يظهر الحزب الشيوعي في الإعلام ( المحلي ) بمنطق قوي ..جسده حوار سكرتير لجنته المركزية الخطيب في صحيفة ( اليوم التالي )
> و الخطيب استطاع في إعلام محلي أن يقدم قراءة عميقة مضادة للحكومة لكنها وجدت النشر..
> فحتى في الحوار يقول إنهم يريدون( استعادة السودان المغتصب من قبل السياسة الإسلامية و الرأسمالية الطفيلية المعادية لكل مصالح المنتجين).
> الخطيب خطب خطبة مهمة في الناس ..خطبة مبهمة تراءت للناس خطبة وهمية ..لأنه لم يتحدث بمصطلحات شعبية مواكبة .. و لم يحمل حديثه احتراما لصفة الإسلام..
> قال (رأسمالية طفيلية)و كان ينبغي أن يقول باستهلاك حكومي للنقد الأجنبي و تجنيب أموال عامة و فوضى استيراد ..كما ظللنا نحن نقول بهذه اللغة الواضحة ..
> فليس بالضرورة استخدام مصطلحات و عبارات شيوعية لتفسير حالة الاحتجاجات و التظاهرات ..
> و حتى لا تتجزأ المصطلحات والعبارات الشيوعية هنا في مثل قراءة الخطيب ..
> فإن مع عبارة (الرأسمالية الطفيلية) تبقى عبارات متصلة بها لا تنفصم ..مثل ( الإلحاد )و ( التأميم) و( دكتاتورية البروليتاريا) و( الغاء الملكية الفردية ..
> فكيف يكون الحديث عن الرأسمالية الطفيلية و السياسة الإسلامية فقط ..؟ فإن اغلب المحتجين و المتظاهرين لا يعترضون على نظام رأسمالي قادم يكون بديلا من هذا النظام القادم..
> و هل يعتقد الخطيب أن البديل لهذا النظام الحاكم لن يكون رأسماليا ..؟
> فإن البدائل في روسيا و بلغاريا ورومانيا و دول يوغسلافيا المنفصلة حاليا كلها رأسمالية ..فما الذي سيجعل السودان في المرحلة القادمة محكوما بالاشتراكية وبدكتاتورية البروليتاريا و بالتأميم و بالغاء الملكية الخاصة و بالإلحاد..؟
> فلا تتحدث فقط عن رأسمالية طفيلية ..فهي نفسها اصبحت معتمدة الآن في دول تأسست فيها انظمة الحكم الشيوعي..
> لأن المنطق الشيوعي عجز عن ايجاد بديل للمنهج الرأسمالي ..فكانت العودة إليه حتمية ..بعد العجز عن توجيه الصراع الطبقي و التمايز الطبقي الوجهة الصحيحة.. فكانت قد اصبحت دكتاتورية البروليتاريا دكتاتورية على البروليتاريا ..
> و اصبح الغاء الملكية الغاء للإنسانية و اصبح الالحاد فرصة للاقتناع بوجود الله ..
> و كان أنموذجا لذلك على سبيل المثال العالم الشيوعي الفرنسي روجيه جارودي الذي لم يكن مسلما قبل اعتناقه الشيوعية و الالحاد لكنه اسلم بعد اعتناق الشيوعية و الالحاد..
> و مثلما لم يتوافر في المنهج الشيوعي العلاج الناجع و النجاة من الرأسمالية الطفيلية ..التي بدأت رحلة العودة إليها بكتاب ميخائيل غورباتشوف بعنوان ( البروسترويكا )فإن في حديث الخطيب لم نجد البديل العملي للرأسمالية الطفيلية في المرحلة القادمة بعد إطاحة هذا النظام بعد أن ( تسقط بس ).
> و سيردد الشيوعيون حينها ما يرددونه الآن في شعاراتهم و حواراتهم وصحيفتهم ( الميدان )التي طالما مجدت حركة قرنق المتمردة على حساب معنويات الجيش السوداني رغم وجود خلية انقلابية بداخله ..استبق انقلابها انقلاب البشير ..
> و لو كانت الرأسمالية الطفيلية حاضنة لصوص يضاربون ويجنبون، فإن الشيوعية حاضنة قطاع طرق يلغون الملكية الخاصة و يؤممون و يفرضون دكتاتورية العمال ..فاللصوص افضل ..و الحل أوضحناه ..لا رأسمالية طفولية ولا أحلام شيوعية.
غدا نلتقي بإذن الله..
خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة