائها بالمدرسة وليست لها قُدرة على بقاء الطالبة معها، الأمر الذي جعل المُدير يطلُب ملف الطالبة وكيفية قُبُولها بالمدرسة وتجاوزها لامتحان القُدرات، ومن خلال تَصَفُّح المُدير للأوراق رأي توقيعي أنا هبة، على ملف الطالبة الذي لا أعلم عنه شيئاً لأنّني أُمرتُ من قِبل الأُستاذة (ندوة) أن أُوقِّع عليه فقط وهذا ما فعلته بالضّبط، فقرّر مُدير المدرسة فصلنا معاً (أنا وندوة) وإيقافنا عن العمل لمدة يومين لكتابة استيضاح عن كيفية التّسجيل للطالبة، وحينها قال لي المدير الإداري للمُؤسّسة سنشهد لكِ ونقف معك يا هبة إذا قُمتِ برفع شكوى تظلُّم لدى مكتب العمل لمُناهضة فصلك غير المُبرّر، وأكّدت هبة أنّ مكتب العمل حكم لصالحها برفضه المُوافقة على فَصلها وسلَّم المُدير الإداري خطاباً بذلك، لكن رغم ذلك تَمّ فصلي تعسفياً في السادس من نوفمبر.
مُشكلة المُرتَّب
وتقول هبة: بعد مُرُور شَهرٍ من المُشكلة أخطرتها مُوظّفة الحسابات بالمدرسة بأنّها أودعت عن طريق الخطأ مبلغاً قيمتهُ (4800) جنيه في رقم حسابها، لافتةً إلى أنّها عندما حَاولت استرجاع المبلغ من حسابها إلى حساب المدرسة فُوجئتُ بأنَّ رقم حسابها مَحظورٌ، الأمر الذي أربكها ودعاها لفتح بلاغٍ في نيابة المصارف، وأكّدت أنّ أخطر ما في قضيتها هو أنّه عندما ذهبت لاستلام حقوقها وتأمينها بعد فصلها تعسفياً، اتّضح أنّ إدارة المدرسة كانت تورِّد مرتبها باعتبار أنّها تصرف (1,100)، فقط ألف ومائة جنيه، عِلمَاً بأنّها تتقاضى مرتباً شهرياً قدره (5,925) جنيهاً، مُؤكِّدة أنّها لم تُوقِّع إطلاقاً على عقد بقيمة ألف ومائة جنيه!!
أمّا بخُصُوص تعديل المُرتّب، فتقول هبة إنّ هذا المبلغ ظلّت تصرفه كاملاً عن طريق البنك دُون الإمضاء على أيِّ تفاصيل تُوضِّح أنّ هنالك أساس مُرتّب وعَلاوات وَغَيرهما، ولِذَلِك فَتَحَت بلاغاً بمحكمة الشرقي بخُصُوص تزوير مُرتّب، لكن مُحامي مدارس كبيدة طلب من المحكمة شَطب الدعوى، لأنّ محكمة الشرقي لا تمثِّل مكان اختصاص، وأن المُدَّعي عليه هو الصندوق القومي للتأمينات وليس مدارس كبيدة، لكن القاضي شطب الدفع القانوني لمحامي مدارس كبيدة وحدَّد جلسة استماع للشاكية هبة والشهود، وهُنا تؤكِّد هبة أنّ محامي مدارس كبيدة استأنف قرار المحكمة قبل النطق بالحكم النهائي بغرض تَعطيل الزمن!
إدارة المدرسة تترافع:
الطرف الثاني في هذه القضية هو مدارس كبيدة، يقول المُدير الإداري لمدرسة كِبيدة العريفي لـ (السوداني)، إنَّ الأُستاذة تتحلّى بصفات إداريّة مُمتازة، وتُؤدِّي كل المهام المُوكلة إليها من عملٍ بروح المُثابرة والمسؤولية، مُشيراً إلى أنَّ السبب الرئيسي لفصلها هو اعتمادها لأورنيك طالب وتسجيلهِ دُون الرُجوع إلى المُدير الأكاديمي الأُستاذة (نعمة عُثمان) باعتبارها المسؤولة عن هذا الإجراء، لافتاً إلى أنّه كان بوسع الأُستاذة هبة الاتصال على المدير قبل الإجراء لكنها لم تفعل، الأمر الذي أدّى إلى وُقُوع الخطأ، وردَّاً على سؤالنا لهُ حول تقليص مُرتّب الأستاذة هبة بعد فصلها إلى (1,100) جنيه، ألف ومائة جنيه، علماً بأنها كانت تتقاضى مُرتباً قيمتهُ (5,925) جنيهاً، خمسة آلاف وتسعمائة خمسة وعشرين جنيهاً، قال العريفي إنَّ المدرسة تَعاقدت معها بقيمة (1,100) كراتب أساسي، أمّا مُتبقي المبلغ فهو حافز يومي مُكمِّل للمُرتّب؛ بحيث يتم في نهاية الشهر جمع المُرتّب الأساسي مع الحافز اليومي فتصبح جُملته (5,925) جنيهاً.
الخُرطوم: اليسع أحمد
صحيفة السوداني.