كشفت التظاهرات الأخيرة عن بروز عدد من الوجوه من داخل الحزب الحاكم للمدافعة والمرافعة عنها في المحطات الإعلامية العالمية وفي المنابر السياسية، في الوقت نفسه اختفت وجوه عن المشهد رغم مواقعها الرفيعة في الحزب والدولة .
توقيع في دفتر الحضور
في أعقاب التظاهرات العنيفة التي شهدتها عطبرة والقضارف قبل ثلاثة أسابيع، بدأت وسائل الإعلام تصوب عدساتها نحو الداخل السوداني وتستنطق المحللين والقادة السياسيين لاستقراء الأوضاع الداخلية، وكان لابد من ظهور قيادات من المؤتمر الوطني باعتباره أبرز المستهدفين بالاحتجاجات وأحرقت دوُره في عدد من الولايات.
وهنا برزت أسماء ظلت تشكل حضوراً لافتاً في المحطات الفضائية العالمية منهم رئيس قطاع الإعلام د. إبراهيم الصديق الذي هاجم في أول يوم للاحتجاجات الحزب الشيوعي واتهمه بالضلوع في التخريب الذي طال دور المؤتمر الوطني، ومنشآت الدولة التحتية، ثم برز في ذات اليوم الأمين السياسي بحزب المؤتمر الوطني د. عمر باسان الذي أطل عبر قناة العربية والحدث للدفاع عن حزبهم وعن الأزمة بشكل عام.
استمرار الحضور
الشاهد في الأمر، أنه في أيام التظاهرات الأولى لم تظهر قيادات الوطني على المشهد باستثناء إبراهيم الصديق وعمر باسان، ولكن مع زيادة الاحتجاجات بدأ عدد من القيادات تطل على المشهدين الإعلامي والسياسي أبرزهم رئيس القطاع السياسي د. عبد الرحمن الخضر ونائبه محمد مصطفى الضو، ثم عضو القطاع السياسي ربيع عبد العاطي وآخرون من القطاعات الأخرى بالمؤتمر الوطني مثل د. الفاتح عز الدين رئيس القطاع السياسي.
ظهور الكباتن
وتيرة الأحداث المتسارعة، جعلت عدداً من كباتن الوطني يتحسسون أقدامهم للدفاع عن الإنقاذ، فخرجت أسماء لامعة كانت في كابينة الحكم وأزيحت بعد وثيقة الإصلاح التي افترعها الوطني في سنوات خلت، منهم النائب الأول لرئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، فكان الظهور الأول له في الخرطوم في أحد مؤتمرات البناء، ثم ظهر بشكل لافت بولاية البحر الأحمر وشدد على أن التظاهرات لن تهز شعرة من الإنقاذ ولن تسقطها.
ولم تمر سويعات على تلك التصريحات حتى خرج علي عثمان محمد طه عبر فضائية سودانية 24 مرسلاً عدة رسائل أبرزها أن للإنقاذ كتائب تحميها، وأنها ليست فريسة طريدة في الغابة ثم تحدث عن عدد من النقاط أهمها المتعلقة بالتنمية التي أحدثتها الإنقاذ وعلاقة الجيش بالحكومة .
حديث قوي
التظاهرات الأخيرة كان لابد أن تجعل رجل الإنقاذ القوي نافع علي نافع يظهر على المشهد، بل الرجل لم يتوان في الظهور منذ الوهلة الأولى حيث هاجم المتظاهرين، وقال: لا يمكن لثلاثة شفع قاموا بحرق إطار سيارة أن يسقطوا الحكومة. بعد فسحة زمن قصيرة، قال بالبرلمان إن الرسالة وصلت والحكومة مستعدة لمعالجة القصور، ولم يمانع نافع في تصريحات صحافية بالتصديق للمعارضة بمظاهرة سلمية.
غياب في زمن الأزمة
اللافت في الأمر أن أسماء بارزة في الوطني فضلت الدخول في صمت طويل وعدم التعليق على الاحتجاجات الأخيرة، من أبرز تلك الأسماء د. فيصل حسن إبراهيم نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، الرجل ابتعد عن الحديث في المنابر الإعلامية أو المنتديات السياسية رغم أنه يمثل خط الدفاع الأول للحزب لجهة أنه المسؤول التنظيمي الأرفع بالمؤتمر الوطني.
فيصل ليس وحده الذي كان حليفاً للصمت الطويل في لحظات الأزمة، فهنالك رئيس قطاع التنظيم حامد ممتاز والذي يعد بمثابة الرجل الأول في عملية البناء الوطني من نواحٍ جماهيرية وتعبوية، ممتاز الذي كان خطيباً فصيحاً إبان عمله في أمانة الشباب بالوطني، فضل الصمت وعدم الظهور الإعلامي أو السياسي في فترة الاحتجاجات الأخيرة، عطفاً على ذلك غاب عن المشهد نائب رئيس الجمهورية، عثمان يوسف كبر ولم يدل بأي تصريحات في ما يجري بالساحة السياسية، خاصة أن سلفه في المنصب حسبو عبد الرحمن كان حاضراً متحدثاً بقوة عن ـمهات القضايا، بيد أن كبر توارى تماماً عن الأنظار .
سر الحضور والغياب
حول حضور أسماء بارزة في الأزمة الحالية يقول عبد الماجد عبد الحميد للصيحة: في أوقات سابقة من الأزمة الحالية في عمر الإنقاذ، كان لابد لقادتها الظهور والمرافعة عنها لذلك ظهر علي عثمان ونافع علي نافع، وحول اختفاء قيادات مثل فيصل حسن إبراهيم يقول مصدر بقطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني إن فيصل ظل يعمل خلف الكواليس طوال أيام الأزمة وظل يوزع الأدوار والتكاليف على رؤساء القطاعات، وكان متابعاً للعديد من الوفود التي تحركت للولايات مثل القضارف ونهر النيل وعطبرة، وقال المصدر للصيحة: فيصل حسن إبراهيم عرف بالعمل الدؤوب والحراك خلف الكواليس، وهو ليس ميالاً لفلاشات الإعلاميين ومنصاتهم، وزاد بالقول: (فيصل أدار الحملة بشكل جيد في الفترة الماضية).
الصيحة.