حدث احباط لدى كثيرين جراء ما يتم وصفه باختطاف الثورات وقسمة الغنائم قبل المعركة!

طُلب مني تقييم للوضع الراهن حسب ما شهدته وخبرته في الأيام الماضية ومنذ بداية الحراك الموسوم ب #مدن_السودان_تنتفض ولاحقا
#تسقط_بس
سأقدم شهادة صادقة ارجو ان يتسع صدر الجميع لها…

في البداية احب اوضح انو وسائل التواصل الاجتماعي (أنتم وانا برضو ) تقوم بتضخيم الأحداث وتكرار النشر لبعض ما هو غير حاصل مزعج لمن يمشي على الأرض ويشارك في صناعة الأحداث نفسها وان كان بأضعف الإيمان (كأن ينقل خبرا صادقا مثلا).

وأحب ايضا ان يعمل كل الراغبين في التغيير بتفعيل خاصية النقد الذاتي وإيقاف اَي شيء غير صحيح في محله.

يوم ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ بدأ حراك بصورة عفوية في عدد من المدن السودانية… عفوي غير منظم… هاتان الكلمتان هي جوهر المفاجاة التي أربكت السلطات الغاشمة في السودان بصورة كبيرة مثلما حدث في سبتمبر ٢٠١٣ وكان رد السلطات كالعادة امنيا وحشيا، ارهابيا بامتياز…

دعى تجمع المهنيين السودانيين (جسم هلامي غير معروف الهوية ودي كانت افضل حاجة فيهو) الى موكب لتسليم مذكرة (لم اقرأ محتواها… لكني استطيع التخمين= #تسقط_بس) من ميدان ابو جنزير الى القصر…

استجبنا للنداء كمهنيين سودانيين وكالعادة اطلق النظام الرصاص( لديه خبرة تراكمية في الإفلات من العقاب) ومات من مات وجرح من جرح واطلق يد الامن الشعبي واللا شعبي وكل المصلحجية في بقاء النظام وتم اعتقال آخرين… بعضهم تم الإفراج عنه والبعض ما يزال قابعا في سجون الظلم المستمر.

ثم دعى تجمع المهنيين السودانيين (جسم هلامي غير معروف الهوية ودي كانت افضل حاجة فيهو) الى موكب اخر لتسليم مذكرة اخرى يوم الاثنين ٣١/١٢/٢٠١٨ (برضو ما قريت محتوى المذكرة ? لكني بت اكثر معرفة به = #تسقط_بس).

الدعوة للاستمرارية لم تقابل بالجدية المطلوبة!
النتيجة:
الاستمرارية لم تحدث كما يجب!

في اول موكب الى القصر… قامت السلطات السودانية برفع حالة الاستعداد الأمني الى أعلى الدرجات… ومع بطشها للمتظاهرين السلميين واعتقال المئات في الموكب الاول ثم الموكب الثاني تكرر نفس السلوك

والآن توجد دعوة لموكب ثالث ورابع …تم إيقاف هذا الاستعداد… يعني الجماعة بياخدوا في نفس من السجارة التي تم تخميسها معهم من قبل اطراف مختلفة … منهم (فاعل خير تبرع للسودان سلة غذاء افريقيا ببعض الدقيق)! انا لله وانا اليه راجعون!!!

افضل ما يمكن ان يحدث في السودان للحكومة هو انقسام الناس حول رأي… فالحكومة تحكم بسياسة فرّق تسد طوال ٣٠ عاما…

وقد تم اهداء هذا الموقف بقصد (خبيث) او دون قصد من قبل مجموعة تسمي نفسها الجبهة الوطنية للتغيير… احد أعضاءها كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني -الحكومة الحالية- قبل شهور قلائل!

نعم اعني مبارك الفاضل المهدي! أتمنى ان يتقاعد عن السياسة ويترك المجال للمؤهلين من شبابهم وهم كثر! فهو جزء اصيل من أزمات السودان!
وان كان يريد هو او غيره الشهادة – التي نالها الشباب في سبيل الوطن- فموكب غدا الأحد (الى القصر ) بانتظاركم!

حدث احباط لدى كثيرين اعرفهم جراء ما يتم وصفه باختطاف الثورات وقسمة الغنائم قبل المعركة!

ثم قطع طريق موكب المهنيين السودانيين بواسطة ٢٢ حزبا سياسيا سودانيا مشاركين في السلطة فبرزت بعض “القيادات” لموكب المهنيين السودانيين وهذا ما لا يفترض ان يحدث في تقديري.

وهذا دليل على أن السلطة تشعر بالأمان (رغم الخوف والقلق) المستمر… فالمجرم لن يستطيع النوم ابدا!

لا أتوقع نجاح موكب يوم الأحد في الوصول الى القصر وتسليم مذكرة المهنيين أو اَي موكب يقوم الناس بإعلانه فهذا غباء (مع حسن النية) او انتحار (مع سوء النية)…

لذا علينا جميعا (من يريد التغيير والخلاص من البشير وحكومته بطرق سلمية) التفكير جديا في التعلّم من الأخطاء المتكررة التي يقع فيها كثيرون!

بدأت الاحتجاجات عفوية/تلقائية… وعنصر المفاجأة هذا مهم في حالتنا السودانية… في تقديري… ومن المهم الاستمرارية… في تقديري.

الدعوة لقادة جبهة التغيير الوطني بحشد عضويتهم والمشاركة في الموكب القادم.

٥ يناير ٢٠١٩

د. أنور دفع الله

Exit mobile version