يبدو أن الحظ العائر ظل يلازم الشاب (ب. أ) و (25) شاباً آخرين من رفاقه، فبعد أن حلموا بمستقبل باهر فى بلاد العم سام وقرروا خوض تجربة محفوفة بالمخاطر للوصول اليها، كانت السلطات المصرية على موعد آخر لافساد احلامهم وضبطهم اثناء محاولتهم التسلل، ووقتها كانوا فى الحدود المصرية الليبية، لتتم اعادتهم وابعادهم فى اقرب رحلة الى السودان، فماذا حدث داخل الطائرة.
بينما كانت مجموعة من الركاب بمطار القاهرة، فاذا بموظفة خدمات المطار تنادى بصوتها الرقيق ركاب رحلة الخطوط الجوية السودانية سودانير المتجهة الى مطار الخرطوم، ليتدافع الركاب فى طريقهم الى المخرج المؤدى للطائرة مغادرين مطار القاهرة الدولى، وحسب المعلومات فإن الطائرة التى كانت ستحمل على متنها ركاب الرحلة التي تتبع لشركة تاركو للطيران، وبالفعل استعدت الرحلة ودلف الى الطائرة نحو (65) راكباً فى طريقهم الى مطار الخرطوم، ولكن قبل التحرك قامت السلطات المصرية بتسليم أمن الطائرة نحو (26) شاباً سودانياً مبعداً من القاهرة، ليصبح العدد الكلى للركاب (91) شخصاً، بالاضافة الى (8) هم طاقم الرحلة، وحسب السلطات المصرية فإن المبعدين عثر عليهم على الحدود المصرية الليبية اثناء محاولتهم التسلل والهجرة غير الشرعية، مخالفين بذلك ضوابط الهجرة، ليتم القبض عليهم واحتجازهم لفترات طويلة قيد التحريات، وبعدها قررت ابعادهم على متن الطائرة المتجهة الى الخرطوم ظهر يوم امس الاول، وبالفعل دلف المبعدون الى الطائرة وجلسوا على مقاعدهم، وبعدها تم سحب سلم الطائرة وقفل ابوابها وتحركت الطائرة، لتنادى قمرة القيادة الركاب الى ان اربطوا الاحزمة، وبعدها تحركت الطائرة التى كان يقودها الكابتن خالد رمضان.
وتحركت الطائرة وصعدت الى الاعلى، وعندما كانت على ارتفاع (10) آلاف قدم فوق سطح البحر، تحرك الراكب (ب. أ. م. أ) من مواليد عام 1980م من مقعده واتجه صوب كابينة القيادة، وهنالك بدأ فى ايهام الركاب بأنه مسلح، وكان يرتدى معطفاً طويلاً (بالطو)، فظل يدخل يده تحت البالطو وكأنه يحاول استخراج سلاح مخبأ اسفل ملابسه، وكان يهدد ويطالب الكابتن بعدم العودة الى السودان، فاما ان يذهب الى تل ابيب ويغير وجهة الطائرة او يلقي بها فى البحر، ولكن كابتن الطائرة كان هادئاً، وقبل ان يفعل الراكب اى شيء سارع نحوه فرد التأمين التابع للطائرة، وتمت السيطرة على الثائر، وتم وضع قيود (كلبشات) على يديه وورى خلف الستارة، حيث تم تهدئته والسيطرة عليه، وواصلت الرحلة سيرها الى ان وصلت الى مطار الخرطوم بسلام.
وبذل كابتن الطائرة وطاقمها جهداً مقدراً للسيطرة على الثائر الذى ظل يتحدث بلغات مختلفة، وكأنه كان يود ايصال رسالة بلغات عالمية عديدة كان الثائر يجيد التحدث بها، وفور السيطرة عليه اجرت كابينة القيادة اتصالاً هاتفياً بمطار الخرطوم، وهنا تمت تهيئة الموقع وتكثيف الاجراءات الامنية، وفور وصوله الى المطار سارعت قوات امن المطار وقوات المباحث الى الموقع، وتم تأمين استلامه والتحرى معه قبل اقتياده الى مكان آخر لتكملة التحريات.
(الإنتباهة) أجرت حواراً مصغراً مع الكابتن الذي قاد الطائرة فأدلى بالمثير، فالى مضابط الحوار:
> متى وقعت الحادثة ؟؟
ماذا حدث في الطائرة؟
هل كان مسلحاً؟؟
ماذا كان يقول الثائر؟
هل لاحظت على الثائر اية ملاحظات؟؟
ثم ماذا بعد الحادثة؟
هل عم هرج ومرج ام استقر وضع الركاب؟؟
ماذا عن اجراءات السلامة للرحلة؟
ما هى اجراءات استلام المبعدين؟
حدثنا عن اجراءات تسليم المبعدين بمطار الخرطوم؟
حدثنا عن التحوطات الأمنية للطائرة؟
هل يمكنك مراقبة ما يحدث خارج كابينة القيادة؟
كيف تسلمتم تلك الحالة؟
صف شعورك وقتها؟
هل تعرضت لموقف مماثل ام انها الحادثة الاولى؟