تقرير صادم بشأن انتشار الإلحاد بين الشبان في مصر !

انتشر مؤخراً موضوع “الإلحاد” في أوساط الشباب بمصر ، ولاسيما صغار السن، وصل لحد وصف الأمر بالظاهرة.

يقول “علي” وهو أحد الملحدين بحسب “إرم نيوز”، إنه نشأ في أسرة عادية ، واكتشف مع الوقت أنّ والده لا يصلي، ولا يأمره أيضًا بالصلاة، لكنه (الوالد) لم يكن ملحدًا .

وأضاف أنه في إحدى المرات، اقترح صديق له الانضمام إلى إحدى صفحات يديرها ملحدون عبر “فيسبوك”، انضم إليها وبدأ في صناعة بعض “الكوميكسات الساخرة” من المنشورات التي رآها، والتي يكون فيها قصص ساخرة عن بداية الخليقة في الأديان، مرورًا بقصص الأنبياء ونقد الأديان، حتى واجه في بعض الأوقات نقدًا لما يصنعه ؛ الأمر الذي اضطره إلى الرد والدفاع عن معلوماته، حتى وصل إلى الاعتراف بأنه “ملحد”.

الإلحاد الإلكتروني

من جانبها، قالت الدكتورة زينب مهدي، معالجة نفسية واستشارية أسرية ، إنّ جزءًا كبيرًا من الشباب يلجأون إلى الإلحاد لمجرد التقليد الأعمى بالمحيطين بهم، فإذا كانت اهتمامات الشخص العادي متوافقة مع اهتمامات أحد الملحدين، اتجه إلى هذا الطريق دون وعي أو تفكير، من باب حب الاستطلاع، أو البحث عن الاختلاف، أو مجاراة الموضة، ثم ينقلب الأمر إلى وقوع المراهق في شرك الإلحاد بشكل كامل والانجراف إليه.

وتضيف أنّ الإلحاد الإلكتروني انتشر بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، إلا أنّ منطقيتهم في الإلحاد هشّة ؛ لاهتمامهم بالشبهة فقط دون الرد عليها، كما أنّ الروح الثورية للمراهق هي ما تدفعه إلى هذا الطريق، يريد أن يكون له رأي وكيان، وبالتالي يثور على المجتمع بتلك الأفكار غير المدروسة.

866 ملحدًا

وبحسب مركز “ريد سي” التابع لمعهد “غلوبال”، فإن مصر بها 866 ملحدًا، وهو الرقم الأعلى فى الدول العربية، فليبيا ليس بها سوى 34 ملحدًا، أما السودان ففيها 70 ملحدًا فقط، واليمن فيها 32 ملحدًا، وفي تونس 320 ملحدًا، وفي سوريا 56 ملحدًا، وفي العراق 242 ملحدًا ، وفي الأردن 170 ملحدًا، وفي المغرب 325 ملحدًا.

غياب المعلم

“من هو الله؟” سؤال طرحه “أحمد” صاحب الـ15 عامًا على معلمته، وسط ذهول كبير من التلاميذ، لترد المعلمة بجملة واحدة غير مُرضية لـ”أحمد”: “هو الله الواحد”، ليعود بسؤال آخر: “ومن هو الواحد؟”، لتجيب المعلمة مرة أخرى: “الله هو من خلقنا جميعًا، خلق الإنسان والنبات والحيوان”.. وكانت تلك بداية “أحمد” في طريق الإلحاد.

تحكي والدته وتدعى فاطمة ، أن معلمته أخبرتها يومها بما دار بينها وبين نجلها، مشيرة إلى أنّ “أحمد” اعتاد منذ صغره على طرح أسئلة غريبة مثل: “كيف خلقنا الله، ومن يكون الله في الحقيقة، وكيف أكتشفه؟”، قائلة: “في الحقيقة لم أستطع الإجابة على تلك التساؤلات، وتهربت منها كثيرًا، إلا أنني بدأت في متابعته لأكتشف مع الوقت تغيرات كثيرة في معتقداته”.

تضيف “فاطمة”، أنّ والده كان ينهره كثيرًا كلما سأل هذه الأسئلة، ووصل الأمر إلى أن اعتدى عليه بالضرب أكثر من مرة، إلا أن “أحمد” تمسك بفكره أكثر، إلى أن وصل إلى الاعتراف بأنه ملحد، لا يؤمن بوجود إله.

مراقبة الأبناء الذكور

وأرجعت الدكتورة زينب مهدي أسباب إلحاد المراهقين إلى عدة أسباب منها: عدم ثبات المراهق على دينه، وهذا يرجع إلى فشل الأسرة في كيفية توصيل المعلومة الدينية الصحيحة للمراهق وعدم تطبيقها، كما أن كثرة المشكلات الأسرية تجعل المراهق يتجه إلى العديد من الاتجاهات السلبية والمريضة التي تدمر حياته بأكملها.

كما أضافت سببًا آخر، وهو التأثر بالثقافة الغربية والبعد عن الثقافة العربية الدينية الأصيلة، وهذا سبب لا يمكن إهماله أبدًا حينما نتحدث عن الإلحاد، لذا على الأسرة أن تراقب أولادها، وخاصة الذكور ؛ لأن تلك المشكلة للأسف انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة.

واختتمت مهدي قائلة: “هنا يكمن دور الأسرة في التقرب من أبنائهم، ولا سيما أولئك الذين في مرحلة المراهقة ومصاحبتهم والعمل على زيادة وعيهم ومساعدتهم ومساندتهم للتخلص من المشاكل التي تتعرض لها حياتهم اليومية ومراقبة أفعالهم”.

صحيفة المرصد

Exit mobile version