تولى العام 2018م ودخل ذمة التاريخ حاملا معه تطورات وتغييرات عديدة سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية واجتماعية نحاول فيما يلي رصدها:-
سياسياً
بدأ العام يصدور المرسوم الجمهورى بتمديد وقف إطلاق النار بمناطق العمليات وإغلاق المعابر الحدودية مع دولة إريتريا ثم توالت المواقف والأحداث تباعا وكان أبرزها حل حكومة الحوار الوطني الأولى وتشكيل الثانية برئاسة معتز موسى وتقليص حجم الحكومة من 33 الى 21 وزارة واحتضان الخرطوم لمفاوضات فرقاء دولة جنوب السودان والوصول إلى إعلان الخرطوم في هذا الخصوص واحتضان ثانٍ للحكومة والمعارضة في جمهورية إفريقيا الوسطى فضلا عن مشاركة الوساطة السودانية في حل المشكل الليبي مما جعل الخرطوم مركزا لصناعة السلام الإقليمي والمعارضة توقع على أجندة التفاوض مع الحكومة إلا أن المفاوضات ذاتها تم تأجيلها بعد أن انطلقت في أديس أبابا.
من الأحداث السياسية البارزة الموافقة على ترشيح البشير لدورة ثالثة لرئاسة البلاد وقدمت في هذا الخصوص تعديلات دستورية شملت المادتين (57) و(178) لتتيح للرئيس البشير الترشح لمدة إضافية، وكانت زيارته لسوريا مفتتحا لإعادة بعض الدول العربية علاقاتها مع دمشق.
وأثارت مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني غبارا بعد زيارة الرئيس التشادي لإسرائيل وتطبيع العلاقات معها، أما عودة زعيم وإمام الإنصار رئيس جزب الأمة القومي الصادق المهدي للبلاد في التاسع عشر من ديسمبر فقد ارتبطت ببداية خروج مسيرات واحتجاجات ومظاهرات انتظمت عددا من مدن البلاد انطلاقا من عطبرة ثم دنقلا وبورتسودان والقضارف والخرطوم ومدني تعبيرا عن المعاناة الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الاساسية.
اقتصادياً
يعتبر العام الذي انقضى من الناحية الاقتصادية عام الصفوف (الخبز والسيولة والوقود) وارتفاع معدل التضخم وانخفاض سعر صرف الجنيه مقابل سائر العملات الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى إنشاء آليات اقتصادية حاولت السيطرة على التدهور، من بينها (آلية السوق)، مهمتها تحديد سعر الصرف الرسمي الذي بلغ السعر الموازي في السوق من أجل تحفيز واستقطاب مدخرات المغتربين، أما شركة (بريق) فهي شركة مهمتها شراء الذهب من التعدين الأهلي وبالأسعار السائدة.
وكان البنك المركزي قد رحب في يونيو بقرار وزارة الخزانة الأميركية السماح بتمويل الصادرات والمنتجات الأميركية للبلاد، مما سيشجّع الشركاء الدوليين على التعامل مع السودان. بعد ذلك قدم الرئيس الصيني شي جينبينغ منحة بقيمة 400 مليون يوان وقرضاً بدون فوائد بقيمة 200 مليون يوان لاستخدامه في مشاريع متفق عليها تعادل 88 مليون دولار.
كارثياً
شهدت البلاد خلال العام المنقضي بعض الكوارث الطبيعية مثل الأمطار والسيول العنيفة والتي ضربت مدينة النهود بولاية غرب كردفان وسيولا مشابهة اجتاحت أحياء في ولاية كسلا شرق السودان تسببت في مصرع طفلين وامرأة، كما قطعت الأمطار طريق “بارا أم درمان” كما غرق 22 تلميذاً وامرأة بمركب كان يقلهم بولاية نهر النيل، وكارثة صحية عصفت بمدينة كسلا سميت بحمى (الكنكشة) أحدثت هلعاً وخوفاً حينها، وسقوط طائرة والي القضارف ميرغني صالح وبعض مرافقيه. ومن الكوارث الأخرى حريق سوق أم درمان (الجزء الغربي) وحريق بعض المحلات بسوق نيالا يمكن أن نعده من ضمن الكوارث الاقتصادية.
رياضياً
أبرزها فوز الهلال على نده المريخ بالإمارات وإحرازه درع زايد في احتفالية مئوية الشيخ زايد طيب الله ثراه وخروج كل الفرق من المنافسات الإفريقية سوى الهلال الذي سيواصل فى الكونفدرالية والمريخ في الأندية العربية، وإنجاز متكرر أحرزه تلاميذ السودان النجباء في (اليوسي ماس).
احتساباً
انتقل إلى رحمة مولاهم نفر كريم من شخصيات سياسية وعامة وفنية وصحفية واجتماعية نذكر منهم على سبيل المثال المشير سوار الذهب رئيس البلاد الأسبق والدكتورة فاطمة عبد المحمود أول وزيرة امرأة في الحقبة المايوية في سبعينيات القرن الماضي والإعلامية الشاعرة د. عفاف الصادق زوجة الفنان أبوعركي البخيت، كما رحل الشاعر قاسم الحاج (شاعر الأطفال) والصحفي المخضرم محمد صالح يعقوب، وشيخ النقاد ميرغني البكري، والصحفي إدريس حسن، والفنان السني الضوي والفنان إبراهيم حسين والفنانة أم بلينة السنوسي والمسرحي الرائد ميسرة السراج.
اجتماعياً وثقافياً
اهتزاز المجتمع جراء حوادث الاغتصابات التي تعرض لها الأطفال وقتل بعضهم ولكن الحمد لله لم تصل إلى حالة الظاهرة وإنما حالات فردية هنا وهناك، وشغل مقتل زوجة أحد رجال الأعمال الأمدرمانيين على يد زوجة ابنها صدى واستهجاناً ودهشة استحوذت على المجتمع.
أما ثقاقيا فقد تواصل الحراك الإبداعي في المراكز والمنتديات والمهرجانات السنوية والتي شملت معرض الكتاب وجائزة الطيب صالح وأفرابيا ومهرجان الموسيقار محمد الأمين للأغنية الوطنية، وكانت المحاولة الدرامية (عشم) والتي أنتجت وصورت بالإمارات المتحدة وقام بها كاملة مجموعة من الشباب والمبدعين السودانيين وتم عرضها في رمضان قد وجدت قبولاً لأنها تعد فتحا جديدا لأبنائنا بالمهاجر والاغتراب.
سونا.