أكد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، أن احتشاد الشعب السوداني بالساحة الخضراء يمثل رسالة لكل العالم بأن السودان أمان ولن يلحق بالدول المنهارة. وقال البشير إن كل الممتلكات والمنشآت ملك للشعب، وشدد البشير لدى مخاطبته نفرة سلام السودان التي نظمتها قوى الحوار أمس بالساحة الخضراء على أن الحكومة لن تسمح بالتخريب .وقال من يريد أن يحكم السودان عليه الاحتكام للانتخابات والدستور، وأشار إلى أن السودان وبما يتمتع به من خيرات ظل يتعرض للاستهداف منذ الاستقلال وحتى الآن كي لا يقوم بواجبه تجاه قارته والمجتمع الإقليمي، وأضاف هنالك جهات حاولت إذلالنا بالدولار والقمح وقالوا لينا هناك شروط بسيطة لو نفذتوها سندعمكم ولكن نحن لن نركع لغير الله.
شعب معلم
البشير أشاد بمواقف الشعب السوداني الذي وصفه بالصابر والصامد والمعلم الذي علم البشرية بأن السودان أول دولة عربية جنوب الصجراء نالت استقلالها، وحيا البشير رواد الاستقلال الذين حققوا استقلال البلاد بقيادة الزعيم إسماعيل الأزهري والزعماء الآخرين، وأوضح أن موقع السودان الاستراتيجي جعل الأعداء من قوى البغي والعدوان العمل على تكسير السودان والتآمر عليه وأشعلوا التمرد قبل أن تنال البلاد استقلالها، وأضاف: الهدف هو أن لا يقوم السودان بواجبه تجاه الآخرين، وأضاف قائلاً : (دعموا التمرد وحاربونا وقذفونا جوة الخرطوم وحاصرونا اقتصادياً لكي يركعوا السودان وقال السودان لن يركع إلا لله سبحانه وتعالى). وأضاف: (عايزين يذلونا لأجل دولارات وقمح والانصياع لشروطهم لأجل حلحلة مشاكل السودان) وأضاف: (نحن عزتنا أغلى من كل شيء وكرامتنا أغلى من أي دولار).
التحية للدول الصديقة
وحيا رئيس الجمهورية وقفة الدول الصديقة مع محنة السودان منها دولة الصين وروسيا والإمارات والكويت وقطر كما حيا كافة القوى السياسية الوطنية وهمها الوطن واستقراره، وأشار إلى أن الذين يحملون السلاح بعد اتفاقية السلام والحوار الوطني لا يوجد سبب لحمل البندقية، لأن كل القضايا تمت مناقشتها في الحوار السياسي والمجتمعي واتفقوا على كل القضايا وعدد خيارات السودان العديدة في شعبه وموارده وشن هجوما على بعض قوى المعارضة التي تعمل على زعزعة استقرار السودان، وزاد بقوله: (هنالك معارضين مدورين من قوى خارجية ومن أعداء السودان ولكن ما عندهم طريقة)، مضيفاً بأن من يريد السلطة ليس له سبيل غير طريق واحد وهو قرار الشعب السوداني عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة وأضاف بقوله: (العايز يحكم السودان عليه أن يرجع للشعب السوداني) وأرسل البشير رسالة إلى ما أسماها بالقوى الحية في الوطن من الشباب والطلاب والعاملين بأن البلد بلدهم وأمنها أمنهم وأن عدم الأمن والأمان جعل العديد من مواطني دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار يلجأون للسودان.
لن ننهار
وقال البشير: (سنظل واقفين ونحن مثل النخلة إذا قذفتها بحجر تعطيك بلح وما تموت إلا واقفة). وأضاف: (رسالة لشبابنا وحدوا صفكم وجهزوا نفسكم لكي نسلمكم السلطة ونحن جاهزين نقيف انتباه نسلم) وأرسل المشير البشير تحية خاصة للقوات المسلحة التي قال إنها حافظت على البلد وقدمت الشهداء ومن قيادات ورموز قدموا أرواحهم مهراً لهذا البلد لأجل أمنها واستقرارها، وأضاف بقوله: التحية لقوات الأمن والشرطة الذين تعاملوا معاملة حضارية مع المتظاهرين وحسموا المخربين، وقال: مهمتنا نأمن الناس وممتلكاتهم، ولكن زول بنهب وزول بخرب وبدمر بنحسموا وأشار إلى إنجازات ثورة الإنقاذ في الطرق والكباري والسدود وفي مجالات التعليم وبناء المدارس والجامعات وتوصيل خدمات الكهرباء والماء النظيف والمؤسسات الصحية، وقال هذه ممتلكاتكم والبخربها نحن بنحسموا، وأضاف هذا الحشد رسالة لكل من كان يظن بأن السودان سيلحق بالدول التي انهارت.
رؤى استراتيجية للخرطوم
وقال والي الخرطوم الفريق شرطة هاشم عثمان الحسين إن ولايته وضعت إستراتيجيتها بفرضية التعامل مع التحديات والقضايا المستقبلية للولاية لابد أن تتم عبر رؤية استراتيجية عميقة تنفذ إلى جذور المشكلات وتتيح المجال لتشكيل مستقبل أفضل للخرطوم متجاوزاً بها الأزمات، فيما شدد مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد على أهمية التمسك بالحوار الوطني، وقال لابد من الحوار لإيجاد حلول لمشكلاتنا ونرسي من خلاله دعائم الحكم الراشد للتداول السلمي للسلطة وذلك عبر الآليات المعروفة والمتوافق عليها على رأسها الدستور وأضاف قائلاً: رسالتنا للمجتمع الدولي أن السودان يمر بمرحلة تاريخية سياسية واقتصادية، وهنالك جهود حثيثة بذلت خلال الحقب السابقة للحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ الاستقلال، وأوضح أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد لها أسباب داخلية وخارجية، مؤكداً أن الجميع متفق على إيجاد المعالجات اللازمة لها وذلك لتحقيق الاستقرار وتحسين معاش الناس، داعياً القوى المعارضة للحوار وطرح المبادرات التي تعالج هذه التحديات الاقتصادية.
لا للخراب والدمار
وقال الدكتور التجاني سيسي رئيس حزب التحرير و العدالة القومي إنه لا بديل للحوار إلا الحوار في حل كل القضايا السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد. وأشاد بصبر الشعب السوداني على الأوضاع التي تمر بها البلاد، وأكد أن التظاهرات مكفولة بالدستور والمرفوض الخراب والدمار الذي طال بعض المؤسسات في الولايات، وأضاف: لابد من اتباع منهج الحوار في كل القضايا وأن ما تواجهه البلاد من تحديات تتطلب قرارات هامة وجريئة لتخفيف معاناة الشعب السوداني، وطالب قادة الأحزاب السياسية بالتضحية والرقابة الشعبية على الأسواق .
من جانبه أكد الأستاذ حسن إسماعيل رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية بأهمية مضاعفة الجهود لرفع الضائقة المعيشة عن كاهل المواطن. وقال على الأحزاب السياسية أن تجدد الدماء بالشباب لبناء الأحزاب السياسية القوية حتى تضمن الاستمرار.
وأشار الى أن الحزب الشيوعي يعمل على سرقة وخطف الثورات مثل أكتوبر وأبريل.
من جهته قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي وزير النقل حاتم السر إن ظاهرة الصفوف أمام المخابز ومحطات الوقود ستنتهي وإن الصفوف لن تكون إلا للصلاة، وقال إن البلاد تجاوزت الأزمة الاقتصادية العارضة، مشيرًا إلى أن كل قضايا البلاد يمكن أن تحل عبر الحوار، مؤكداً وقوف حزبه مع حكومة الوفاق الوطني ورئيسها باعتبار ذلك صمام أمان لوحدة السودان .
مشاهدات من شرفة اللقاء
– بدأ توافد الجماهير إلى مكان اللقاء بالساحة الخضراء منذ الساعة الثامنة صباحاً واكتمل عند الحادية عشرة ظهراً قبل وصول الرئيس البشير إلى الساحة بخمس دقائق.
– استغرقت كلمات المتحدثين والتي افترعها بحر إدريس أبوقردة وختمها والي الخرطوم الفريق أول هاشم عثمان قبل تقديمه لرئيس الجمهورية ساعة كاملة حيث بدأت عند الحادية عشرة والربع واختتمت عند الثانية عشرة والربع ليتحدث رئيس الجمهورية ربع ساعة كاملة ليكون عمر اللقاء ساعة ونصف
– احتشدت الساحة الخضراء بأعداد كبيرة من المواطنين الذين حضروا من كل محليات الولاية للتأكيد على دعم برامج الدولة.
– قادة أحزاب الحوار الوطني شكلوا حضوراً في اللقاء الجماهيري، وشكل بحر أبو قردة وتجاني سيسي وتابيتا بطرس وإبراهيم آدم وحسن إسماعيل حضوراً لافتاً.
– جلس الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ الزبير محمد الحسن وقادة الحرس القديم للوطني يتقدمهم علي عثمان ونافع علي نافع وسعاد الفاتح في الصف الأول للمنصة.
– تدافع قادة الإسلاميين والوطني من كل صوب إلى الساحة الخضراء حيث رصدت الصيحة الأمين دفع الله وموسى كاشا وسليمان الصافي.
– من بين الحضور مساعدو رئيس الجمهورية فيصل حسن إبراهيم وموسى محمد أحمد.
– الغياب الأبرز واللافت في لقاء أمس الجماهيري هم طلاب المدارس بكل مستوياتهم التعليمية ولم ترصد الصيحة حضوراً للفئات العمرية لمرحلتي الأساس والثانوي.
– اختلف المراقبون في تحديد العدد الذي احتشدت به الساحة الخضراء أمس، بعضهم قدرها بأكثر من مليون والبعض بمليون فقط، بينما الواقع يقول إن العدد يقدر وبحسب رصد (الصيحة) بمئات الألوف.
صحيفة الصيحة.