ظل (م) يُعاني من ويلات المرض لعدة أشهر، لم يترك أهله طبيباً إلا وطرقوا بابه بحثاً عن العلاج، إلا أنّ كُلّ مُحاولاتهم باءت بالفشل، حيث أرشدهم صديق قديمٌ بضرورة البحث عن سبل علاج أخرى من بينها (الشيوخ).. في بداية الأمر رفضت أسرته باعتبار أن الأمر لا يتعدى كونه دجلاً وشعوذة، لكن مع إصرار صديقه يمّموا وجوههم شطر منزل الشيخ الذي يقطن في منطقة طرفية بأمدرمان، المنزل يُوحي بالوحشة، تَرَجّلُوا عن سَيّارتهم مُتردِّدين، وما أن وضعوا مريضهم أمام الشيخ بدأ في عمل طلاسم وأحاديث مُبهمة لا يفهمها إلا هو، ووضع أمامه (بخوراً) مع بعض الأعشاب التي منحهم بعضاً منها لعملها للمريض في المنزل وغادروا، وبدأت رحلة علاج جديدة مع الشيخ، وكانت المُفاجأة أنّ المريض بدأ يتعافى من كل ما يشعر به، لكن الصدمة جاءت حينما أخبرهم الشيخ أنّ الوعكة التي تعرّض لها ابنهم زوجته السابقة التي انفصل عنها، إذ عملت على (كتابته) عند أحد الشيوخ لكنّه عمل على إخراج العمل.
(1)
مَا سَبَقَ، قصةٌ حقيقيّةٌ عاش تفاصليها أفراد أسرة (م)، التي عانت كثيراً من مرض ابنها.. (كوكتيل) طَرَقَت هذا الباب وخرجت بالكثير من القصص المُثيرة التي كان ضحاياها من الرجال الذين عانوا من غدر زوجاتهم، ورغم عدم قناعتهم بأمر الشيوخ، إلاّ أنّ واقع الحال جعلهم على قَنَاعَةٍ بالأمر.
(2)
(ج) بعد زواجه تغيّرت أحواله مع أسرته وأصبح لا يطيق الحديث معهم، اضافةً الى توقفه عن مُشاركتهم مصاريف المنزل على الرغم من أنه أكبر أشقائه، الأمر لفت انتباه شقيقاته اللائي حرصن على معرفة السبب ولم يأخذ الأمر كثيراً، إذ اتّضح أنّ زوجته وراء الأمر بعد ذهابهم لشيخة زار لا تبعد عنهم كثيراً وبدأت في مُعالجته حتى يعود الى طبيعته.
(3)
الشيخ محمد أحمد حسن أكد في حديثه لـ(كوكتيل)، انتشار ظاهرة الذهاب للدجالين، مُوضِّحاً ذكر السحر بالقرآن الكريم، لافتاً إلى أنّ الأمر لا يتعلّق بالنساء فقط، بل حتى الرجال يطرقون أبواب السحرة والمشعوذين، قائلاً: أعز ما يملك الإنسان العقيدة مع الله تعالى، ولا بُدّ أن يُقابل المؤمن ربه بقلبٍ سليمٍ، مُواصلاً: (البمشي للدجالين ضيّع نفسه لأن ح يقابل الله بقلبٍ مُخربشٍ ورمي روحو في النار)، كاشفاً أنّ كثيراً من الرجال يقبلون على بيوت الدجالين من أجل قضاء أمر يتعلّق بالعمل أو من أجل ضررٍ من رفضته كزوج، مُطالباً النساء والرجال بضرورة ترك تلك الأفعال التي ترمي بهم في التهلكة، خَاصّةً الذين يعملون على السحر عن طريق دم الحائض والنفاس ودفن الأوراق داخل المقابر والكتابة عن طريق الإبر، مُحرِّماً الذهاب للوداعية والعراف والسَّحَرَة، لكن طَالَبَ في ختام حديثه لـ(كوكتيل) بضرورة احترام أولياء الله تعالى، لكن لا نضعهم شركاء مع الله تعالى في مَرتبةٍ وَاحدةٍ.
تَقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني