يبدو أن الحكومة أصبحت تتجه وتتبنى في هذا التوقيت تحديدًا سياسة امتصاص الأزمة من خلال إدارة المنابر والمنتديات المفتوحة والحوارات المباشرة علها تجد ضالتها من بين تلك الأفكار والمقترحات، وما ملتقي الصحفيين الدوري إلا واحدًا من تلك المنابر التي تحاول وتسعي أن تجد من خلالها إجابات لعدد من الأسئلة الساخنة والجريئة، حيث استضافت صحيفة السوداني، الملتقى الذي أدير أمس بصحيفة السوداني والذي شرفه بالحضور رئيس مجلس الوزراء معتز موسى، بجانب عدد من الناشرين ورؤساء التحرير والكتاب والصحفيين ووسائل الإعلام الأخرى ومن بين عدد من الأسئلة والمداخلات التي تحدثت عن سبب الاحتجاجات التي اجتاحت الشارع السوداني ودعوة الحكومة للبحث عن موارد أخرى والاهتمام بمعاش الناس.
استغلال مواقف
رئيس مجلس الوزارء القومي ووزير المالية، معتز موسى، قال إن رقي الأمم يقاس دائمًا بحل الأمور بالتفكير والتحاور مبينًا أن الرد على الأسئلة دائمًا لا يعطي المعلومة كما يجب. وأضاف معتز، خلال الملتقى، بأن الهم واحد والقضية واحدة لكنها فقط تحتاج إلى تدبر شئون الوطن ولكنها تحتاج إلى أن نفهم بعضنا البعض. وأشار معتز إلى أن الاحتجاجات الأخيرة تعتبر وقفة للمراجعة قائلًا إننا لم ننظر للاحتجاجات من زاوية الكثرة وإنما صوت يجب أن يحترم ويسمع ولكن للأسف تم استغلالها لبعض المزايدات السياسية.
وأكد معتز أن المطالب التي ينادي بها الشباب مطالب مشروعة وحقوق يعبرون عنها كما يريدون ولكن يجب علينا التركيز على الجوهر وليس الشكل معربًا عن وعده للشباب بأن المطالب ستجد آذانًا صاغية. و أوضح معتز أن سرعة الإيقاع في تنفيذ المطالب إذا لم تتم كما يجب فأنها تعتبر فشلًا وهذا فرق كبير بين إثارة القضايا وحلها والخدمات وتوفرها. وبين معتز أن الأوضاع التي يعيشها السودان قبل وبعض الانفصال أصبحت ذات أثر كبير وما ذهب جنوبًا أثر كثيرًا في ارتفاع سعر الدولار مشددًا بأن الأمر يحتاج إلى مراجعة. وحذًر معتز من إطلاق الحديث جزافًا وتعميم وصف الفساد على الكل مطالبًا ومتحديًا أن يتحدث أي شخص عن فساده وأن تصويب السهام يحتاج إلى مراجع. مضيفًا أن أوضاع السودان يجب أن تكون بعيدًا عن العاطفة عند تناولها ولا يجب النظر للاحتجاجات من عدمها منبهًا من أراد أن يحكم على الناس بالفساد عليه بالبينة منددًا بما يثار في الوسائط من كراهية بأنها عملية غير منتجة. وشدد معتز على أن الانتخابات القادمة هي الفيصل بيننا والمعارضة فيمن سيحكم وأن أي طريقة غير ذلك ستدخل هذا البلد في نفق ضيق ومظلم قائلًا بأن انتخابات العام 2016- كانت ديمقراطية سيما وأن العالم كان شاهدًا عليها” وسنعيد الكرة في انتخابات العام 2020). محذرًا أن أية مخاطرة ستنتهي بنا إلى وطن منهار وركام
مجددًا الحرب على الفساد والذي أصبح لديه أكثر من وجه، بحسب قوله، مضيفًا أن قانون الفساد في السودان يعتبر من أفضل القوانين في المنطقة الإفريقية فيما أوضح معتز أن
وظيفة رئيس الوزراء تعتبر وظيفة تنسيقية فقط داعيًا لعدم النظر للقضايا من زاوية ضيقة مطالبًا بالبناء المؤسسي واحترام الآخر.
ونفى معتز أن يكون كل المؤيدين للحكومة منتفعين منها منبهًا إلى أن الحكومة تعمل للمستقبل أيضًا وليس للطواري فقط قائلًا” ولكننا أيضًا لا نستطيع القفز على المراحل سيما وأن المستقبل لا بد أن يمر عبر الحاضر
كاشفًا أن مجلس الوزارء يعمل بتواترية وتوأمة مع الجهاز المركزي للإحصاء كاشفًا عن إتاحة الفرص والتمويل في أولوياتها لولايات دارفور على أن يكون قرضًا حسنًا في كل المشاريع ، مضيفًا بأنه لا توجد دولة تقوم بواجباتها كاملة دون معلومات في ظل التواصل الذي أصبح انتقائيّا، وأضاف معتز لسنا رافضين للأفكار الإيجابية من أية جهة كانت طالما أنها تصب في مصلحة الوطن.
الطباعة والتداول
أما فيما يتعلق بانفتاح الحكومة خارجيًّا، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الانفتاح خارجيًّا سيأتي حسب ما تقتضيه الحاجة والضرورة كاشفًا عن وجود عدد من الناس والشركات الذين ضاربوا في السوق وهو ما تناوله الإعلام بطريقة مختلفة حول عائدات الصادر مشددًا بعدم السماح لأي شخص بشراء الدولار من أجل المضاربة والأرباح كما أن آلية السوق أوضحت أن ارتفاع الدولار مقارنة مع الكمية الموجودة أمر غير منطقي. أما فيما يتعلق بالتصريحات التي وردت قبل فترة عن انخفاض سعر الدولار يوم الإثنين لم يكن الحديث كما قيل ولكن (تحدثنا أن هنالك اتفاقية ستوقع يوم الإثنين ومعها سينخفض الدولار وهذا ما حدث). وفيما يثار حول طباعة النقود وتداول نقود جديدة من فئتي المائة والمئتي جنيه، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن هنالك فرقًا بين الطباعة والتداول حيث يمكن للحكومة أن تطبع أي كمية تريدها دون إشكالية ولكن تنحصر الإشكالية في الإصدارة التي لابد أن تخضع لمعايير محددة حسب السياسات النقدية كاشفا أن نسبة الإيداع أصبحت أكثر من السحب بعد تداول العملة الجديدة وعاب معتز وجود وزارة الاستثمار في المركز وقال إنها أحد العوائق التي تواجه الاستثمار وأن إلغاء بعض الوزارات لم يأت اعتباطا
موضحًا أن أقسى اقتصاد هو ذاك الذي يقوم علي الجمارك سيما وأن العالم أصبح يتجه نحو صفرية الجمارك.
كلام الصحافة
الأستاذ رئيس تحرير صحيفة السوداني ضياء الدين بلال قال إن
الاحتجاجات الأخيرة وفرت للحكومة والمعارضة فرصة للحوار وألا سبيل للجانبين – الحكومة والمعارضة- سوى العمل على توفير الخدمات مضيفًا أن التقرب للمواطن لا يتم إلا عن طريق تقديم الخدمات .فيما أوضح رئيس تحرير صحيفة اليوم التالي مزمل أبوالقاسم أن حكومة معتز موسى ظلت قابعة داخليًّا ولم تنفتح على الخارج ولم تأت بالحلول مبينًا أن الرهان على موسم الحصاد والتعويل على صادرات السمسم أصبح غير واقعي نسبة جراء ما أصاب الإنتاج متهمًا عددًا من الشركات الوهمية وغير المعروفة بالمضاربة في أسعار الصادرات فيما يتعلق بمحصول السمسم.
صحيفة الصيحة.