لينا يعقوب: لم أكن أعلم أن “الفاتح عز الدين”يشغل أمين الفكر والثقافة في حزب يحكم السودان ،فالمنصب الأنسب له هو “الدفاع الشعبي”

الفاتح نموذجاً
هناك قيادات من الوطني، إن أخطأوا، غفر كثيرٌ من الناس لهم، وتناسوا فعلتهم، وهناك آخرون، لا تُهضم أحاديثهم البتة ولا تُنسى مساوئهم مطلقاً.

أحد أبرز الأمثلة للفئة الأخيرة، هو رئيس البرلمان الأسبق الفاتح عز الدين، الذي هدد بقطع الرؤوس إثر الاحتجاجات الأخيرة قائلاً: “أدونا أسبوع بس وخلي راجل يرفع راسه.. الكلام لكل المرجفين أذيال الشيعيين والبعثيين”.
لم أكن أعلم أن الرجل يشغل أمين الفكر والثقافة في حزب يحكم البلاد، فالمنصب الأنسب له هو “الدفاع الشعبي”.

من يعتقد أن الشيوعيين أو البعثيين منبوذين من الشعب السوداني، واهمٌ للغاية، فلم تعد هذه الشعارات تسري على طفلٍ في الروضة، دعكم من شرائح مثقفة ومتعلمة داخل الشعب.

لا بد أن يعرف الفاتح عز الدين أن الشيوعي والبعثي والتابع لحركة تحرير السودان، هو سوداني وليس كاميروني أو صيني، هو يحمل جنسية البلد ومن حقه العيش بكرامة في البلد ومن حقه أن يُدفن في ترابها، حتى إن كان حاملاً للسلاح ومحارباً لحكومتها. 
منذ سنوات عديدة والرجل كان سبباً أساسياً في مضرب المثل ضد الحزب وتصريحاته ومواقفه المتطرفة، التي تُقصي الآخر بلا رأفة أو ذكاء، فلا يستسيغ أفراد حزبه حديثه، دعكم من معارضيه!

ضياء ورأيه
يكيل البعض لرئيس تحرير (السوداني) الأستاذ القدير ضياء الدين بلال، الاتهامات حول موقفه الأخير من الاحتجاجات، كأنه أحد المتخاذلين عن الشعب.
ضياء ليس في حاجة أن يكتب عنه أحد، أو يُدافع عن صحفي مؤكداً على قلمه النزيه، فهذا لم ولن يكون موضع شك.
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يختلف فيها تيار من الصحفيين مع رأي ضياء وبعض الكتاب الآخرين، لكنها تحولت في هذه المرة إلى محاولة تشويه صورة لاختلاف المواقف فقط.

في مجموعة بتطبيق “واتساب”، نحن عدد من الأفراد، حاصرنا الأستاذ ضياء بآراء ناقدة وأفكار مختلفة، لبعض كتاباته في الصحيفة أو في “فيسبوك”، فقد كانت نقاط التلاقي ضعيفة، هو شرقاً ونحن غرباً.. لم نقتنع برؤيته البتة، ولا هو اقتنع بموقفنا، لكننا كنا على قناعة ويقين، أن ضياء يُعبر عن نفسه فقط وقناعاته ليس إلا ليرى سوداناً أفضل.
كنا نثق أن هدفنا مشترك وهو الوطن، لكن كلٌّ يراه من زاويته.

لينا يعقوب

Exit mobile version