قلل المؤتمر الوطني من إعلان رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، ورئيس حركة الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين انسحابهما مع 8 أحزاب وحركة سياسية من الحوار الوطني، معتبراً خطوة الانسحاب نوعاً من الانتهازية، ووجه المؤتمر الوطني رسالة للأحزاب المنسحبة من إئتلاف الحوار، مفادها أن عليها أن تراجع حساباتها أو أنها ستجد نفسها في خارج دائرة الفعل السياسي.
بلا وزن
واعتبر رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم الصديق الأحزاب المنسحبة بلا وزن جماهيري أو سياسي، هذا يفتح باب التكهنات حول مستقبل مبارك الفاضل وغازي صلاح الدين مقرونة بتقييم الأوضاع الراهنة على صعيد الضبابية التي تكتنف علاقتهما بالصف المعارض الذي انضموا إليه، فإلى أي مدى يمكنهم الدخول في تركيبته والانسجام معه، لاسيما من البداية قد حدث تصادم معه نتيجة تناقض المرجعيات واختلاف الرؤية، خاصة مع اتحاد المهنيين (التحالف) الذي ظهر في قيادة الشارع واعتبرهم انتهازين متسللين قفزوا من مركب الحكومة التي يظنون أنها أوشكت على الغرق.
اختلاف إيدلوجي
ويرى مراقبون أن هناك الكثير من العوامل التي تجمع بين د. غازي صلاح الدين ومبارك الفاضل رغم اختلاف خلفياتهما الإيدلوجية وطريقة تعاطيهما مع السياسة، لكن يجمعهما رابط الأسرة، وتاريخياً لم يكن هذا التحالف الأول في مجال العمل المعارض الذي يجمع بين مبارك وغازي، وسبق أن عملا في الجبهة الوطنية المعارضة لنظام مايو، لكن لم يكونا هما الفاعلان في قيادتها، والآن هما الفاعلان في قيادتها . في السياق يقول المحلل
السياسي بروفيسور حسن الساعوري للصيحة، إن الأحزاب التي يتحالف معها مبارك وغازي ليست لها قاعدة جماهيرية وواضح أن مبارك مستقبله هو مستقبل حزب الأمة، أما غازي فليست له شعبية تسنده وبالتالي مستقبله في العودة للأصل، وهو الآن ليس بعيدًا عن الإسلاميين .
ويرى بروفيسور الساعوري توقيت مغادرة غازي ومبارك بأنها ناتجة من قراءتهما للاحتجاجات بأنها نهاية عهد الإنقاذ، لذلك غادرا وانضما لصفوف المعارضة، لكنه انضمام بالإعلام فقط وليس بالعمل المنظم، لأنه في هذه الحالة يفترض أن يكونا في قيادة المحتجين في الشارع، لكن لا مبارك ولا غازي يُشاهد أي منهما في الشارع، وبالتالي لا يمكن أن يقودا الشارع إعلامياً وهناك جسم منظم موجود باسم اتحاد المهنيين .
لا مرحباً بهما
وأشار الساعوري أن غازي ومبارك كانا يعتقدان بأن اتحاد المهنيين سيرحب بهما بعد خطوتهما، لكنه رفضهما، وظهر الاختلاف بينهما حول كيفية إسقاط النظام ومستقبله، فغازي يرى تكوين مجلس انتقالي بفترة محددة، بينما المهنيون الذين يرفضون انضمام الأحزاب إليهم بأن تكون الفترة الانتقالية مفتوحة لأنهم يريدون الاستمرار في الحكم، وهذا يعيد صراع النخب.
وشدد الساعوري بقوله إن كان غازي والفاضل جادين، عليهم مع الأحزاب المتحالفة معهما مناداة جماهيرهما للنزول وقيادتهما للشارع، وعليهما أن ينسقا مع هذا الجسم، وإلا كيف يتم إسقاط نظام عمره (30) سنة وهم مختلفون، واضح من انعدام التنسيق أن الإنقاذ ليست في خطر الآن.
تأثير واضح
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والمحلل السياسي بروفيسور الطيب زين العابدين للصيحة في تعليقه على حديث المؤتمر الوطني (إنّ غازي ومبارك والأحزاب المنسحبة بلا وزن جماهيري أو سياسي)، يصعب معرفة الوزن الحقيقي للقوى السياسية في السودان إلا عبر انتخابات حرة ونزيهة لتحديد الوزن الحقيقي .
وأشار بروفيسور زين العابدين أن الأحزاب سواء التي يقودها غازي أو المتحالفة معه هي أحزاب جديدة وصغيرة لكنها تمتلك المقدرة على جذب الشباب، بالتالي فإن توفرت أي مساحة من التغيير والحرية يمكن لهؤلاء الشباب الذين قاموا بهذا الحراك أن ينضموا إلى هذه الأحزاب الجديدة . وأكد بروفيسور زين العابدين أن تأثير عازي ومبارك واضح في الساحة بانسحابهما الذي أحدث هزة للمؤتمر الوطني .
مطالبة الشارع
وقال المحلل السياسي بروفيسور حسن مكي بصحة الخطوة التي اتخذها غازي ومبارك الفاضل بإعلان خروجهما. وأضاف بروفسير مكي: مؤكد أنه سيكون لهما تأثير باستجابتهما لمطالبة الشارع بأن كل من له جسم أن يعلن توبته ويتجه برؤية جديدة، لأن هذه الفترة ستشهد ميلاد كيانات سياسية جديدة، والفرصة الآن للشباب، وجميع القوى السياسية تحتاج الآن لاستخراج شهادة ميلاد جديدة خلافاً للأسس التي كانت ترتكز عليها، هذا مطلوب من كل من يريد الاستمرارية حتى المؤتمر الوطني.
صحيفة الصيحة.