منذ انطلاقة الاحتجاجات الأخيرة بالعاصمة والولايات، ظلّت الاتّهامات تُلاحق الفنان الشهير جمال فرفور، وذلك بسبب انتسابه للجهات الأمنية، بينما تداولت بعض القروبات صُورة له وهو يَحمل (سلاحاً)، تلك الصُّورة التي أَكّدََ عددٌ من مُتناقليها أنّها دَليل إثبات قَاطع أنّ جمال كَان أحد أفراد القوات الأمنية المُشاركين في فَض الاحتجاجات، وهو ما أثَارَ مَوجةً واسعةً من السخط والغضب على الفنان صاحب الشعبية الواسعة، موقع (خرطوم ستار) أجرى حواراً مع فرفور من مقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي وضع من خلاله النقاط على الحروف.
*بدايةً حدِّثنا عن أسباب سفرك المُفاجئ للدوحة؟
أولاً سفري لم يكن مُفاجئاً، بل كان مُرتّباً له منذ وقتٍ مُبكِّرٍ، حيث لديّ مقابلة مع أحد الأطباء بخصوص ابني الأصغر والذي يُعاني من المرض، وعندما حان الميقات اصطحبته وغادرت للدوحة، ونحن الآن نجري عدداً من الفحوصات.
*إذاً لم تسافر بسبب الهجوم الشرس عليك عقب الاحتجاجات الاخيرة؟
لا إطلاقاً، وأصدِّقكم القول إنّني (ضحكت) عندما سمعت أنّ البعض يُردِّد أنّ فرفور (شرد) من البلد، وهذا ما لم يحدث ولن يحدث على الإطلاق.
*حدِّثنا قليلاً عن الصورة المُتداولة مُؤخّراً والتي تظهر فيها وأنت تحمل سلاحاً؟
طبعاً أنا اندهشت وأصابني الذهول وأنا أتابع التعليقات على تلك الصورة، خُصُوصاً أولئك الذين قالوا إنها تم التقاطها أثناء الاحتجاجات الأخيرة، ومن هنا أحب أن أوضِّح للجميع أنّ تلك الصور تم التقاطها لي قبيل سنوات في إحدى رحلات الصيد.
*- مُقاطعة – هل تعني أنّ هُناك من يترصّدك ويستهدفك؟
بصراحة نعم، فمن غير المَعقول أن تظهر صورة مرّت عليها كل هذه السنوات في مثل هذا التوقيت الحسّاس!
*هل يُمكن أن تكشف لنا الجهة التي تستهدفك بالضبط؟
ليس لديّ علم، ولكن أياً كانت تلك الجهة أو الأفراد، لا يسعني إلا أن أقول لهم: (ربنا يسامحكم).
*جمال.. بصراحة شديدة.. ألا تعتقد اذا أظهر الفنان انتماءه السياسي يُمكن أن يخصم منه الكثير؟
شوف، أول نقطة مهمة لازم كل الناس تعرفها وهي إنو أنا جمال فرفور ما عندي أي انتماء سياسي، وعملي في أي جهة أمنية ليست له أية علاقة بانتماء سياسي، هي وظيفة مثل كل الوظائف، أحاول أن أقدم من خلالها خدمة لهذا الوطن والمُواطن معاً.
*هل كُنت تُخَطِّط منذ وقتٍ مُبكِّرٍ الانضمام للأمن؟
أنا أصلاً بحب (العسكرية) بشكلٍ عامٍ، وكُنت (عسكري) من أولى متوسطة، وتدرّجت من المَظَلات حتى الشرطة الأمنية، ثُمّ اتّجهت بعد ذلك لدراسة القانون.
*دعنا ننتقل إلى نقطة أخرى وهي التي تَتَعَلّق بالوسط الفني، حَدِّثنا عن رُؤيتك الآن للساحة الفنية خُصُوصَاً أنّك أحد رُوّاد الأغنية الشبابية وصاحب قاعدة جماهيرية عريضة؟
بصراحة.. حال الوسط الفني لا يَسُر عدواً أو حبيباً، فما زال البعض داخل الوسط يتعامل بألف وجه، ومازالت (الغيرة الحميدة) مفقودة بين الفنانين الشباب، ومازالت الصراعات و(الضرب تحت الحزام) مُستمرة، ومازالت الأغنيات تُمارس (الركوع في محراب الهُبُوط والإسفاف).
*إذاً ما هو دورك أنت في الحد من كل هذه السلوكيات الخاطئة؟
(والله أنا تعبت).. حاولت كثيراً أن أسعى لإصلاح الحال، لكن كثيراً ما أتعرّض لمواقف مُحرجة وأسمع حديثاً مُؤسفاً في حقي، لذلك فَضّلت الانزواء والمُتابعة من على البُعد.
*حفلاتك الجماهيرية الأخيرة ضمن (ليالي البروف) ظلت تُحَقِّق نجاحاً مُنقطع النظير رغم أنّها أسبوعية؟الحمد لله، هذا فضلٌ من الله سبحانه وتعالى، وفي هذه النقطة تحديداً دعوني أُحيي كُل جُمهوري الحَبيب، الذي ساندني طوال مشواري الفني وظلّ يُشكِّل لي درعاً واقياً ضد كل الشائعات، كما كان داعمي الأول وسندي الذي استمد منه القوة، ودعوني أُحيي شركة البروف للإنتاج الفني وقائدها الماهر عثمان البروف، تلك الشركة التي صَارَت اليوم الأولى في مجال تنظيم الحفلات، وحديثي هذا ليس مُجاملةً، بل هو حقيقة يدركها كل رُوّاد ليالي البروف التي باتت تُسَجِّل أعلى مُعدّلات الحُضُور الجماهيري.
*أخيراً… متى العودة؟
قريباً جداً، وسأعود بإذن الله تعالى للترتيب لحفل جماهيري ضخم أقدم خلاله عدداً من الأغنيات الخاصة الجديدة.
*ختاماً؟
أتمنى من كل قلبي أن يَعم السَّلام والطمأنينة كل رُبُوع السودان، وأن ينعم شعب هذا البلد الطيِّب بالأمان، فهو شَعبٌ يستحق كل الخير ويَستحق أن يحيا حياةً كريمةً، كما أتمنى أن يتقي (ضعاف النفوس) الله عز وجل، وأن يبتعدوا عن إطلاق الشائعات واتّهام الناس بالباطل، وأن يسعى الجميع لبناء هذا الوَطَـن الشّـامخ.
صحيفة السوداني.