حين بدأت رهف سعد، الحديث قالت: (الما شفتو في بيت أبوك بخلعك)، أكّدت خلاله أنّ زوجة أبيها حين دخلت عليهم كانت حملاً وديعاً، لكنها بدأت بمرور الوقت تتذمّر من كل شيء وتتأجّج غضباً دُون أسبابٍ، مُشيرةً إلى أنّها تَحَوّلَت لدرجة أنّهم أصبحوا غير قادرين على التّعرُّف عليها، حيث أنّها بدأت تتداخل مع شخصيّات المُجتمع المخملي الذي ننتمي إليه وأنّها نسيت تماماً أُسرتها، مُوضِّحة أنّها مُؤخّراً اتّجهت نحو التّأثير على علاقتنا بوالدنا!!المُلاحظ مجتمعياً أنّ هناك أعداداً كبيرة من النساء تختلف شخصيتهن باختلاف أمَاكن وضعهن الاجتماعي…(كوكتيل) جَمَعَت عدداً من المَواقف حول هذا الحَدَث فَمَاذا وَجَدَت ..؟
(1)
هالة ذكرت أنّها تزوّجت من طبقه مخملية، لكنها لم تجعل من نفسها يوماً محط سخرية الآخرين – فقد عايشت هذه الحالات كثيراً – مُشيرةً إلى أنها إذا وجدت نفسها بمكان لا تَستطيع مُجاراة من فيه تمتنع عن المُجاراة بشكلٍ مُتواصلٍ حتى لا تقع فريسه آلسن الحَاضرين، وأكّدت أنّ زوجها دائماً كان خير سند لها في أشهرها الأولى، وأنها لم تجد عدم قبول أو أي عنصرية طبقية، ولم تلحظ بغضاً من أُسرته تجاهها، على العكس فقد تعاملوا معها بشكلٍ مُميّزٍ، كما أنّهم رحّبوا بأسرتها ولم تَرَ رفضاً في زيارتهم لمنزل أسرتها بالريف، مُبيِّنةً أن كل الذي تجده المرأة من سُوء مُعاملة من أسرة زوجها صورة عكسية لبعض أفعالها غير المقبولة.
(2)
ذلك الموقف الذي مَرّت به كان درساً لن تَنساه، جعلها تسرع في تطوير مهاراتها الفردية وسياسات تعاملها مع أسرة زوجها بشكلٍ خاصٍ، قالت ريم إنّها كانت في أمسية برفقة زوجها وأسرته وأقاربه – حينها أعدت وجبة الغداء على هيئة بوفيه مفتوح – أكّدت أنّ الأكل كان باستخدام الشوكة والسكين، استوعبت أنّها لا تَمتلك مَهارة الأكل بطَريقتهم، فَقَامَت باختيار الأصنَاف التي يُمكن تناولها بالشوكة دُون سكينٍ لتخرج من المأزق ولعدم تعريض زوجها للسخرية، لكنها عادت تُؤكِّد ندمها كثيراً على عدم المُجازفة من أجل مُحاولة تذوق بعض الأطباق التي كانت بالوجبة.
(3)
قالت سهير إنّ زوجة ابنها انطبق عليها المثل القائل (من شاب على شيء شاب عليه)، أي أنّها لم تكن توازي حالهم المعيشي، بدت وكأنّها كانت تقطن كوكباً آخر رغم أنّ ابنها تزوّج بها بعد علاقة عامين، ورغم دراستها الجامعية لم تُحاول يوماً التأقلم، وأكّدت انّها كَانت تُمارس ذات العادات القروية التي جعلت من حولها في حالة انكماشٍ من التّقرُّب إليها بشكلٍ مُلاحظٍ، وذكرت أنّ بعض أقاربها كانوا يتحدثون معها مراراً حول الجلوس إليها ومُحاولة تغيير نمط حياتها الريفي، فقد كانت تمتنع عن الزيارات الأُسرية حتى جعلت من زوجها شخصاً منزلياً لا يأبه بالخروج، مُوضِّحة أنّها استطاعت أن تُحَوِّله إلى كائنٍ مُنغلقٍ وعَصبي بشكلٍ كَبيرٍ.
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني.