وردت تفاصيل دقيقة ومثيرة، عن ملابسات إستدعاء مراسل قناة العربية بالخرطوم “سعد الدين حسن “، والذي جاء بسبب تزويد قناته بأخبار كاذبة، عن إحتجاجات يوم أمس الجمعة، لم تقع أصلاً، بحسب موقع “الحاكم للخدمات الصحفية” السوداني.
ونقل “الموقع” عن مصادر أمنية، أن “الحزب الشيوعي السوداني”، كان قد خطط “الجمعة” لقيام مظاهرات في عدد من الأحياء بالعاصمة الخرطوم، فيما يُعرف بجمعة الغضب، و من بين تلك الأحياء “الجريف شرق”، و قد رصدت الأجهزة الأمنية تنسيق لمراسل العربية “سعد الدين حسن” مع كوادر في الحزب الشيوعي مهمتها تنسيق و ادارة الحملة الإعلامية للإحتجاجات و في إطار هذا التنسيق جرت إتصالات بين تلك الشعبة الإعلامية في الحزب الشيوعي و “سعد الدين” مراسل العربية، و تم تمليكه مواقع المظاهرات التي تم الترتيب لها لجمعة الغضب و ذلك ليقوم بتصويرها و بثها في قناتي العربية و الحدث.
وكان للأجهزة الأمنية من طرف آخر نشاطا حثيثا يرصد ترتيبات و نشاط الشيوعيين للدفع بالمواطنيين للتظاهر، و من بين تلك الأنشطة كانت هناك غرفة لإدارة التظاهر بالجريف شرق مكونة من مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي يجري رصدها بدقة متناهية حتي تجمعت في ساعة الصفر في الموقع الذي حددته غرفتهم لإنطلاقة المظاهرة و لكن المفاجأة أن هذه الخلية وجدت ترحيبا من الأجهزة الأمنية و هي تنتظرها في ذات الموقع و تسحبها بسلام من الموقع و تعيد كل واحد منهم الي بيته مع وداع حار، بحسب “الموقع”.
ولم يكن مراسل العربية “سعد الدين” على علم، أن الخلية التي ستحرك المظاهرات في الجريف شرق قد وضعت السلطات عليها يدها، و لم تقم المظاهرات في هذا الحي بالعاصمة السودانية الخرطوم ، من أصله، وهو خالي الذهن دخل علي قناته “لايف”، و هو يتحدث عن مظاهرات في عدد من الأحياء من بينها الجريف شرق، ثقته في رفاقه الشيوعيين أكبر من مهنية يجب أن يلتزم بها تجاه قناته حتي لا ينقل إليها الكذب، بحسب ما جاء بالـ “الحاكم”.
وأورد “الموقع الصحفي ” أن الرفيق سعد الدين يسخر صفحته للثوار، و في الحقيقة للثائرات و هو يكثر من إستضافتهن و تجاذب الحديث معهن و تبادل مقاطع “الفديو الحارة ” معهن و هو يطرح نفسه ثائرا وسطهن و يتجمل بفعل ثوري مفضوح و قد إكتسب مهارة طرح نفسه بطريقة جميلة و إخفاء كلما من شأنه ان يخصم منها و له في ذلك ذكاء لا يفوت علي كل مدقق و متأني في قراءة “حركاته”.
وختم “الموقع” بأن هذه هي قصة” سعد الدين” مع إستدعائه للتفاكر معه حول هذا الخطأ الفادح و لكنه و قبل أن يصل إليهم أطلق جلبة كثيفة عن استدعائه، إستدعاء المراسلين من قبل الأجهزة الأمنية ليس إجراءً و إنما دعوة للتفاكر في بعض الأمور و إبداء الملاحظات و السماع لهم و لمنطقهم و هذا يحدث مع كافة المراسلين دون أن ينشر أحدهم او يسرب إلا سعد الدين و هو يتسرع تسرعه لصناعة صورة البطل.
وكان “سعد الدين حسن ” قد نشر على صفحته، بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” قائلا: ” أحبابي وأصدقائي وكل الناس في بلدي التي أتهمت، خرجت قبل قليل وتم التحفظ على هاتفي وبطاقة عملي على أن أعاود الحضور غدا صباحا، لم أعرف جريرتي التي أقترفت سواء العباره المتكرره بعدم المهنيه والعمل ضد البلد.
مضيفاً : لأن أخلاقنا المهنية تحتم علينا وإن قدح فيها قول الحقيقه أنا بخير ولم أتعرض لأي نوع من الإهانة في نطاقها المتعارف لكن أن تكون مواطنا في بلدك وصحفيا مرخص لك بالعمل، وتجلس لثماني ساعات في كرسي دون إجراء قانوني أو تهمه بائنه ويطلب منك كود هاتفك وتخترق خصوصيتك أيا كانت التعهدات فهي الإهانة في أقصى تجلياتها، قبل أن تطلب مني أن أكون وطنيا وفق تصوراتك أشعرني بالفعل أن حقوقى مصانه في ذات الوطن الذي تتهمني بالعمل ضده، وختم بقوله: لا بد يوم باكر إبقى أخير.
وكان جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، قد إستدعى “سعد الدين حسن” مراسل قناة العربية بالخرطوم، مساء الجمعة، للتحقيق معه على خلفية تغطيته لأحداث الإحتجاجات.
كما تم إستدعاء عدد من الصحافيين السودانيين حول تغطيتهم أو تعليقهم لفضائيات محلية ودولية بما يخص الإحتجاجات الأخيرة بالسودان، أبرزهم الكاتب الصحافي “فيصل محمد صالح”، الذي تم الإفراج عنه لاحقاً.
الخرطوم (كوش نيوز)