الشابة القاتلة و سقوط ( الإنقاذ )

عنترة بن شداد بكل قوته و فراسته ..و حكايته في شعره عن منازلته لمدجج كره الكماة _أي الفراس الاقوياء _ نزاله .. و يفتخر بكل ذلك أمام ( عبلة )بنت العم المحبوبة ..تخيل من قتله..؟ قتله رجل أعمى بالسيف اثناء ما كان يتبول..؟
> و الشابة التي اتهمت بقتل الطبيب بابكر عبدالحميد سلامة في بري تبقى بسلاحها و بصرها أقوى من الاعمى قاتل عنترة ..و الطبيب الشهيد لم يكن بقوة عنترة ..فقتل الشابة له في خضم تظاهرة ممكن بهذا المعيار.

> لكن همس و جهر الناس حول اتهام شابة يتأسس على أنها امرأة سودانية رقيقة ..هكذا النظرة من زاوية اغلبية النساء..و كأن دفاتر البلاغات في اقسام الشرطة تخلو من رفع دعاوى جرائم قتل ضد نساء بموجب المادة 130ق ج..

> لكن ربما الشابة ستكون بريئة بقرار المحكمة العليا ..فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته ..لكن أن يكون القاتل امرأة _ من ناحية جندر _ فهذا ممكن جدا ..خاصة مع صيحات المساواة في كل شيء ..و تحفيزات اتفاقية سيداو .

> لكن الحديث أيضا همسا و جهرا حول طول البندقية الخرطوش ( مورس )و يتساءلون ..هل كانت غير مرئية رغم إنها خرطوش ..؟ و نتساءل نحن ..هل كانت بتصميم لا يوحي بأنها بندقية..؟ المهم أن السلطات مطلوب منها استزادة المعلومات ..فهي تحدثت عن فتاة و خرطوش في حادثة عنوانها يصلح أن يكون ( الشاهد و الضحية )فالشاهد هو السلطات ..فما هو شكل و طول الخرطوش.؟
> و يبدو أن المتابعة من السلطات لحركة الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني دقيقة و لصيقة ..و جهاز الأمن يقول إنه رصد سبعمائة تظاهرة ..و أن حكومة

( الانقاذ )لن تسقط بتظاهرات ..لكن هنا نسأل بالضرورة ..ألم تسقط حكومة الانقاذ بالفترة الانتقالية على أساس اتفاقية نيفاشا و التحول الديمقراطي و انتخابات أبريل 2010م التي خاضها كل رؤساء الأحزاب القديمة موحدة و منقسمة و الحوار الوطني و حكومته..؟
> ما الذي جعل ( الانقاذ )تأتي من مقابر التأريخ و حتى الاحتفال بيومها 30يونيو قد ألغي..؟ هل هي مثل طائر العنقاء كلما حسبوه أنه مات ..انتفض من تحت الرماد ..؟ أين ( الانقاذ )مع انتخابات خلت و انتخابات آتية ربما يكسبها حزب غير حزب البشير في 2020م ..؟
> أم أن هذا التحول الديمقراطي كله بحواره يبقى في اطار ( الانقاذ _30يونيو )كما أن الانتخابات الإيرانية هناك تبقى ما بقي حاخامات قم في اطار ( ولاية الفقيه _1979م )التي يتنافس فيها المحافظون و الإصلاحيون من طائفة واحدة فقط..؟

> قل إن التحول الديمقراطي ( الرابع )الذي هبت نسائمه بعد قرارات ( الرابع )و لا يحتاج إلى ( ربيع )إلا ربيع عبدالعاطي ..لن تسقطه التظاهرات ..فالتظاهرات بمنطق التحول الديمقراطي تسقط الحكومة المنتخبة _ و إن كانت قد ذهبت إلى بكري ثم معتز بالتعيين _ و ليس الانقاذ بصورة ( الشرعية الثورية )كما يحلو لمؤيديها منذ الخاتم ليونيو 1989م.
> فالحديث عن سقوط شيء مفترض أنه اصبح انقاضا قامت عليه نيفاشا و ما تبعها من دستور و انتخابات و حوار بحكومته يبقى غير منطقي لو بالفعل حدث التحول الديمقراطي..
> و هو مثل اندلاع تظاهرات انتقلت من دائرة المطالب المستحقة إلى دائرة مطلب السقوط ( تسقط بس )فهل أصحاب الهتاف يقصدون ( الانقاذ )أم الحكومة ( المنتخبة )كما توصف ..؟ ولعله فخ سياسي للحكومة .
غدا نلتقي بإذن الله..

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version