قال شاهد لرويترز إن عشرات من المحتجين رددوا شعارات مناوئة للحكومة بعد خروجهم من مسجد كبير عقب صلاة الجمعة في أم درمان قرب العاصمة الخرطوم وذلك بعد يوم من دعوة شخصية بارزة بالحزب الحاكم الرئيس عمر البشير إلى التنحي.
وتفرق المحتجون سريعا بعدما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز.
وكان الاحتجاج محدودا على نحو ملحوظ بالمقارنة بمظاهرات أخرى شهدها السودان في الأسابيع القليلة الماضية.
وتفجرت المظاهرات احتجاجا على زيادات في الأسعار ونقص في السيولة والوقود عقب شهور من الظروف الاقتصادية المتردية.
ودعا منظمو الاحتجاجات إلى مسيرة إلى القصر الرئاسي في الخرطوم يوم الأحد عندما تنزل أعداد كبيرة متوقعة من المتظاهرين إلى الشوارع.
ووجه الشفيع أحمد محمد، أول أمين عام لحزب المؤتمر الوطني، دعوة نادرة يوم الخميس للبشير بالتنحي. وفي تسجيل صوتي وزع على تطبيق للتراسل الفوري قال الرجل إنه ينبغي للبشير الاستقالة وتشكيل حكومة انتقالية ”تنقذ بها البلد“.
تأتي دعوة محمد، وهي الأولى من نوعها، بعدما دعت أحزاب المعارضة يوم الثلاثاء البشير إلى إقالة الحكومة وتشكيل إدارة انتقالية تحدد موعدا للانتخابات.
وشملت دعوة الأحزاب أيضا التحقيق في انتهاكات مزعومة لقوات الأمن خلال مظاهرات جرت مؤخرا في أنحاء البلاد.
ودعا البشير ورئيسا جهازي المخابرات الوطنية والأمن إلى ضبط النفس ردا على الاحتجاجات التي يلقي فيها المسؤولون باللائمة على ”مندسين“.
وهتف المحتجون، وأغلبهم من الشبان، يوم الجمعة ”سلمية.. سلمية“ في إشارة إلى مظاهرتهم و“تسقط.. تسقط“ تأكيدا لمطالبتهم بتغيير الحكومة.
والاحتجاجات هي أكبر تحد يواجهه البشير منذ توليه السلطة في انقلاب سانده الإسلاميون قبل نحو 30 عاما، وهي أوسع نطاقا وأطول مدة من موجتي احتجاج في سبتمبر أيلول 2013 ويناير كانون الثاني 2018.
ويقول شهود إن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية إلى جانب الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على المحتجين خلال الأسبوعين الماضيين. كما ألقت القبض على بعض المحتجين وشخصيات معارضة.
وأقر مسؤولون بمقتل 19 شخصا في المظاهرات. وقالت منظمة العفو الدولية في الأسبوع الماضي إن لديها تقارير موثقة عن مقتل 37 محتجا برصاص قوات الأمن.
أم درمان (السودان) (رويترز)
إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن