الدولار .. (الضل النقص ما زاد)

ضرب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، معتز موسى موعداً مهماً لانخفاض سعر الدولار، وذلك عندما نصح التجار بالتخلص من الدولار، قائلاً لهم (أي زول شايل ليهو دولار في يدو أخير يتخارج منو، وراح نشوفهم حيمشوا بيهو وين تاني بعد يوم الاثنين)، حديث معتز جعل المراقبين لحركة الدولار في السوق في حالة ترقب عن ماذا سيحدث خاصة وأن معتز قد أكد استمرار الدولة في السياسات التي أدت إلى ارتفاع قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، وبشر المضاربين في الدولار بمزيد من التضييق عليهم، السؤال الذي طرح نفسه، على ماذا راهن رئيس الوزراء لقصم ظهر الدولار؟، في وقت شهد الدولار انخفاضاً طفيفاً يوم أمس، لكنه ليس بالحجم الذي صرح به معتز.

 

تراجع الدولار

الشاهد أنه عقب تصريحه شهد الدولار هبوطاً طفيفاً حيث بلغ في آخر تداول له حوالي (53) جنيهاً بعد أن كان (55) جنيهاً.

(آخر لحظة) قامت بجولة بعد حديث رئيس الوزراء، وكانت الجولة بوسط العاصمة الخرطوم ووجدت تراجع مفاجئ لسعر الدولار بالسوق الموازي حيث انخفاض الدولار إلى (53) جنيهاً بدلاً عن (55) جنيهاً بالمقابل ما تزال آلية صناع السوق تحتفظ بسعرها للدولار أمام الجنيه السوداني والذي يبلغ 46.5 جنيهاً، وبرر تاجر عملة فضل حجب اسمه تراجع الدولار نتيجة لتوقيع اتفاق، بين الحكومة وتجار العملة بالخارج، في كل من دبي ومصر، وأشار إلى أن الاتفاق ينص على إيقاف شراء الدولار من السوق الموازي بالداخل، بهدف القضاء على السوق السوداء متمثل، في السماسرة والوسطاء، بجانب حصر شراء وبيع الدولار، عبر آلية صناع السوق.

 

منحة مليارية

من ناحية أخرى ربما ما كشفه مصدر رفيع بالحكومة للصحيفة فضل حجب اسمه عن تقديم الصين منحة مليارية للسودان، كان سبباً قوياً لتطمينات الحكومة في أن سعر الدولار قد يتراجع الأيام المقبلة خاصة عندما أوضح المصدر الحكومي، أن الصين كانت تريد إنشاء مشاريع استثمارية ضخمة، لكن الدولة رأت بأن تكون المشاريع في شكل منحة، لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

 

انكماش السوق

ومن جانبه عزا الخبير الاقتصادي عصام الدين بوب، هبوط الدولار لإيقاف الدورة الاقتصادية بجانب الكساد الشديد الذي يمر به الاقتصاد السوداني، بالإضافة إلى إيقاف الحركة التجارية، نتيجة لانكماش القوة الشرائية من جانب المواطنين، وأضاف إن تراجع الدولار ليس تحسين في الاقتصاد، بل كارثة، لأنه لا يوجد من يشتري الدولار لعدم توفر (الكاش)، وقال يجب على الحكومة أن لا تفسر تراجع الدولار انتصار لها، بل العكس، لأن التجار أصبحوا لا يريدونه وتساءل ماذا يفعلون به خاصة بعد إيقاف عملية الاستيراد، وتصاعد وتيرة أسعار السلع التي تجعل المواطن، يقلل من الاستهلاك المواد الغذائية، شراء الضروريات فقط، وأشار إلى قلة الطلب على السلع يجعل التجار لا يستطيعون بيع بضائعهم، التي تأتي مرتفعة، لا سيما بعد زيادة سعر الدولار الجمركي، وأكد بوب بأنه لا يمكن معالجة الاقتصاد بالحديث عن التوقعات الفاشلة إنما هو يحتاج إلى إصلاحات حقيقة التي لا تملك الدولة منها واحداً.

 

تسهيلات وتحفيز

معالجة من نوع آخر أوصى بها الخبير الاقتصادي محمد الناير، ربما تسهم في استقرار الوضع الاقتصادي وتسهم في تراجع الدولار عزاها الناير إلى وصول منحة أو وديعة مالية لبنك السودان المركزي، وكذلك أشار إلى ضرورة تقديم تسهيلات لاستيراد سلع ضرورية، حتى يمكن أن تؤدي إلى خفض الدولار، واعتبر خطوة حدوث اتفاق بين الحكومة وتجار العُملة بالخارج بالخطوة الجيدة، لكنه قلل من توقعاته بحدوث اتفاق بين الطرفين، إلا إذا تم تنسيق مسبق مع الدولة المجاورة، وطالب الناير أيضاً بالإسراع في تحفيز المغتربين لجذب مدخراتهم عبر القنوات الرسمية، وختم بالقول إن هذا لا يتم إلا بمعالجة قضاياهم.

 

تقرير: أحمد قسم السيد
الخرطوم: (صحيفة آخر لحظة)

Exit mobile version