البشير : معظم الأحداث كانت محدودة وانتهت والناس عايشين حياتهم بصورة طبيعية
قال رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في حوار مع قناة (المستقلة) بث مساء أمس (السبت) إنه لم يتفاجأ بالاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدن السودان حول الأزمة الاقتصادية، ولكنه لم يتخيل أن يصاحبها تخريب للممتلكات العامة والمنشآت.
وأكد “البشير” رداً على سؤال د. “محمد الهاشمي الحامدي” حول اتهامه بالدكتاتورية ، إنه ليس ديكتاتوراً ، ولو كنت كذلك لما خرج لنا الناس في استقبالات كبيرة في الجزيرة ولقاء المهنيين بالخرطوم .
وأضاف “البشير” في الحوار التلفزيوني: ( نحن ندير أمورنا في اللحظات الحرجة، وكنت أتلقى التقارير من الأجهزة الرسمية أولاً بأول عن الأوضاع في البلد، ما كانت المفاجأة أن ينزل المواطنون للشارع ليحتجوا، لكنني لم أكن أتخيل أن يخربوا).
وزاد بالقول: (في أكتوبر وأبريل – في إشارة منه للانتفاضتين الشعبيتين – لم يخربوا في الاحتجاجات، والتحقيقات أثبتت أن هنالك عناصر اندست وسط المتظاهرين، والناس البشوفوا الأخبار من خارج الوطن بيعتقدوا أن الوضع خطير في السودان، معظم الأحداث كانت محدودة وفي مواقع محدودة وانتهت والناس عايشين حياتهم بصورة طبيعية في أفراحهم وأتراحهم).
وقال الرئيس، إن معظم كبار رجال الأعمال ليسوا (كيزان) ولن يكونوا ، مستشهداً باسمي “أسامة داؤود” و”وجدي ميرغني” .
وأضاف، إنه يحكم بعدالة بين الناس، مشيراً إلى أن رجل الأعمال “فضل محمد خير” صديق شخصي له، لكنه لم يوفر له حماية من جهاز الأمن، وأن علاقته به ما زالت مستمرة .
ودعا الرئيس إلى أن تكون انتخابات 2020 هي الفيصل، وكشف أن رئيس مفوضية الانتخابات الحالي البروفيسور “مختار الأصم” اختاره السيد “الصادق المهدي” و لم يختاره المؤتمر الوطني .
وأشار الرئيس إلى تفرد الشعب السوداني في حركته الاجتماعية وتميزه عن بقية الشعوب الأخرى، وقال : (الشعب السوداني تتواضع له يحترمك ويقدرك).
ورأى “البشير” أن السلوك الاجتماعي للشعب السوداني هو الذي يقف وراء الازدحام المروري في الطرق، موضحاً بالقول: (في مدن العالم تجد أن ساعة الذروة مرتين عند القدوم للعمل والخروج منه، لكن طبيعة الشعب السوداني الاجتماعية تجد أن الذروة في الخرطوم عقب ساعات العمل كذلك للمشاركة في الأفراح والزيارات الاجتماعية).
وقدم رئيس الجمهورية جرداً لإنجازات ثورة الإنقاذ الوطني بالمقارنة مع عهد الحكومة السابقة لها برئاسة “الصادق المهدي”، وقال : (ما قمنا به الشعب السوداني شهود عليه، كانت الحكومة قبل الإنقاذ تعاني شحاً في المواد البترولية والخبز، الأوضاع كانت أسوأ مما نحكم الآن، كانت هنالك 11 سلعة يأخذها المواطن عبر البطاقة التموينية، وكان هنالك شح في الخبز وتقف الصفوف قبل صلاة الصبح من أجل الحصول عليه، وكانت الحكومة تمنح المواطنين جالونين فقط من الوقود، هذا قبل ثورة الإنقاذ).
وقدم “البشير” إحصائيات بالأرقام للمستشفيات التي أنجزتها الحكومة في عهد الإنقاذ مقارنة بالوضع السابق لها، وقال: (عدد مدارس الأساس كان 7600 مدرسة في عام 1990 بينما حالياً توجد 18 ألف مدرسة، لدينا 150 جامعة حكومية مقارنة ب4 جامعات فقط قبل الإنقاذ، عدد المستشفيات كان 209 مستشفيات الآن لدينا 689 مستشفًى).
وأشار الرئيس إلى أن الطرق البرية لم تتجاوز(2290) كيلومترا قبل ثورة الإنقاذ مقارنة بتسعة آلاف كيلومتر حالياً ، تربط السودان مع دول مصر ثلاثة طرق، ارتريا وإثيوبيا وجنوب السودان وتشاد .
وأضاف : (كل هذه الإنجازات تمت تحت حصار اقتصادي وعقوبات غير موجودة في أي دولة من دول العالم، أفشلنا كل المخططات الصهيونية أن تستلم حركة “جون قرنق” السودان، نحن لما جئنا كانت المبادرة لحركة التمرد ويتقدموا ميدانياً، و”قرنق” كان يخطط للهجوم على مصنع سكر كنانة، وكان الغرب مقتنعاً أن “قرنق” سيحكم السودان).
وحكى “البشير” قصة إنتاج البترول بعد خروج الشركات الأمريكية من السودان، موضحاً أن أحد حقول النفط بعد تسليمه للشركات الصينية ، اكتشفت الحكومة وجود مائة بئر محفورة وجاهزة للإنتاج لم تقم الشركات الأمريكية بضخ النفط منها.
وأكد “البشير” عدم تطبيع السودان علاقاته مع دولة إسرائيل، موضحاً أنه تلقى نصائح من صديق أمريكي في عهد الرئيس الراحل “جعفر نميري” بضرورة التطبيع، وقال: (الحديث عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للخرطوم موجه لعضويتنا، لكننا نحكم بعقلية المسلم الملتزم، ولكننا لن نطبع مع إسرائيل).
وكشف الرئيس عن تلقيهم طلباً من الخطوط الجوية الكينية لتسيير رحلة من نيروبي إلى تل أبيب عبر الأجواء السودانية، ولكن الطلب قوبل بالرفض.
صحيفة المجهر السياسي