اللون السياسي .. إضافة أم خصم على الفنان؟

على مدى تاريخ الفن السوداني الحديث، أصبح الانتماء السياسي للفنان محل تساؤلات وكثيراً ما يلجأ بعض المطربين إلى إخفاء انتماءاتهم السياسية خوفاً من أن تخصم من جماهيريتهم، بينما لا يأبه البعض الآخر للأمر، معتبراً أن انتماء الفنان مهما يكن نوعه لا يخصم منه بوصفه إنساناً من عموم الناس يشعر بما يشعرون به، وأن الفن مهنة كغيرها من المهن، أخيراً أعادت صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي للمطرب جمال فرفور وهو يحمل سلاحاً، جدلية الانتماء السياسي للفنان، وما إذا كان هذا الانتماء يشكل إضافة أو يأتي خصماً عليه، تساؤلات عديدة في طريقها للبحث عن إجابة، بالرغم من أن فرفور قد أوضح في تصريحات صحفية ملابسات حمله للسلاح قائلاً بحسب الزميلة (السوداني): “أوضح للجميع أن تلك الصور تم التقاطها لي قبيل سنوات في إحدى رحلات الصيد”. (مصادر) تستنطق فيما يلي عدداً من المطربين حول مدى تأثر الانتماء السياسي على الفنان.

 

* ملك عام

كثيرون اتفقوا على ضرورة عدم إظهار الفنان لانتمائه السياسي خوفاً من أن يخصم ذلك الانتماء من جماهيريته، بينما أشار آخرون إلى تلفيق التهم للفنان باعتبار أنه شخصية عامة، وهذا بالتأكيد ما يمكن وصفه بالاستهداف.

وما بين هذا وذاك يقول الفنان حمد الريح إن الفنان السوداني ملك للجميع، لذلك لا ينبغي أن يكون هنالك إظهار للون السياسي الخاص به لأسباب متعددة يتمثل أبرزها في خسارته لمجموعة شخصيات لا علاقة لها بالسياسة، لا تحبذ الحزب الذي ينتمي إليه الفنان، ولهذا إن كان بالأمر ضرورة يجب أن يحتفظ المطرب أو الفنان بالانتماء السياسي الخاص به بداخله على أن يحترم جميع الأطياف والشخصيات التي تقدره وتستمع إلى فنه، لأنه من الممكن أن يخصم الانتماء السياسي من الفنان بصورة كبيرة وسط جمهوره، في وقت يريد الفنان كسب ربح الجمهور فرداً فرداً.

 

*شفافية

أما المطرب سيف الجامعة أحد أهم الشخصيات الفنية التي أظهرت انتماءها سابقاً، فيقول إلى هذه اللحظة لم أشعر بالندم للانتماء إلى زب محدد رغم أنني غادرت البلاد إبان التسعينيات بسبب ظروف سياسية ولسنوات طوال، واتفق سيف مع سابقه – حمد الريح – في أن إظهار الانتماء السياسي يعد خصماً على الفنان للاختلاف الكبير بينه وبين الأشخاص الآخرين، وأضاف في حديثه لـ(مصادر): الآن أتحدث أصالة عن نفسي وأقول “أنا الآن لا أنتمي إلى أي حزب سياسي أو لجهة محددة، فقط أغني لجميع الأطراف حتى لا أخصم من تجربتي الفنية”.

 

* اقرار

وأقر المطرب كمال ترباس بأنه تغنى لحكومة الإنقاذ في بواكير حكمها رغم أنه قطع بعدم انتمائه لحزب المؤتمر الوطني – الحزب الحاكم – حينها، وطالب في حديثه لـ(مصادر) المطربين بالابتعاد عن أي انتماءات سياسية، وأن يكون فناناً شاملاً يغني ويصدح في جميع المحافل فالانتماء السياسي لا داعي له، خاصة عندما يصبح المطرب بارزاً ومعروفاً ولديه جمهور متنوع.

 

* مجرد رأي

وفي سياق ذي صلة أظهر الفنان صلاح ابن البادية انتماءه للحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، وقال في وقت سابق لكل شخصية قرارها الذي تتخذه في ميولها السياسي، وأضاف “وهذا لا يمكن أن يقاس بميزان الخصم أو الإضافة، فالفنان شخصية عامة ويجب أن يخضع جميع الأطياف والألوان السياسية محل اهتمام وتقدير”.

 

* استهداف

من جانبه يرى المطرب جمال فرفور الذي أثارت صورته المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً ضجة واسعة وسط جمهوره، أن شخصيته داخل الساحة الفنية أصبحت مستهدفة بشكل كبير، وقال “البعض قال إنني أنتمي إلى حزب ما وحينها رسخت هذه المعلومة في أذهان الكثيرين”، وتابع في حديثه لـ”مصادر”: “لكن وبكل تأكيد ليس لدي علاقة بحزب محدد سوى جمهوري إن جازت تسميته بالحزب”، وأوضح أن أي فنان ذا انتماء سياسي أو رياضي بالتأكيد سيكون محل تقدير واحترام.

 

 

تقرير: اشتياق عبد الله
الخرطوم: (صحيفة مصادر)

Exit mobile version